انخفاض العجز التجاري للمغرب إلى 61.9 مليار درهم    هذه تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه "حماس"    مناورات عسكرية موريتانية.. هل هي رسالة للجيش المالي ولفاغنر؟    بعد دخوله قائمة هدافي الفريق.. هكذا احتفل اشبيلية بالنصيري    المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تمول 473 مشروعا باقليم الحسيمة    انتقادات تطال وزير الصحة بسبب إقصاء 8 ملايين مغربي من التغطية الصحية    الملك يبعث تعزية إلى العاهل السعودي    مرصد يثمن مأسسة الحكومة للحوار الاجتماعي    زيوت التشحيم تجمع "أولى" و"إكسون"    وزير النقل: ارتفاع عدد ضحايا حوادث السير من مستعملي الدراجات النارية بنسبة 31 في المائة    الأمثال العامية بتطوان... (591)    "رايان إير" تطلق خطا جويا بين طنجة وورزازات    بلاغ جديد وهام من المديرية العامة للضرائب    استعراض تجربة المغرب في مجال مكافحة الفساد خلال منتدى عربي بالقاهرة    "البوليساريو" أداة وصنع جزائري موجه لتقسيم المغرب الى سرطان يفتك ويهدد الوجود الجزائري    لاعبين الزمالك كاعيين قبل الفينال ضد بركان ومدربهم كيحاول يكالميهم    ماكرون يطالب بمشاركة مبابي في أولمبياد باريس    مئات الفلسطينيين ينزحون من شرقي رفح إلى غربي قطاع غزة    بسبب تصرفات مشينة وعنيفة.. تأجيل محاكمة محمد زيان في قضية اختلاس أموال الحزب الليبرالي    عاجل.. القضاء يعزل رئيس الرجاء محمد بودريقة من رئاسة مقاطعة مرس السلطان    ملف "التوظيف مقابل المال".. دفاع اليملاحي يلتمس السراح المؤقت والقاضي يؤجل الجلسة    المحرشي ..الخياط لي عندو قصر فالرباط رجع من الغربة وبغا يدير وساطة والتمس من الحكومة دير حل لإضرابات طلبة الطب: وها كيفاش تجاهلو وزير الصحة    وفاة المقدّم التلفزيوني الفرنسي الشهير برنار بيفو    الفيفا تصدر أول تصنيف عالمي لمنتخبات الفوتسال.. وأسود الأطلس في المرتبة السادسة عالميا    تطويق أمني بالعاصمة يحول "مسيرة الصمود" لأطباء الغد إلى "وقفة الحشود"    حصيلة منجزات وكالة بيت مال القدس فاقت 13,8 مليون دولار خلال الخمس سنوات الأخيرة    الضمان الاجتماعي الإسباني يتحاوز عتبة 21 مليون منتسب    تطوان: إطلاق طلب عروض لإنجاز منطقة الأنشطة الاقتصادية والحرفية "كويلمة"    ارتفاع حصيلة قتلى الفيضانات في البرازيل إلى 83    بلقصيري: أجواء افتتاح مهرجان سينما المرأة والطفل في دورته الأولى    إسرائيل تغلق مكتب الجزيرة وألمانيا تنتقد القرار    وثائقي فريد من وزارة الثقافة والتواصل يبرز 6 ألوان فنية شعبية على ضفاف وادي درعة    هذه تفاصيل موجة الحرارة المرتقبة في المغرب ابتداء من يوم غد الثلاثاء    اللي كيمشي لطريفة وعزيز عليه الطون والسربيسة والسينما: ها مهرجان وها الافلام المغربية المعروضة فيه    إضراب جديد يشل محاكم المملكة    تسجيل بقوة 2.5 درجات على سلم ريشتر بإقليم تاونات    لأول مرة.. تاعرابت يحكي قصة خلافه مع البرازيلي "كاكا"    بسبب الهلال.. لجنة الانضباط تعاقب فريق الاتحاد السعودي وحمد الله    المغرب يحتضن الدورة 16 للبطولة الإفريقية للدراجات الجبلية    حماة المال العام: "حفظ طلبات التبليغ عن الجرائم من شأنه أن يوفر الحصانة لمتهمين متورطين في مخالفات