تستأنف مساء اليوم الثلاثاء، منافسات الجولة الثانية من دور المجموعة الموحدة لمسابقة دوري أبطال أوروبا، وسط أجواء مثيرة تطغى عليها حالة من الترقب والضغط النفسي على بعض كبار القارة الذين تعثروا محليا في الأيام الأخيرة. ويأتي في مقدمة هؤلاء ريال مدريد الإسباني وليفربول الإنجليزي، اللذان يواجهان تحديات خاصة بعد خسارتين موجعتين في بطولتيهما المحليتين، فيما يترقب بايرن ميونيخ الألماني وإنتر ميلان الإيطالي فرصة لتعزيز انطلاقتهما القوية، إلى جانب مواجهات أخرى تحمل في طياتها كثيرا من الندية والتشويق. الريال يسعى لتضميد جراح الديربي يدخل ريال مدريد مباراته أمام كايرات الكازاخستاني وهو مثقل بجراح الخسارة الثقيلة أمام جاره أتلتيكو مدريد بخمسة أهداف مقابل هدفين في الدوري الإسباني، وهي نتيجة وصفت بالكارثية نظرا لحجمها وأبعادها المعنوية. فالنادي الملكي، الذي اعتاد التفوق في الديربيات، وجد نفسه عاجزا أمام اندفاع لاعبي أتلتيكو الذين ألحقوا به أول هزيمة كبيرة في عهد مدربه الجديد تشابي ألونسو. ألونسو لم يخف خيبة أمله، مؤكدا أن فريقه "لم يكن في المستوى لا من حيث التنظيم ولا من حيث الضغط"، مضيفا أن "المرحلة الحالية هي مرحلة بناء، لكن ذلك لا يبرر السقوط بهذه الطريقة، والأهم الآن أن يكون رد فعلنا قويا في دوري الأبطال". ورغم صعوبة الرحلة إلى ألماتي، حيث يخوض الريال أول مواجهة له في تاريخه أمام فريق كازاخستاني، فإن الضغط على اللاعبين واضح لتحقيق فوز يعيد الثقة ويمنع الشكوك من التسلل إلى غرفة الملابس. ويملك ريال مدريد أفضلية معنوية بعد فوزه في الجولة الأولى على مرسيليا الفرنسي 2-1 بعشرة لاعبين، بينما يدخل كايرات اللقاء بأحلام محدودة بعدما خسر افتتاحيته أمام سبورتينغ لشبونة 1-4. ليفربول بين صدمة "بالاس" وجحيم إسطنبول على الجانب الآخر، يسافر ليفربول إلى إسطنبول لمواجهة غلطة سراي في ظروف مشابهة لتلك التي يمر بها ريال مدريد. الفريق الأحمر سقط في الدوري الإنجليزي أمام كريستال بالاس 1-2 بهدف قاتل في الدقيقة السابعة من الوقت بدل الضائع، ليتوقف رصيده عند خمسة انتصارات متتالية ويعرف أول تعثر في حملة الدفاع عن لقبه. المدرب الهولندي أرنه سلوت اعترف بصعوبة الموقف قائلا: "استحقينا الخسارة، لكن علينا أن نستعيد توازننا بسرعة، لأن مواجهة غلطة سراي على أرضه ليست سهلة إطلاقا". أما القائد الدفاعي فيرجيل فان دايك، الذي منح ليفربول فوزا ثمينا على أتلتيكو مدريد 3-2 في الجولة الأولى من البطولة الأوروبية، فأكد أن "التحدي الأكبر الآن هو المحافظة على رباطة الجأش، وعدم المبالغة في الإحباط أو في النشوة". وتحمل المباراة طابعا تاريخيا أيضا، إذ يتذكر أنصار ليفربول سقوط فريقهم في إسطنبول عام 2006 بنتيجة 2-3 في دور المجموعات، وهو ما يضيف إلى اللقاء بعدا عاطفيا يزيد من صعوبته. بايرن ميونيخ لمواصلة السلسلة والانطلاقة أما بايرن ميونيخ، فيدخل الجولة الثانية في وضع مختلف تماما، إذ يركب موجة انتصارات متتالية بلغت ثمانية منذ انطلاق الموسم، آخرها الفوز الكبير على تشيلسي في افتتاح دوري الأبطال 3-1. الفريق البافاري سيحل ضيفا على بافوس القبرصي، في مباراة تبدو على الورق في متناوله، غير أن الحماس الكبير للفريق المستضيف في أولى مشاركاته القارية قد يفرض على البايرن الحذر. اختبار صعب لأتلتيكو المنتشي بخماسية الريال أتلتيكو مدريد، الذي لقّن جاره الملكي درسا قاسيا في الديربي، يجد نفسه أمام مهمة شاقة ضد أينتراخت فرانكفورت الألماني، الفائز في الجولة الأولى بخماسية على غلطة سراي. المباراة تجمع فريقين يتميزان بالقوة البدنية والانضباط التكتيكي، ما يجعلها مرشحة لأن تكون من أبرز مواجهات الجولة. إنتر وأتالانتا لتأكيد الذات وصيف النسخة الماضية إنتر ميلان يبدو في طريق مفتوح نحو فوز ثان حين يستضيف سلافيا براغ التشيكي، بعدما عاد من أمستردام بفوز ثمين على أياكس 2-0. في المقابل، يعيش أتالانتا وضعا معاكسا تماما بعد الخسارة القاسية أمام باريس سان جرمان 0-4، وسيكون أمام اختبار صعب لتصحيح المسار حين يواجه بروج البلجيكي. مورينيو يعود إلى معقل المجد ومن بين أبرز مشاهد الجولة، عودة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو إلى ملعب ستامفورد بريدج مدربا لبنفيكا، الذي تلقى هزيمة غير متوقعة في الجولة الأولى أمام قره باغ الأذربيجاني 2-3. مورينيو، الذي صنع تاريخا ذهبيا مع تشيلسي بين عامي 2004 و2007 ثم 2013 و2015، يعود هذه المرة في ثوب مختلف، ساعيا إلى إنقاذ فريقه الجديد من أزمة مبكرة وإعادة ذكريات الماضي أمام جماهير عرفته بطلا ذات يوم. مواجهات أخرى الجولة لن تخلو من مواجهات مثيرة أخرى، أبرزها لقاء أياكس الهولندي مع مرسيليا الفرنسي في صراع "الجريحين"، إلى جانب رحلة توتنهام الإنجليزي إلى النرويج لملاقاة بودو غليمت، بعد بداية ناجحة في الجولة الأولى على حساب فياريال الإسباني 1-0.