اعتقال الرئيس السابق لجماعة بني ملال ومسؤولين آخرين على خلفية اختلاس وتبديد أموال عمومية    الأمن المغربي يكشف عن سيارة ذكية تتعرف على الوجوه وتلاحق المبحوث عنهم في الميدان    مرصد: النسيج المقاولاتي يستعيد ديناميته بإحداث نحو 24 ألف مقاولة سنويا    الاتحاد العام لمقاولات المغرب يطلق علامة "المقاولة الصغرى والمتوسطة المسؤولة"    غزة.. مقتل 19 فلسطينيا في قصف جديد والإمارات تتفق مع إسرائيل لإدخال مساعدات إنسانية    ترامب يعلن بناء الولايات المتحدة درعا صاروخية تحت مسمى "القبة الذهبية"    طقس الأربعاء.. أجواء حارة نسبياً وزخات رعدية بالأطلس    جنرالات الجزائر.. كيف يستغلون الشعب الجزائري كدرع بشري لحماية مصالحهم    لقجع لنجوم منتخب الشباب: الجماهير المغربية كانت تنتظر أداءً أكثر إقناعًا واستقرارًا    ناصر بوريطة: البعض يزايد باسم فلسطين دون أن يقدّم حتى كيس أرز    طقس الأربعاء: أجواء حارة نسبيا بعدد من المناطق    الصويرة: وفود 15 بلدا إفريقيا يشاركون في الدورة ال11 للجنة التقنية للمؤتمر الوزاري الإفريقي للتعاونيات    إقرار مشروع قانون المسطرة الجنائية    المغاربة... أخلاق تُروى وجذور تضرب في عمق التاريخ    إيقاف دراجة نارية قادمة من القصر الكبير ومحجوزات خطيرة بالسد القضائي    سي إن إن: معلومات أمريكية تشير إلى تجهيز إسرائيل لضربة على منشآت نووية إيرانية    الحسيمة تحتضن مؤتمرا دوليا حول الذكاء الاصطناعي والرياضيات التطبيقية    الوداد يفسخ عقد موكوينا بالتراضي    لقجع يحث "الأشبال" على الجدية    أداء إيجابي لبورصة الدار البيضاء    منح الترخيص لأول مقاولة للخدمات الطاقية بالمغرب    السغروشني: مناظرة الذكاء الاصطناعي قادمة.. والأمازيغية تنال عناية الحكومة    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأربعاء    العرائش تحتفي ب20 سنة من التنمية    متهم بالاختطاف والتعذيب وطلبة فدية.. استئنافية الحسيمة تدين "بزناس" ب20 سنة سجناً    مؤلم.. عشريني ينهي حياة والده بطعنة قاتلة    وفد من مركز الذاكرة المشتركة يزور الشيخة الشاعرة والمفكرة سعاد الصباح    الأغلبية بمجلس النواب تؤازر الوزير وهبي لإخراج مشروع المسطرة الجنائية    وزيرة الخارجية الفلسطينية تشكر الملك محمد السادس لدعمه القضية الفلسطينية والدفع نحو حل الدولتين    حديث الصمت    استثمار تاريخي بقيمة 15 مليار دولار ينطلق بالمغرب ويعد بتحول اقتصادي غير مسبوق    أخنوش: إصلاح التعليم خيار سيادي وأولوية وطنية    بعد مشاركتها في معرض للصناعة التقليدية بإسبانيا.. مغربية ترفض العودة إلى المغرب    وزير العدل: كنت سأستغرب لو وقع نواب "الاتحاد الاشتراكي" مع المعارضة على ملتمس الرقابة    ثلاثة مراسيم على طاولة المجلس الحكومي    نقل إياب نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم إلى زنجبار    تلك الرائحة    كيف تعمل الألعاب الإلكترونية على تمكين الشباب المغربي؟    انقطاع واسع في خدمات الهاتف والإنترنت يضرب إسبانيا    موريتانيا تقضي نهائيا على مرض الرمد الحبيبي    هذا المساء في برنامج "مدارات" : لمحات عن علماء وأدباء وصلحاء منطقة دكالة    الوداد الرياضي يُحدد موعد سفره إلى الولايات المتحدة الأمريكية    40.1% نسبة ملء السدود في المغرب    بوريطة: لا رابح في الحرب وحل الدولتين هو المفتاح الوحيد لأمن المنطقة واستقرارها    صلاح رابع لاعب أفريقي يصل إلى 300 مباراة في الدوري الإنجليزي    يوسف العربي يتوج بجائزة هداف الدوري القبرصي لموسم 2024-2025    نداء إلى القائمين على الشأن الثقافي: لنخصص يوماً وطنياً للمتاحف في المغرب    مسرح رياض السلطان يواصل مسيرة الامتاع الفني يستضيف عوزري وكسيكس والزيراري وكينطانا والسويسي ورفيدة    91 شهيدا اليوم في غزة وناتنياهو يعلن توجهه للسيطرة على كامل أراضي القطاع    مستشفى صيني ينجح في زرع قلب اصطناعي مغناطيسي لطفل في السابعة من عمره    تفشي إنفلونزا الطيور .. اليابان تعلق استيراد الدواجن من البرازيل    مهرجان "ماطا" للفروسية يحتفي بربع قرن من الازدهار في دورة استثنائية تحت الرعاية الملكية    ورشة مغربية-فرنسية لدعم أولى تجارب المخرجين الشباب    تشخيص إصابة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن بنوع "عدواني" من سرطان البروستاتا    من المغرب.. مغادرة أولى رحلات المستفيدين من مبادرة "طريق مكة"    التوصيات الرئيسية في طب الأمراض المعدية بالمغرب كما أعدتهم الجمعية المغربية لمكافحة الأمراض المعدية    رحيل الرجولة في زمنٍ قد يكون لها معنى    فتوى تحرم استهلاك لحم الدجاج الصيني في موريتانيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسالة إلى الله العلي القدير
نشر في أخبارنا يوم 16 - 09 - 2024