جنائية خطيرة"    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    وفاة مدرب الأرجنتين السابق لويس مينوتي بطل مونديال 1978    بعشرات الصواريخ.. حزب الله يستهدف قاعدة إسرائيلية في الجولان    أسعار النفط العالمية تعود إلى الارتفاع    مهرجان الجونة السينمائي يفتح باب التسجيل للدورة السابعة من "منصة الجونة السينمائية"    "الثّلث الخالي" في القاعات السينمائية المغربية إبتداء من 15 ماي الجاري    الذهب يصعد وسط توترات الشرق الأوسط وآمال خفض الفائدة في أمريكا    دراسة: السجائر الإلكترونية قد تسبب ضررا في نمو الدماغ    المشاهد الجنسية في أفلام هوليوود تراجعات بنسبة 40% وها علاش    باحثة: الضحك يقدر يكون وسيلة واعرة لعلاج الناس    رأي حداثي في تيار الحداثة    دراسة حديثة تحذر المراهقين من تأثير السجائر الإلكترونية على أدمغتهم    السفه العقدي بين البواعث النفسية والمؤثرات الشيطانية    جواد مبروكي: الحمل والدور الحاسم للأب    منظمة تدعو لفتح تحقيق في مصرع عامل بمعمل تصبير السمك بآسفي    الأمثال العامية بتطوان... (589)    جامعيون ومتخصصون يحتفون بشخصية أبي يعزى في ملتقى علمي بمولاي بوعزة        







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المنتخب المغربي في الشعر العربي.. تكاملية النبوغ الكروي والنبوغ الأدبي
نشر في العمق المغربي يوم 14 - 12 - 2022

بخَطْوٍ أكيدٍ ورُوح جديد، يُواصل المنتخب الوطني المغربي مَسيرته صوب نهائيات كأس العالم المقامة بإمارة قَطر الشقيقة، ويتواصل معه الحلم المغربي والإفريقي والعربي بالتتويج لأول مرة بالكأس، وتشرأبُّ الأعناق وتُناطح الآمال الجوزاء مُردِّدة خَلف المدرِّب اللامع "وليد الركراكي"، "سير سير نحو النصر والتغيير".
لقد اجتاز المنتخب الوطني محطّات العبور بكفاءة ومهارة وشُحنة هائلة من عواطف الانتصار، مسنوداً بجماهير غفيرة من المحيط إلى الخليج، دَعماً ودُعاءً ومناصَرةً وانضماماً إلى قافلة "الحُلم" و"الحالمين"، وبِقدر ما شَدَّت هذه الانتصارات المتواليات أنظار الصحافة الدولية والإفريقية والعربية والمحلِّلين والرياضيين والنجوم السابقين، بقدر ما حَفَّزت طاقة الإبداع الأدبي والشِّعري في الزّجّالين والشعراء المغاربة والمشارقة، فأتَوا ببديع البيان ويانع المدح والثّناء على أداء المنتخب المغربي، وشجاعة عناصره في التصدِّي والانتصار على أعتى الفُرق العالمية.
وإذ ننتظر بشوق وطَمعٍ مشروعٍ اجتيازَ نصف النهائي بإقصاء المنتخب الفرنسي؛ أحببنا تخليد جانب من النبوغ الشِّعري الذي صاحَب تجربة تنظيم مونديال 2022 بإمارة قَطر، وذاك الذي انخرطَ بِلغة صادقة وبعواطف الانتماء والوحدة في مدح المنتخب الوطني المغربي، باستحضار مقتطفات من بعض القصائد، لجماليتها وقيمتها وأهميتها في دعم مسيرة الحلم المغربي صوب معانَقة اللَّقب.
1. في مَديح العُبور.. قصائد عربية ومغاربية:
ما إنْ ظَفر المنتخب الوطني المغربي ببطاقة العبور من دور المجموعات، منفرداً بصدارة المجموعة السادسة؛ حتى انهالت التهاني والتبريكات على العناصر الوطنية والمغرب، شعباً وملِكا، وخَصَّ الشُّعراء المغاربة والعرب المغربَ بقصائد مدحية تُسجِّد عُمق الروابط بين الأوطان من الخليج إلى المحيط.
