بثت قناة الدوزيم أمس الجمعة أولى حلقات البرنامج التوعوي الجديد “عينك ميزانك”، ذكرت فيه جانبا مهما من حياتنا و المتعلق بالتغذية. صحيح أننا نفتقر إلى مثل هذه البرامج لأن أغلبنا لا يعلم إلا الشيء القليل عما يمكن أن يكون سببا في انتشار الأمراض المتفشية في مجتمعنا. وتكلم المذيع بوضوح عن “الخبز لكارم“و الذي ستظل صورته بمخيلتنا كلما أردنا أخذ كأس من الحليب أو بعض مشتقاته. غير أننا لم نستطع أن نخرج بصورة واضحة عن التساؤل المطروح: هل الأبقار التي تتناول “الخبز لكارم” تسبب لنا في التسمم البطيء؟ أو في انتشار الأمراض السرطانية؟ أم ماذا؟؟؟ هل بقي السؤال مفتوحا لكي يفسره الكل على حسب هواه؟ آنذاك خطر ببالي سؤال أخر:لم لا نعمل على وقاية أنفسنا من هذه الأمراض مسبقا، و نوفر على أنفسنا و على الدولة مشقة التفكير و العمل على إيجاد حلول لمن يصابوا بمثل هذه الأمراض الخطيرة ؟ تتساءلون كيف؟ الجواب سيكون هو منع مثل هذه التجارات من الأسواق، لأننا شاهدنا في البرنامج حال “سوق الخبز لكارم ” على مرأى و مسمع الجميع. وهنا يأتي دور جمعيات حماية المستهلك،التي عليها أن تذهب إلى عين المكان بحماية السلطات والجهات المسؤولة وهيئة الأطباء لمنع مثل هذه الكوارث من الاستمرار في إيذاء صحة الناس.... هناك ظاهرة أخرى متعلقة بنفس الموضوع التي بتنا نشاهدها و تشمئز لها نفوسنا، وهي بروز شريحة مهمة تنكب في أوعية القمامة بأجسادها كي تبحث فيها و كأنها ستجد كنزا ثمينا، لم نكن نعرف هذه الكارثة من قبل و الآن أصبحت تتكاثر يوما بعد يوم، ولا يوجد من يقول: “اللهم إن هذا منكر” . هذا البرنامج أعاد إلى أذهاننا حلقة من حلقات“ الوجه الآخر“المتعلقة باللحوم وأفران الخبز و الحلويات، التي لايمكن أن تنسى ، لأنني عن نفسي تخليت عن أكل مجموعة من المواد تم التطرق إلى طريقة صنعها و إيضاحها لنا في الشاشة، بل أتقزز كلما شاهدتها معروضة للبيع. هنا يجب طرح تساؤل جديد: هل مثل هذه الحلقات تساعدنا على فهم طريقة عيشنا الخاطئة كي نعمل على إصلاحها أم تفتح أعيننا على الثغرات الموجودة في خبايا هذا المجتمع فنتخلى عن تناول عدة منتجات فقط؟أم تبين لنل كم نحن قذرين ووسخين و نضع كما يقال“عين ميكة” على ما هو محيط بنا فنقول :“اللي ما قتل يسمم” و “العمر محدود” و...و... و ما إلى ذلك؟ أما بالنسبة للشطر الثاني من الموضوع المتعلق ب“ماطيشة” فقد جاء تناوله بصيغة أخرى، اشتكى الفلاح والمنتج و المسير و السمسار و غيرهم من ظروف الاشتغال في قطاع الطماطم و حاولوا إعطاء تبريرات للأثمنة التي يصل إليها المنتوج، و تناسوا المستهلك الضعيف الذي لايقوى على شراء كيلو واحد من هذه الخضر في بعض الأحيان، مع العلم أننا كنا نسمع فيما قبل: الفقير يتغلب على شراء البطاطس و الطماطم و ”يقضي حاجة”.في وقتنا الحالي لم يعد هذا بالإمكان خاصة عندما يتعدى ثمن الكيلو 15 درهم،مع العلم أننا سمعنا في نفس البرنامج من لا يحتكم حتى على 10 دراهم في اليوم. هل من الضروري أن يمر صندوق الطماطم عبر هذه الشبكة الضخمة من الاستغلاليين و السماسرة الضاربين في الاثمنة كما يشاءون و يحاولون إعطاء ألف تفسير و تفسير لذلك فيصل إلينا بهذا الثمن؟ هل تعمل مثل هذه البرامج على فتح أعيننا على أخطاء المسيرين و المحتكرين لهذه المواد و غيرها في مجتمعنا، أم تؤجج نار الغضب و الحقد في نفوسنا عليهم، فيكبر و لا أحد يعلم إلى أين سيصل و متى سينفجر، أو يخمد فنحس بأننا ضعفاء لا حول لنا و لا قوة حتى أمام ما يمكن أن يلحق بنا ضررا....