أكد وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، أن الوضع الحالي في المستشفيات غير مقبول من حيث خدمات الحراسة والنظافة، مشددا على أن وزارته ألزمت الشركات المكلفة بهذه الخدمات باحترام دفتر التحملات، لضمان الجودة وحماية حقوق الموظفين والمرتفقين على حد سواء. وأوضح الوزير في عرض له أمام لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب، في سياق النقاش حول جودة خدمات النظافة والحراسة بالمستشفيات، أن هذه الخدمات يفوت تدبيرها لشركات خارجية نظرا لصعوبة تكفل وزارة الصحة بها بشكل مباشر. وقال المسؤول الحكومي إن أكثر من 70٪ من هذه الشركات غير متخصصة، حيث أن نشاطها لا يرتبط بالنظافة أو الحراسة، وغالبا لا تقوم بتكوين العاملين لديها. كما أضاف أن الأجور التي تقدمها هذه الشركات هزيلة، تصل أحيانًا إلى 600 درهم، وبعضها يتأخر أو يمتنع عن صرفها، ما يدفع بعض الحراس أحيانا لتلقي رشاوى من المرضى. في سياق آخر، أوضح وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أن القطاع الذي يشرف عليه يواجه تحديات هيكلية أغلبُها موروث عن الحكومات السابقة، مبرزا أن التحدي الأكبر يتمثل في تجاوز مشكل الخصاص المسجل في الموارد البشرية، والذي شرعت الوزارة في تنفيذ خطة طموحة بشأنه عبر العمل على توسيع العرض التكويني. وأفاد التهراوي، بأن الرؤية الواضحة للوزارة في الاعتماد على التكوين لجسر الهوة، لافتا إلى أن عدد المقاعد البيداغوجية المخصصة للأطباء العامين شهد ارتفاعًا مهما بلغ نسبة 142 في المائة، حيث انتقل من 2650 مقعداً سنة 2019 إلى 6500 مقعد سنة 2025. وقال الوزير إن افتتاح كليات الطب الجديدة، جاءت من أجل تغطية أفضل للتراب الوطني وتلبية حاجيات المرضى، مشيرا بالأرقام إلى افتتاح 4 كليات للطب والصيدلة، ليصبح المجموع 9 كليات على الصعيد الوطني. وتشمل هذه الكليات بحسب المسؤول ذاته، مدن العيون (300 مقعد)، وكلميم (120 مقعدا)، وبني ملال (240 مقعدا)، وجهة درعة تافيلالت (200 مقعد). وسلط التهراوي، الضوء على نمو تكوين الممرضين وتقنيي الصحة، مبرزا أن معاهد تكوين الممرضين وتقنيي الصحة شهدت طفرة نوعية، بارتفاع عدد المقاعد البيداغوجية فيها بنسبة 247 في المائة، فقد تم الانتقال من 2735 مقعداً سنة 2019 إلى 9500 مقعد سنة 2025. وأبرز وزير الصحة بالمجهودات الحكومية طيلة السنوات الأربع الأخيرة لتجاوز الإرث الثقيل الجاثم على قطاع الصحة، قائلا إن التدابير الحكومية المتخذة لم تنحصر فقط في التكوين، بل شملت زيادة التوظيفات لتعزيز الأطقم الحالية، مشيرا بالأرقام دائما إلى ارتفاع العدد الإجمالي للموارد البشرية الصحية بنسبة 30 في المائة خلال الفترة ما بين سنتي 2020-2025، منتقلا من 45.433 إلى 59.202 موظف. وأكد التهراوي أنه تم تسجيل عدد قياسي للتوظيف في القطاع خلال سنة 2025، موضحا أنه تم إحداث 6500 منصب إضافي، مما يعكس العمل الكبير على تعويض الخصاص في القطاع. كما قال إن تعيين الأطباء الاختصاصيين عرف تطوراً لافتاً، حيث ارتفع عدد التعيينات من 179 تعيينا سنة 2020 إلى 1204 تعيينات سنة 2025. وأضاف أن عدد الممرضين وتقنيي الصحة شهد بدوره ارتفاعا ملحوظا بنسبة 29 في المائة خلال الفترة ذاتها، منتقلاً من 26.000 إلى ما يزيد عن 32.000.