ومن صِنْف ما نُشِر من قصائد في مدح المغرب والمنتخب؛ قول الشاعر الإماراتي مانع بن سعيد العتيبة:
أسودُ الأطلسِ الأبطال فازوا
وكلّ الحب والتقدير حازوا
وهذه الرّاية الحمراء تعلو
لها في عَيْن رائيها امْتيازُ
فهذا النّصر أطْربَنا جميعاً
وثارَ بنا لمغربنا اعْتزازُ
ويَكْفي أنْ يُغنّي كلّ حُر
أسود الأطلس الأبطال فازوا[1]
ومِن العراق، أبدع الشاعر عبد الناصر العكيدي[2] في تهنئته الجميلة لملحمة أسود الأطلس، نقتطف منها قوله:
قِف بالثُّمامةِ واملأ ساحَها زَجَلَا ** وحَيِّ زيّاش ذاك الفارسَ البَطَلا
واهزُج بصوتكَ بالأشعارِ سِفْرَهُمُ ** مِن الرّباطِ إلى بَغداد مُرتَجِلَا
واكتُب على الرّيح تاريخاً يُسجِّلهُ ** أُسودُ أطْلسَ في الدّوحاءِ مكتملاَ[3]
ولأنّ عائدَ العمل يَقف خلفه جهدٌ جهيد واستماتةٌ وتخطيط، فقد ركَّز الشاعر محمد بن علي إيهوم التناني على مدْح النتائج باعتبارها ثَمرة العمل الدؤوب، فقال:
* وبِه رأيتُ أسودَ مغرِبنا ارتَقَوا
فَجَنَوا هناكَ بِجِدِّهم أحْلى الثَّمَرْ
* كانوا جُنوداً في الوَغى فَرأيتُهُم
كيفَ استَطاعوا دَحْرَ جيشٍ يُعتَبَرْ
* ورأيتُ سَجْدَتَهم بها حينَ احْتَفى
بجمالها الشَّعبُ المُشَجِّعُ وافتَخَرْ[4]
وأهْدى الشيخ أبو الهدى اليعقوبي قصيدة مُطوَّلة للمنتخب الوطني، نقتطف منه إشادته البادخة في قالب شعري بليغ:
* فريق المغرب امتلَكَ الفَخارَا
وحازَ المجدَ في قَطَرٍ جِهارَا
* بنَصْرٍ بَعدَ نَصْرٍ في كُراتٍ
بها قد أذْهَل الدّنيا انبِهارَا
* نجومٌ لامِعون لهم مِراسٌ
مشاهيرٌ وقَد جاؤوا كِباراَ
* إذا زَأروا سمعتَ لهم هَديراً
وإنْ لَعِبوا تَرى لهمُ اقتِدارَا
* فإنْ هَجَموا فكَالرِّيحِ اهتياجاً
وإنْ رَجعوا فكالسيلِ انْحداراَ
* ولَم يَحْسِب خُصومهم حِساباَ
لَهم فتَفاجئوا وغَدَوا حَيارى[5]
وفي قصيدته الفريدة "العقد الأنفس لأسود الأطلس" المنشورة يوم 9 دجنبر 2022، والتي جاءت على مألوف المغاربة في إتقان المنظومات الشعرية، كَتَب الشاعر محمد الدّشيري يقول:
تحيةَ التقدير للمنتَخبِ ** المغربيِّ مُعتادِ صُنْعِ العَجَبِ
يقودُهم نحو العُلا وَليدُ ** مَن رأيهُ ورَميه سَديدُ
بفوزهم تصدَّروا المجموعةْ ** فأصْبَحَت رُتَبُهم مَرفوعةْ
دِفاعُهم كأنّه سُدودُ ** كُلُّ هجومٍ عندَهُ مَسدودُ
وفي الانتصارات الأولى ضمن المجموعة الحديدية عبّر الشاعر بما لا مزيد عليه من عبارات الفخر والمدح والمباهاة، يقول عن المنتخب الوطني المغربي:
أذاقَ ثَعالِبَ البِلجيكِ حَرْبًا ** ضَروساً كابَدوا فيها تَبَاراَ
وأخْرَجَهم بإخفاقٍ وحُزْنٍ ** وأوْرَثَهم مَدى الأيام عارَا
ودوَّخَ لاعِبِي الكرواتِ بَدْءً ** فلَمْ يُطِقِ الفريقُ له اصْطِبارَا
ولم يَجدوا إلى المرمى سَبيلاً ** وقَدْ ضَبَط المغارِبةُ الحصاراَ
وحَقَّقَ بالتّعادُلِ أيَّ نَصْرٍ ** جَنى فيما جَرى منه الثِّماراَ
وسَلْ كَنَدَا تُجِبْكَ فَلَم تُفِدْهَا ** أمامَ أُسودِنا[6] خِطَطٌ تُوارَى
أعَدَّوا ما أعَدّوا ثمَّ جاءوا ** غِضاباً يُظْهِرون لنا ازْوِراراَ
