يعتبر مقر الاستخبارات المركزية الأمريكية في مدينة لانغلي موطناً لواحدة من أكثر الشفرات غموضاً في العالم، حيث جذبت عدداً كبيراً من محللي الشفرات وعشاق الألغاز على مدى 3 عقود. وبقي "كريبتوس" وهو تمثال مشفر تم إنشاؤه بواسطة الفنان الأمريكي جيم سانبورن بدون حل، منذ أن تم تثبيته في الأصل في مقر وكالة الاستخبارات المركزية في نوفمبر من عام 1990. ويكافح خبراء الشفرات التابعون للوكالة، وكذلك غيرهم من عشاق حل الألغاز المحترفين حول العالم لكشف أسرار 1800 حرف تم نحتها في الكتلة النحاسية التي يبلغ طولها 12 قدماً، وعلى الرغم من نجاحهم في فك رموز ثلاثة من الرسائل المشفرة، إلا أن الرسالة الرابعة لا تزال دون حل. واستخدم الخبراء جميع التقنيات المعروفة لحل الشفرات، لكنهم عجزوا حتى الآن عن فك رموز الرسالة الأخيرة، المكونة من 97 حرفاً. ومن المثير للاهتمام، أن الأجزاء الثلاثة الأولى تم حلها في غضون 8 سنوات، ومنذ ذلك الوقت لم يتم إحراز أي تقدم يذكر، بحسب موقع أوديتي سنترال. ويقول الخبراء إن أول جزأين بسيطين نسبياً بما فيه الكفاية، بحيث يمكن لأي شخص على معرفة قوية بالتشفير حلهما، في حين أن الجزء الثالث أكثر تقدماً، أما الرابع فيبدو مستحيل الحل حتى الآن. وعلى الرغم من ذلك، لم يمتنع سانبورن عن المساعدة، حيث كان متعاوناً بما فيه الكفاية، وقدم تلميحين حتى الآن للمساعدة في حل اللغز الذي استعصى على الحل. وتجاوز سانبورن السبعين من عمره، لكن لا داعي للقلق على مصير اللغز بعد وفاته، حيث قام بإيداع الحل في صندوق ودائع لدى شخص مؤتمن، يمكن الرجوع إليه في حال تمكن شخص ما من حل الشيفرة في نهاية المطاف.
