على بعد أيام معدودة من شهر رمضان ، تعيش كافة الأسر مرحلة العد العكسي من الاستعدادات لاستقبال الشهر الفضيل ، وفي الآن ذاته يطرح سؤال كبير : ماذا أعدّت الجهات المسؤولة على مستوى النفوذ الترابي للدارالبيضاء الكبرى لحماية المستهلك من موجة غلاء أسعار بعض المواد الأساسية التي تكون عادة تحت رحمة المضاربات؟ رمضان ، هو أيضاً شهر يحسب له الفقير ألف حساب، خصوصاً أمام هزالة الأجور والبطالة والكريديات... إذ أنه في منظور البعض، يتلخص في حريرة بالطماطم والشباكية والسمك، دون إغفال موائد البعض التي قد تناهز أثمنة محتوياتها أجرة شهر موظف صغير أو تتجاوزها ! بأحد أسواق منطقة البرنوصي، سألنا أحد بائعي الخضر عن سبب ارتفاع سعر الطماطم خلال شهر رمضان من كل سنة، فكان جوابه أن الأمر «مرتبط أساسا بلهفة العديد من المستهلكين وهلعهم من الغلاء، إذ أن هذا الخوف القبلي يستثمره كثير من باعة الخضر( سواء تعلق الأمر بأصحاب المحلات أو البائعين المتجولين) لبيع الطماطم في واضحة النهار «وعلى عينك ابن عدي» بالثمن الذي يرغبون فيه، وذلك في غياب مراقبة صارمة ودائمة للسعر الذي تباع به ومستوى جودة «ماطيشة » ! وهناك بعض المواد، إلى جانب الطماطم، تستهلك كذلك بإفراط في شهر رمضان مثل: الزيت والشاي والسمك والحليب... بخلاف باقي الأشهر، ويتم الإقبال عليها «بشراهة» مخافة أن يرتفع ثمنها بشكل فجائي. هذا وقد لاحظنا خلال جولتنا بأحد أسواق البرنوصي ، في الأسبوع الماضي، انخفاضاً في سعر بعض الخضر مثل البطاطس والبصل والجزر... إلا أن هذا الانخفاض قد يكون مؤقتاً، كما جاء على لسان أحد الباعة، والذي أضاف قائلا: «حنا كنمشيو على حساب السوق»، بمعنى إذا كان الطلب أكثر من العرض قد ترتفع أثمان الخضر، وذلك بحلول شهر رمضان! وارتباطا بالسياق ذاته ، تجدر الإشارة إلى أن بعض ربات البيوت يفضلن اقتناء كميات كبيرة من الطماطم قبيل شهر رمضان، ويتم وضعها في «كوكوت» بدون ماء لتُسْلَق جيداً ثم تطحن فتعلب وتوضع في الثلاجة ليتم استهلاكها خلال الشهر الفضيل! هذا، ويبقى سؤال يتبادر إلى الذهن : ألم تصل إبداعات النساء المغربيات بعد إلى خلق وصفة «للحريرة بدون ماطيشة» ، لكي تُقطع الطريق على المضاربين في أثمانها، والذين لا يهمهم سوى الربح المادي ولو على حساب إلحاق الأذى بميزانية الغالبية العظمى من الأسر والمستهلكين ؟