فمَالَ عليهُم الأبطالُ مَيْلاً ** بَعزْمٍ كادَ يَنْفَجرُ انفجارَا
وعلى هذا المنوال نسَج الفنان والشاعر الصويري نوفل السعيدي[7] قصيدته الهُمامة في الوله بمفاخر مغرب الكرامة من ملعب الثُّمامة، ومما جاء فيها:
يا مغرب الحبّ يا أنفاس سُنبلةٍ
تَهُزُّها الريح مِن جَدٍّ إلى ولدِ
هذي بلادي أريني بعضَ همّتِها
حتّى أُنَزِّلَ ما في الروحِ مِن حُلُمِ
ألقيتُ شِعْريَ في ذكراكَ مَلْحَمةً
وأصدقُ الشعر مكتوبٌ بلا قَلَمِ[8]
1. الإثخان في الإسبان والإيغال في عرين البرتغال:
استأثرت واقعتا الإسبان والبُرتقيز بنصيب وافر مِن الغزل والإطراء الشِّعري، وتبارى المدّاحون يصفون حجم التأثير الكبير لفوز المنتخب المغربي على المرشَّحَيْن الأوفر حظا للفوز باللقب، فقال الشاعر عبد الرحمن احميداني:
ألا حَيُّوا صَناديدَ الرّجالِ ** قَد هَزموا جنودَ البُرتغالِ
وَأحْيَوا جِذوةَ الآمالِ فينا ** لنَكْسبَ ما نراهُ من المُحالِ
وأبدع في أقْصَر عبارة الشاعر محمد الدّشيري واصفا الهزيمة:
كَتيبةُ الإسبانِ رامَت هَزْمَهُ ** فأخْفَقَت لَمّا اسْتبانَت عَزْمهُ
أخْزاهُم البَطل وهْوُ بُونُو ** ذاكَ الذي عَرينَنا يَصونُ[9]
ومن فلسطين بَعث الشاعر محمد رباح يوم 12 دجنبر 2022 ببيتين أثيرين يُبلِّغهما صحافة البرتغال وساستها ومنتخبها قائلاً:
قل للبُرتغالِ بأنني أسَدُ الفَلا ** لمْ أخْشَ يوماً أو أهابَ لِقاهَا
فأنا الذي شَقَّ السماءَ بعَزْمِه ** وأنا الذي يومَ اللِّقا رَباهَا
وعن واقعة هَزْم منتخِب لاروخا، كتَب الشاعر نفسه ساخراً:
اليومَ عادَت ذكرياتُ حُروبِنا ** وتلاعَبَ العُرْبانُ بالإسبانِ[10]
أما الشاعر البليغ الصادق الرّنبوق[11] فصدح ساخراً من نجم منتخب البرتغال إثْر بكاءه متحسِّراً على انتصار لم يحقِّقه كالرجال على نظيره المغربي، فكتب من أعالي طَنجة المغربية قصيدته الأبية:
* أَبْكَيْتُمُ فَرَسَ الرِّهَانِ عَلَى الْمَلاَ
أَسْقَيْتُمُوهُ مِنَ الْهَزِيمَةِ حَنْظَلاَ
* يَا بُؤْسَ (رُونَلْدُو) بفِعْلِ أُسُودِكُمْ
لمْ يَسْتَطِعْ، مِثْلَ الْعِيَالِ، تَحَمُّلَا
* مَا كَانَ يَنْفَعُهُ الصَّفِيرُ لِ (يُوسُفٍ)
بِالنَّصْرِ عَادَ مِنَ الْعُلُوِّ مُكَلَّلاَ
* أَحَسِبْتَ (بُونُو) كَالَّذِينَ عَهِدْتَهُمْ
يَتَهَافَتُونَ إِذَا رَأَوْكَ مُهَرْوِلاَ؟
ومن سوريا المكلومة، تفضّل الشاعر المُجيد أحمد إبراهيم السيد بصياغة قصيدتين قيّمتين أقتطع منهما ما له صلة بفوز المغرب على جارَيه الإيبيريين:
حيَّيتُ منتَخباً من الآسادِ ** قد ذكَّرونا طارقَ بن زيادِ
إذْ نازَلوا إيبيريا في مَلْعَبٍ ** سَحَقوا جَناحَيْها برَكْلِ سَدادِ
قد حاوَل الجارانِ لكن فاتَهم ** بونو لهمْ سَدٌّ من البُولادِ[12]

1. في امتداح المهارات الفردية؛ نجومٌ المغرب تحت مجهر النبوغ الشِّعري:
