نعرف جميعاً الطب، والمُحاماة، والتدريس، وغيرها من مجالات الدراسة والعمل الشائعة في العالم، لكن ماذا لو لم يَجِد طالبٌ ما نفسه في هذه التخصصات، عادةً تكون الإجابة في الالتحاق بأقرب مجال لميوله أو تطوير هواياته عن طريق التعلُّم الذاتي أو عبر الانترنت، لكن ربما تمتلك الولايات المُتحدة إجابةً أفضل، إذ يمكن لهواة التخصصات الغريبة أو طرق التدريس المُختلفة التقدُّم للدراسة بمؤسسات تعليمية غير مُعتادة، إما لتميُّز التخصصات التي تُتيحُها للطلاب، أو لتميُّز نظام التعليم نفسه بها، أو كليهما. وفيما يلي 6 مؤسسات تعليم أمريكية تجعل من الدراسة تجربةً فريدة لا توفرها الجامعات والكليات التقليدية، حسب صحيفة “هافينجتون بوست” الأمريكية: 1- جامعة الهامبرجر ما نوع الطعام الذي يمكن للأمريكيين التخصص في صناعته إن لم يكن الهامبرجر، هذه ليست أسطورة، ولا علاقة كلاسيكية افتَرَضتها الأفلام العربية بين الهامبرجر وأمريكا، جامعة الهامبرجر هي مؤسسة تعليمية مملوكة لسلسلة مطاعم ماكدونالدز للوجبات السريعة، تستقبل الجامعة 5 آلاف طالب كل عام، وتهتم بتعليمهم وتدريبهم بشأن كافة الجوانب الخاصة بمجال ماكدونالدز، بدءاً من عمليات تسيير المطاعم، والخدمة، والجودة، إلى النظافة، لذلك، تُعتبر هذه الجامعة بمثابة مركز إدارة ماكدونالدز في العالم، فيتخرَّج طلابها ليشغلوا مناصب إدارية بمُختلف فروع العلامة التجارية العالمية. 2- كلية اوزاركس المثير بشأن هذه الكلية ليس مجالات الدراسة المُتاحة، وإنما نظام الدفع بها، فهي كلية للعلوم الإنسانية لا تتطلَّب رسوماً دراسيةً أو أقساطاً بالمعنى الشائع، وإنما يُسدد طلابها مُقابل دراستهم عن طريق المشاركة في برنامج عمل دراسة خاص يحل محل مصروفات التعليم التقليدية، ويقضي الطلاب 15 ساعة أسبوعياً في العمل في مركز الكمبيوتر، أو المتحف، أو العيادة داخل الحرم الجامعة، وهي وكلبة رائعةً بسعرٍ رائع، وتُصنَّف الأولى والأقل تكلفة والأقل في نسبة قبول الطلاب. 3- كلية سانت جورج ربما شاهدت ذلك في مقطع فيديو أو حتى حضرته بنفسك: عندما يُمزِّق الطلاب الكتب الدراسية في مشهد احتفالٍ أو انتقامٍ جماعيّ في اليوم الأخير من امتحانات السنة الدراسية.. حسناً، ليس هذا ما يحدث هنا بالضبط، بل شيء شبيه، وقد تخرج منها العديد من السياسيين، والكُتَّاب، والموسيقيين، فهي واحدة من أعرق الكليات بالولايات المُتحدة إذ تم إنشاؤها عام 1784، وتمتلك حَرَمَين يضم كلٌ منهما 450 طالباً تقريباً، ولا توفر إلا درجة واحدة البكالوريوس في العلوم الإنسانية. وعن الكتب الدراسية، فتستخدم الكلية ما تسميه الكتب العظيمة بدلاً منها: ينغمس الطلاب والأساتذة في حواراتٍ مفتوحة عن الفلسفة الغربية الكلاسيكية، والأدب، والرياضيات، والعلوم، والتاريخ، والدين، ولا عَجَب أن تلك التجربة الحافلة بالكلاسيكيات تُنجِب مشاهير البلاد. 4- كلية اوهايو لفنون المُهرِّجين ما يصعُب أن تتقنه في بلدك، إلا بالعمل في السيرك مباشرةً والتعويل على الموهبة وتراكم الخبرات، يمكن تعلُّمه في الولايات المُتحدة باعتباره تخصصاً قائماً بذاته؛ إذ تُقبل هذه الكلية الطلاب من سن 16 عاماً فما فوق، ولا تتطلَّب خبرةً إلا إذا تقدَّم الطالب لمستويات مُتقدمة من الدراسة، وخلال 30 شهراً، توفر الكلية منهجاً من المبادئ الأساسية، بالإضافة إلى فصول دراسية عِدة، لتعلُّم فنون المُهرِّج وسلوكه ومكونات شخصيته من ماكياج وأزياء وأدوات تنكُّر، وبعد إتمام الدراسة لا يحظى الخريجون بفرص عملٍ في السيرك وحسب، بل أيضاً في المعارض والمهرجانات وحفلات افتتاح المحلات وأعياد الميلاد وغيرها. 5- معهد المُهرجين تماماً كالكلية السابقة، يفتح هذا المعهد باباً للطلاب للتخصص في فنون المُهرِّجين، لكنه لم يَعُد يقدم سوى ورش عمل مُكثَّفة عن طريق مركز السيرك Circus Center، بعد أن كان يعمل بكامل كفاءته، باعتباره أكاديمية متخصصة، سابقاً، ليس معروفاً بالتحديد مُعدَّل تقدُّم الطلاب للالتحاق بالمعهد، لكنه يشترِط فحص وموافقة الطبيب والمُدرس أولاً قبل تحديد المستوى المناسب لك في أيَّة دوراتٍ بهلوانية. 6- كلية ديب سبرينجز ما الذي يفعله الطالب العادي؟ يستيقظ في ال 8 صباحاً، ويرتدي ملابسه المُريحة، ليلحق بموعد محاضرته في ال 9، ما الذي يفعله طالب كلية ديب سبرينجز؟، يصحو قبل شروق الشمس، ليقوم بحلب الأبقار، وإعداد الطعام، ويساعد في عملية ولادة العجول، قبل أن يُنجز أيَّة مهام مُتبقية له من اليوم السابق، في مزرعة بحجم حي مانهاتن تقع وسط الصحراء. لا وجود لفيس بوك، ولا خدمات طوارئ بالجوار، وحتى عام 2013، لم تكن هناك طالبات من الإناث أيضاً، وينغمس الطلاب في أسلوب حياةٍ جامعيةٍ مُختلف مِن شأنه أن يُعِدَّهم لحياةٍ في خدمة البشرية، وتقوم الكلية على مبدأ أن العمل باليد والتشاور السياسي عنصران أساسيان لدراسة العلوم الإنسانية. يقول أحد الخريجين، “أتيت لديب سبرينجز لأنني عَلِمت أن أية كلية أخرى سوف تجعلني أتخرَّج كما دخلت، ولن تُزيدني شيئاً سوى التأكيد على رؤاي المُراهِقة. دَفَعتني ديب سبرينجز لإيجاد معنى ما لدراستي أكبر من مجرد دبلوم، ومعنى ما في الحياة أكبر من ذاتي”.