تعرف سبحانك أن شعب غزة يباد جماعياً: أطفالاً في الأرحام وفي الأحضان وفي الروضة والمدرسة، وشباباً وشابات في الكليات والجامعات، وأطباء وممرضين ومرضى في المستشفيات وبقية الناس أيضاً على يد دولة مغتصبة لوطنه، ومشردة لشعبه، وتحاصره فيه من جميع الجهات: براً، وبحراً، وجواً، وتجاهر بذلك وتفتخر به، وتحرمه من سائر مباهج الحياة. إن الإبادة مستمرة على مدار الساعة، وسط تخلي العرب والمسلمين والعالم عنه وأنت سبحانك تعرف كل ذلك. فلم يبق سواك يُلجأ إليه يحميهم كما كنت تفعل في الماضي في ظروف وأحوال ليست بمستوى الأحوال والظروف والأهوال التي يعاني منها شعب غزة البريء، والضفة الغربية أيضاً.
لقد قضيت يا سيدي على قوم النبي نوح بالطوفان لأنهم كذبوه "فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ" (64/7). إنك – سبحانك – على كل شيء قدير.
وكذلك فعلت يا سيدي بقوم عاد عندما جادلوا النبي هود وكذبوه: " فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ"(72/7). " إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ. تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ. فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ " (19-20/54).
وكذلك فعلت يا سيدي بقوم ثمود الذين عقر واحد منهم ناقة النبي صالح:" فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ، فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ "( 77-78/7). كذبت ثمود بالنذر. "فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ.... فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ. فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ. إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ" (23-31/54). وكذلك فعلت يا سيدي بقوم لوط عندما كذبوه: " كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ. إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ" (33-34/54). إنك – سبحانك – على كل شيء قدير.
كما أهلكت – سبحانك - أبرهه وجيشه بالطير الأبابيل وجعلتهم كعصف مأكول، مع أنه كان مسيحياً وجاء ليهدم معبداً وثنياً: "ألَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ. أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ. وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ. تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ. فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ" (1-5/105). إنك – سبحانك – على كل شيء قدير.
كما قضيت يا إلهي على آل فرعون: " وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ. كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ" (41-42/54).
كما نصرت جل جلالك المسلمين في معركة بدر: " وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ، إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ، بَلَىٰ إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ" (123-125/3). إنك – سبحانك – على كل شيء قدير.
وكذلك فعلت يا الهي في معركة حنين: " لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ، ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ" (25-26/9). إنك – سبحانك – على كل شيء قدير.
لقد قضيت يا إلهي على كل هذه الأقوام لأنها عصت الأنبياء، ولكنك عفوت عن بني إسرائيل قتلة الأنبياء: " وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ " (61/2). ولكن موسى رد: "وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِي مَن تَشَاءُ أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ" (155/7) وقد غفرت سبحانك بمجرد طلبهم منك ذلك. ثم أكرمتهم بالغمام والماء والمن والسلوى: "وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ".
" يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ، كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ" (80-81/20).
ومع كل ما فعله بنو إسرائيل من عصيان وفواحش إلا أنك – سبحانك – أمددتهم بالماء والمن والسلوى، بينما يموت الأطفال المؤمنون في قطاع غزة من الجوع والعطش والحر الشديد في الصيف والبرد والشديد في الشتاء، عدا عن الموت بالقصف الاسرائيلي لهم ولأهل غزة دون تمييز.
كما إنك – سبحانك – على كل شيء قدير، لم تقض عليهم كما فعلت بغيرهم من الأقوام التي عصت الأنبياء مع انهم قتلوهم ومع هذا فضلتهم على العالمين: " يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ " (47/5) ومع انهم عبدوا العجل في غياب النبي موسى عند لقاء الله على جبل سيناء فقد عفوت عنهم: "وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ، ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (51-52/2).
" وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ، ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ، وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ " (55- 57 /2). لقد بعثتهم سبحانك من بعد موتهم وأنزلت عليهم المن والسلوى لعلهم يشكرون، وما شكروا إلى اليوم.
لكن الشعب الفلسطيني لم يضطهد شعب الله المختار في يوم من الأيام ليعاقب عليه اليوم. بل بالعكس. لقد اضطهدم شعب الله المختار بالمجازر والتدمير الشامل في الماضي والحاضر. إن أوروبا هي التي اضطهدتهم ويجب أن تعاقب عليه. فهل كتب عليها أن تتواطأ معه بل وأن تشاركه في الإبادة الجماعية لشعب غزة تعويضاً لهم عن هذا الاضطهاد؟ ان معظم شعوب الأرض تتظاهر تأييداً لغزة وأن جماهير غفيره مسلمة تتوقع التدخل الإلهي لإنقاذ غزة من الإبادة اليهودية، فمجمل أهل غزة مسلمون ملتزمون ومؤمنون بك، ويقيمون نظاماً إسلامياً صارماً فيها، ولديهم جوامع بالآلاف ومدارس وجامعات دينية إسلامية، كلها تسبح بحمدك وتمجدك ولا تتوقف عن ذكرك. إن غزة تنصرك فأنت سبحانك القائل: "يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" (41/7). وأنت سبحانك القائل: "ولينصرن الله من ينصره" (40/22). وأنت القائل: "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ" (47/20). افلا نتوقع غزة منك – سبحانك – التدخل كما كنت تفعل في الماضي في ظروف وأحوال لا تقارن بالأهوال التي يعاني منها شعب غزة، تجعل المعتدين على المؤمنين بك كعصف مأكول؟
وأنت - سبحانك- ندعو ليل نهار أنك تستجيب لدعوانا إذا دعوناك، فأنت جل جلالك القائل: "ادعوني استجب لكم" (60/40)، والقائل: " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" (168/2). إنهم مؤمنون بك.
تعرف سبحانك أنه إذا أنتهت المقاومة الإسلامية في قطاع غزة (ولبنان) بالهزيمة أو بالاستسلام فان النتائج ستكون في نظر إسرائيل ومؤيديها كالتالي:
• انتصار يهوه على الله.
• والتوارة على القرآن.
• واليهود على المسلمين.
• والتكنولوجيا على الدماء.
• والغرب على الشرق.
• والباطل على الحق.
قبل أن يغضب القارئ علي لهذه الرسالة، أذكره ان كل دعاء إلى الله بمثابة خطاب مباشر إليه، وأن المسلم يقضي كثيراً من وقته في مخاطبته وندائه من مثل قوله: اللهم أنصر المسلمين. ألهم نجح ابني في الامتحان. وهكذا. إذاً فالرسالة لا تخرج عن هذا الخط، فلا تنسب عدم تدخل الله تعالى إلى الآن بالوقوف إلى جانب غزة لحكمة منه هرباً من التفكير، ولا تقول لا أعرف، فنحن طالما تحدثنا عن حكمة الله بالصلاة، وفي الصوم، وفي الحج، وفي الزكاة، وفي تعدد الزوجات، وفي ما ملكت إيمانكم من الإماء والجواري، وفي الطلاق، وفي الإرث... فلماذا لا نتحدث عن حكمة الله في الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل للشعب الفلسطيني في غزة وأنه تنفيذ للآيات التالية: "وإذ قال موسى لقومه ياقوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين، يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ، قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ، قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" (20-23/5).
وأخيراً لا تقولوا إنه امتحان من الله لأهل غزة فأهل غزة مؤمنون حقاً بالدين. كما أن الله يعرف النتيجة سلفاً فلا يحتاج إلى إجراء امتحان ليعرف "ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله" (123/11). كما لا تقولوا إن صمود اهل غزة حتى الآن دليل على وقوف الله إلى جانبهم فغزة تباد جماعياً بالقصف والمدفعية وتحت الأنقاض والجوع والعطش والمرض، ولا تتحججوا بمقولة أن الله يمهل ولا يهمل فهو لم يمهل أحداً في الأحداث المذكورة سابقاً في هذه الرسالة. ما يطلبه أهل غزة المؤمنون بالله ورسوله...أو يكتفون به من الله تعالى عشر ما أنعم به على بني اسرائيل المبين في الآيات الواردة في هذه الرسالة. كما ان الكارثة بغزة تمتد وتشتد، فلنفكر بحرية ولنتكلم بحرية لأن حرية التعبير في القرآن التي منحها الله حتى لإبليس مطلقة.
"رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا" (286/2)، "أن الله يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" (53/39).
وأخيراً استغفر الله إن أذنبت في كتابة هذه الرسالة وأتوب إليه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.