أبانت عناصر المنتخب الوطني المغربي عن كفاءة عالية وروح قتالية وانضباط تكتيكي وتجاوُب كبير مع توجيهات المدرِّب ونصائح الطاقم التقني، وأعْطت النموذج في تدبير المقابلات الصعبة منذ دور المجموعات وصولاً إلى نصف النهائي، وبرز الظهير البارع والمدافع الشامخ والهدّاف المحترف والمراوِغ الفنّان وضابط الإيقاع بوسط الميدان، ومنفِّذ الركلات الحرّة بمهارة؛ فكان هذا وذاك مما فتح شهية الشعر لامتداح النبوغ الفردي للاعبين المغاربة، فجاءت قصائد على قدْر الجمال الكروي، نستحضر في هذا السياق قَول الشاعر واصفاً كل بعض اللاعبين:
وامْدح (حكيمي) وقَدِّر بِرَّ والدةٍ // فُؤادُها حَوله للهِ مبتَهِلَا
واذكُر مآثِر (للرِّكراكِ) قائدَهُمْ // كيفَ القيادة تُذكي نارها شُعَلَا
كذا (المرابطُ) بالإعزازِ نَذكُرُه // والفألُ فيكَ أيا (بوفالُ) محتفِلَا
وارْفَع ل(ياسينَ بونو) ألْفَ قبَّعةٍ // سِتارُه لعرينِ الأُسْدِ مُنسَدِلاَ
ويُثني الشاعر محمد الدّيسي على آخَرين قائلا:
رَبَّاهُ من أسدٍ قد ذاذَ مَرماهُ ** ياسينُ شُهرتهُ نارٌ على العَلَمِ
(نصيرُ) (سايِسُ) في صفِّ الدِّفاعِ معاً ** و(أكْردٌ) معهم رغم الألَمِ
على اليمين (حكيمي) لا وُصوفَ لهُ ** قَد جاوَز الوَصْفَ في شعري وفي قَلَمي
(مُرابطٌ)[13] بَطَلٌ سَيْفٌ بمِعْصَمهِ ** (سَليمُ) سانَدَهُ عِزٌّ أبو الهِمم
(سُفيانُ) قادَ هُجوماً لا حدودَ لهُ ** (زَيَّاشُ) يَصنع مِن شيءٍ ومِن عَدَمِ
و(يُوسفُ) النجم مَن ضاع الخصومُ بهِ ** تُطْربك أهدافه بالرأس والقَدَمِ
وخَصَّ شاعر المليون، نوفل السعيدي الصويري لاعبَ خطّ الوسط المتميّز سفيان امرابط بقصيدة مُفرَدة، يمتدح فيها مهاراته وأدواره المشرِّفة في الدفاع عن عرين الأسود:
* باسمِ الرّجولةِ باسمِ المغربِ الهرَمِ
حلَفتُ باسمكَ سُفياناً على الأممِ
* دافعتَ عن بَلد الشُّجعانِ يا أسَدًا
أُسْمِعْتُها في صُراخ الأرض قبل فَمِي
* إنّ الزّمانَ هنا خارت عَزائمهُ
لمّا بَدوتَ عظيمَ النّفس والشِّيَمِ
* فَدَيْتَ بالأمنياتِ الغاليات هوىً
شَعبا يُرى في جبال اللهِ والقِممِ
* بعضُ اسمك اليوم منقوشٌ بأمسِهم
المرابطون أسودَ البحر والأكمِ
وفي منظومته الجميلة على الطريقة التقليدية للعلماء المغاربة والحُفّاظ بالكتاتيب القرآنية؛ أبْدَع الكاتب والشاعر محمد الدّشيري في وصْف نجوم المنتخب الوطني المغربي قائلاً:
(أشْرَفُ) مَن شرَّفَ كُلَّ مَغربي *** زياشُ مَن يأتي بكل عَجَبِ
(أمْرَبْطُ) ذاك المُقاتِل العنيدُ *** و(صابِريُّ) المُشاكِسُ الشَّديدُ
(أكْرَد) فارسُ الدِّفاع المقتدِرْ *** إقدامُه عندَ اللِّقاء مُشتَهِرْ
ثمَّ (النُّصَيْرِيُّ) الفتى القَوِيُّ *** أهدافهُ يَبقى لها دَوِيُّ
لا أتْرُكُ الخصومَ في ارْتياحِ *** هذا شِعارُ نَجْمنا (أُوناحِي)
(بوفالُ) مَن يُرْقص قلب الملعَبِ *** فيُرْبكُ الخَصْمَ بسِحْر اللَّعِبِ
مُقاوم السَّرِيةِ (المزراوي) *** (أملاحُ) مِلح النُّخبة البيضاوي
ولستُ أنسى التُّحْفَةَ (الزّلزولي) *** وذلك اسمٌ واضحُ المدلولِ
واللاعِبُ الموهوبُ (حَمْدُ اللهِ) *** (عَطِيةُ الله) به نُباهِي
(بانونُ) مَن أداؤُه مَرضيُّ *** ثمَّ (اليَميقُ) الماهرُ الذَّكِيُّ
