انعتاق الرغبة هو عنوان العمل الروائي الجديد والممتع للروائية فاتحة مرشيد ،الصادر عن المركز الثقافي العربي وتضم الرواية مائتين وثلاث وعشرين صفحة . تعالج رواية انعتاق الرغبة قصة عز الدين الذي وجد نفسه بين عالمين مختلفين ،متقمصا شخصية ذكر،وفي الحقيقة أنثى تنبض حبا ورقة ،والعنوان يعبر بشكل صريح ان عز الدين يحاول الانعتاق من هذا الأمر ،وبمعنى أخر التخلص من هذه الهيئة التي لا تمثله مطلقا ،ويجد نفسه مكبلا ضمن جسد لا يعبر عن حقيقته بقدرما يجعله يعيش رهابا وتذبذبا في حياته الاجتماعية ،يرى عز الدين في ذكورته أمرا مقرفا ،ويجب الانعتاق من هذا الجسد الذي لا يعبر عن حقيقته . رهاب المثلية الجنسية كنت أحب النساء واحس بقربي حميمي نحوهم …بل وربما مريض نفسانيا”يروي عز الدين المثلي الجنسية ،الرهاب الذي يصيب كل من علم بحقيقته انه مثلي جنسي ،وأول من علم بهذا الخبر هو زوجته التي قابلت حديثة بالطلاق ولم تتمكن من فهم الأمر . ترتبط خلفية الرهاب من المثل الجنسي حسب ما جاء في الرواية بثقافتنا التي تقصي المختلف ،والتي تعترف بصنف واحد من بين أصناف عدة ،اما ان تكون ذكرا او انثى وما بينهما يعيش سرا بيننا لا يمكن مواجهة العالم به . داخل رواية انعتاق الرغبة : تبدا الرواية برسالة من عز الدين الى فريد ابنه ثم تنفجر الاسئلة عند فريد الابن عن اباه الذي اختفى بلا اذن .. وجد فريد نفسه أمام أسئلة كثيرة تركها والده له ،انه وجع كبير عليه ان يعرف تفاصيله ،خصوصا ان مسار الثقة بينه وبين زوجته انتهى بالطلاق . اربكت رسالة عز الدين الابن فريد جعلت منه قلق من ذي قبل . حاول فريد ان يقرأ ما بداخل الدفتر المرسل أيضا مع الرسالة التي وجدها واكتشف ان اباه يحمل جسدا ذكوريا وروحا انثويا،حاول عز الدين ان يحكي عن طفولته وهذا ما- اتضح في الرواية -بشكل مفصل ودقيق عبر تقنيات روائية منها فلاش باك ومونولوج داخلي خاصة ،عندما تحدث عن علاقته باخواته ،عن أبيه ،عن عالم ذكوري لا يسعده بقدرما يحزنه ويجعل منه حبيس صورة منمطة من المجتمع الذكوري .انه اشكال هوياتي ان يجد الشخص نفسه داخل جسد لا يريده . في محاولة منه لتصالح مع ذاته يسافر عز الدين الى كندا باعتبار المكان، مكان للاشخاص المختلفين ،بحثا عن الهوية الانثوية ،ليغير اسمه من عزيز الى عزيزة ،وهنا تظهر أول التغيرات التي بدأ عز الدين في تطبيقها وهي بداية انعتاق من جسد ليس جسده ،من اسم ليس اسمه . عزيز المغرب -عزيزة كندا : “كيف أصدق يا الهي الان وقد اصبحت اما لولد بانك انثى ترتدي جسم رجل ؟أنت مريض …طلقني ،طلقني ..” استقبلت كندا عزيزة بالاحضان ،ولم تظهر اي نية مبيتة وراء ذلك بل بوعي من كل الاشخاص ،بان هناك جنس مختلف يجب توفير الرعاية له ودعمه وليس قمعه ،ان رواية الرغبة تحتفل بالمختلف كيف ما كان نوعه وتظهر بالملموس في قصص فادية الهاربة من الاغتصاب وأرون الذي تعرض للإخصاء وعزيز المغربي الذي يبحث عن مكان يعترف بانتمائه .. جاري النشر… شكرا على التعليق, سيتم النشر بعد المراجعة خطأ في إرسال التعليق المرجو إعادة المحاولة