(بُوخْلالُ) مَنْ قَد أزْعجَ البلجيكَ إذْ *** فَريقُهم بقَذْفةٍ منه نُبِذْ
وكُلُّ مَن هُم في الاحتياطِ *** جميعهم في قِمّة النّشاطِ[14]
لم يكن لهذه الكفاءات الكروية أنْ تكون في مُستوى الحدث الكُروي العالمي لولا إشرافُ وتدبير المدرِّب المقتدر وليد الركراكي، الذي يتّجه لتنصيبِ نفسه النجم الأوّل للمنتخب المغربي والمدرِّب الذي لا يعلو على اسمه اسم في بطولة كأس العالم لسنة 2022. والرجل بما له من حُظوة ومحبة في أنفس اللاعبين والمشجّعين والشعب المغربي، وبما يُبين عنه من دهاء وذكاء في إدارة مُبارياته ضد كبار أوربا وأمريكا الشمالية؛ فقد كان محَطّ تقدير الشعراء المغاربة والعرب، وحلّاه البعض بأوصاف وعبارات تَليقُ بجهده وتميّزه ونتائجه. منها قول الشاعر محمد الريسي في قصيدته التي صاغها على وزن بحر البسيط تحت عنوان "قِمّة الأسود":
وليدُ قائدنا والكأسُ غايتنا *** حُلْمُ نُحققِّه نعلو على الأممِ
يا مَغْرِبا وَلَدت أبطالُه صَدَقَتْ *** حَيَّتك كلُّ جموعِ العُرْب والعَجَمِ
فيما حَلّاه الشاعر زكرياء بوسحاب في قصيدته المنشورة بتاريخ 12 دجنبر 2022 بقوله:
* وليدُ هنا في السّاح منتفضٌ
خِصاله عدد النّجمات والنَّفَسِ
* وإنه الوطنيُّ الذي انْطلَقتْ
كتائبه فوقَ بِساطٍ مِن القُدُسِ[15]
وقال فيه الشاعر أبو الهدى اليَعقوبي:
وقادَهُم مُدرِّبهم بحَزمٍ *** فأبْدَع في قيادتهِ ابتكاراَ
بَنى بسَواعِد الأبطال مَجْداً *** طَريفاً لم يَكُن أبداً مُعَارَا
1. الإطراء على منظومة القيم ورمزيات التلاحم الاجتماعي:
نَقلت وسائل الإعلام وقُصاصات الجرائد الإلكترونية أنباءً وأخباراً خاصةّ بكل لاعبي الفريق الوطني المغربي تقريباً، وكانت إشاراتهم عند كل انتصار، وتعانُقهم وأجواؤهم الأخوية وتلاحمهم الاجتماعي وسجودهم الشهير المتكرِّر عقِب كل مباراة يَفوزون بها، وتعلُّقهم بأمّهاتهم، وتَقاسمهم مع الجمهور لحظاتِ مودَّةٍ ورحمة مع أُسرهم وأبنائهم وذَويهم؛ مَحطَّ تقدير وانبهار، تناقلتها الأخبار واعتنت بها الأشعار، فمدحتها وأكْبَرت حُضورها في دوحة العرب، وركّزت بعض القصائد على أخلاق اللاعبين وقِيم الأسرة ومشاعر البهجة برفع علم فلسطين المنصورة بالله، فقال بعضهم:
لهم مِن دينهم نَسَبٌ أصيلٌ ** وفي أخلاقِهم كانوا خِياراَ
وعبَّر الشاعر الطّنجي الصادق الرنبوق قائلاً:
* للهِ أَخْلاَقُ الرِّجَالِ إِذَا سَمَتْ
وَالْخُلْقُ فِيكُمْ يَا أُسُودُ تَرَجَّلاَ
* بِرٌّ بِوَالِدَةٍ وَسَجْدَةُ شَاكِرٍ
وَعَزِيمَةٌ تَدْعُو الْعَزِيزَ تَوَكُّلاَ
* وَتَوَثُّبٌ يَسْمُو وَصَفْوُ سَرِيرَةٍ
وَإِرَادَةٌ لاَ تَنْثَنِي دُونَ الْعُلاَ
* وَتَوَاضُعُ الْكُبَرَاءِ لَيْسَ بِرَاحِلٍ
حَتَّى يُبَوِّئَ حَامِلِيهِ الْمَنْزِلاَ
وفي قصيدة صُغرى نَظمها يوم فاتح دجنبر الجاري، عبَّر مُقدِّراً ما رأى من قِيم:
* دُعَاءُ الْأُمَّهَاتِ عَلَى رِضَاءٍ
أَشَدُّ مِنَ الْعَسَاكِرِ فِي الْبُنُودِ
* وَسَجْدَةُ أُسْدِنَا إِذْلاَلُ قَوْمٍ
يُسَعِّرُ حُمْقَهُمْ رَمْزُ السُّجُودِ[16]
1. وللزَّجل نَصيب.. إسهامات بصيغةِ المؤنَّث:
بعد تأهُّل المنتخب للربع النهائي من كأس العالم، نَظمت الشاعرة والزجّالة امباركة لعروصي قصيدة زجلية بالعامية المغربية تضمّنت عبارات الدعم والمؤازرة لأسود الأطلس، ومما جاء فيها:
العِزّ والنصر لولاد بلادي فالبر والبحر
خمس وخْميس عليهم والله حاضيهمْ
هذه دعوة الرضى بها تلقى الذّهب والفضّة
أسود الأطلس شرفتونا وْخليتوا الخصوم مغْبونة
مجموعة متوازنة متخلّقة ومتواضْعة
سِير سير سير يلقَاك التيسير
كلمة "سير سير"[17] هي مفتاح كل عسير
العالم كلوا واقف يشوف ويتمتّع بعروض فنية
ممزوجة بأهازيج وهتافات قُحّة مغربية
بكلمة سير سير خلِّي لْعدُو يْحِيرْ
زغرتوا يا المغربيات أُو صلِّيواْ على النّبي
راكم عطيتونا أسود رفعوا رايتنا وعلّاو شَانَّا بْلا حْدُودْ
كُلْشي يْسوّل "شكون هذوا شكون"؟
هَذوا يا سْيادي المغاربة؛
أولاد السِّلم والسلام وهُم أسود هَاذْ الكُون[18]
فيما تَقدّمت الشاعرة لطيفة تقني ابنة مدينة بركان بقصيدة نونية[19] ذكّرتنا بملحمة عمرو بن كلثوم، نقتطف منها قَولها:
* أسودُ الأطلسِ الشمّاخِ فازوا
وصارَ الحُلم من فَورٍ يَقيَننا
* قِفوا لأُسود مغرِبنا وُقوفا
فقَد أبْلَوا وجَدّوا جاهِدينا
* أسودَ الأطلسِ الشمّاخِ زيدُوا
فقد صارَ الحماسُ بنا رَهينا
خاتمة: في الاستبشار بمزيدٍ مِن الانتصار ورَفعْ الكأس في قَطر:
مع اقترابِ المنتخب الوطني من نهائي كأس العام، يزداد الحماس لتقديم الأفضل، وتتطلع الجماهير لفرصة العُمر، تتويج المنتخب المغربي بالكأس العالمية، وتتصاعدُ وتائر الاستبشار بمزيدٍ من الانتصار، يُعبِّر عنها المدوّنون وناشطو وسائل التواصل الاجتماعي والمغاربة من مختلف الأعمار ومغاربة العالم والأشقاء الأفارقة والعرب والمسلمون، وفي المتن منهم؛ الشعراء، الذين لم يَفتئوا يُذكِّرون باستثنائية الإنجاز التاريخي للمنتخب وفرصته التاريخية في معانقة الحُلم، ومما طالَعناه من قصائد، أُورِدُ قَول الشاعر محمد بن زنداك الدّشيري في منظومته الآنفة الذِّكر:
وفُرصَة اليومِ أجَلُّ فُرصهْ ** وحِصّة الأسودِ أعلى حِصهْ
فَلْتَمْنَحونا أفضَلَ النّتائجِ ** حتى تَطُولَ مُدَّةُ المباهِجِ
ففَضْلُكم على الشّبابِ والشيوخِ ** سوفَ يكون في القلوبِ ذا رُسوخِ[20]
ويُصرُّ الشاعر محمد الفاطمي الدّبلي بكل وثوق قائلاً:
سنَهزم باستِماتتنا الغُروراَ ** ونكتُب في الفنون لنا سُطورَا
سنُظْهِرُ مغرِبًا وطَنا جديداً ** به الأحلامُ أخْرَسَتِ العُصورَا
ويَحضّ الشيخ والشاعر أبو الهدى اليعقوبي عناصر المنتخب المغربي بقوله:
فَسيروا يا أسودُ فمَن سِواكُم ** لها كُفْءٌ إذا الإعصارُ مَارَا
فسِيرُوا وارْفَعوا الرّاياتِ حُمْرًا ** تُرَفْرِفُ حيثما الإعلامُ سارَا
فكأسُ العالم الكُبرى أطَلَّتْ ** مُنادِيةً فلا تُطِلِ انْتِظارَا
تُغازِلكم وَوَجْهُ السَّعْدِ أبْدَى ** لَكم مِن ثَغْرِها اليومَ افْتِرَاراَ
فما أحلاهُ مِن نَصْر وفوزٍ ** لحُلْمِ الكأسِ في يَدنا اسْتَثارَا
....
[1] القصيدة أطول مما ذكرناه، انظر : https://arabic.rt.com/
[2] نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 3 دجنبر 2022
[3] إلى أن يقول: لنْ يَنْسَ ما حَييَ الكرواتُ صَوْلتهم ** والحظّ ساء لدى البلجيك إذْ نَزَلَا
[4] منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 5 دجنبر 2022.
[5] أبو الهدى اليعقوبي في صفحته الرسمية بموقع فيبسوك.
[6] وفي ذات السياق يفتخر الشاعر زكريا بوسحاب قائلا:
أسودٌ على سُنن الكبار سائرة
خُطاهم خفية لكل مبتئس
[7] منشورة على الصفحة الشخصية للشاعر نوفل السعيدي بتاريخ 10 دجنبر 2022.
[8] نشر الشاعر قصيدته على صفحته الشخصية بموقع فيسبوك بتاريخ 10 دجنبر 2022.
[9] بتاريخ 9 دجنبر 2022.
[10] نشر البيتَ في صفحته الشخصية بموقع فيسبوك يوم 7 دجنبر 2022.
[11] نشر الشاعر الصادق الرنبوق قصيدته الجميلة يوم 15 جمادى الأولى 1444، الموافق ل 10 دجنبر 2022.
[12] منشورة بتاريخ 10 دجنبر 2022.
[13] وعن سفيان امرابط يقول شاعر طَنجة الصادق الرنبوق في قصيدة أخرى:
وَإِنْ سُفْيَانُ رَابَطَ عِنْدَ ثَغْرٍ ** فَلَا تَقْلَقْ عَلَى أَمْنِ الْحُدُودِ
يَسُدُّ مَسَدَّ أَرْبَعَةٍ وَحِيداً ** كَأَنَّ بِعِرْقِهِ نَسَبُ السُّدُودِ
[14] نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 9 دجنبر الجاري.
[15] https://islamanar.com/support-our-national-team/
[16] طنجة، الخميس 6 جمادى الأولى 1444ه الموافق ل 1 دجنبر 2022
[17] هذه الكلمة وردت على لسان مدرّب أسود الأطلس في إحدى المؤتمرات، حيث أكَّد أنه يُفضَّلها على غيرها من هُتافات التّحفيز، وأنها تُحدِث فيه رغبة في الركض، ومع تقدُّم المنتخب الوطني في إحراز النتائج التاريخية، صارت كلمة "سير" أكثر الكلمات استعمالاً من طَرف المشجّعين المغاربة والمشارقة وعامة العرب، يتصايحون بها ويهتفون تحميسا وتشجيعاً للمنتخب لتقديم أفضل ما لديه.
[18] منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي يوم 6 دجنبر 2022.
[19] نشرتها بتاريخ 6 دجنبر 2022 وجاءت في 18 بيتاً.
[20] منشورة بتاريخ 9 دجنبر 2022. وهي منظومة طويلة، يختمها بشُكره لأسود الأطلس، قائلاً:
شكراً لكم يا صانِعي الأمجادِ ** بمدْحكم كُلُّ لسانٍ شادِ
وسوفَ يبقى ما صَنَعتهم مَفْخَرَةْ ** لشَعْبِنا تَفوقُ كُلَّ مأثَرَةْ


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.