الفرد في تاريخنا

التاريخ ليس سوى فرد قوي تدور حوله الأحداث .. الرجل القوي الذي يقتل الالأف ويصنع المعجزات ويؤرق الأعداء والتاريخ ليس سوى فرد كريم يذبح شاته وحصانه للضيف ..

والتاريخ ليس سوى معجزات وخوارق نحلم دائما أن تكون حاضرة في عصرنا كي تنصرنا وتنقذنا من بلاءنا وأعدائنا ... أحلام تملأ رؤوسنا بمخلص ينتشلنا من تفاقم البلاءات علينا .. أحلام صنعتها خرافات تتسمى بمسميات عديدة لا حصر لها .
كم رائع أن تقرأ قصصنا العربية ..بطل أوحد ورمز فرد صمد ... قصص وروايات وأحداث جل اهتمامها رمز يدور حوله الناس لأنه مخلصهم .. وهكذا يريدوننا أن نكون كما كان تاريخنا (إن صح ذالك ) .
بطولات تتمثل في جرأة فرد لا ثورة شعب وبطولة رجل لا تكاتف امة قصص ممتعة تخدر الفكر وتسكر بقايا العقل المثقل بجراحات باتت تولد بعضها بعضا وتغمرها في نومها العميق بدلا من إيقاظها .
ولست ممن يعتقدون بالمؤامرة في صناعة التاريخ وكتابته ونقله بل انا مؤمن ان كل ما قرانه ونقراه هو جزء من كيان الثقافة التي ورثناها كابرا عن كابر!! فهذه القصص والأحداث هي كلها حقيقة ونتاج ثقافة توارثتها أجيال نضجت عقولها على نار هذه الروائع (كما يحلو للبعض أن يسميها )
مجتمعاتنا أصبحت قابليتها على الاستعمار (كما يسميها مالك بن نبي ) محصنة ولا يمكن أن نخترقها بسبب ما نتوارثه من خيالات بخروج القائد الفذ والرجل العظيم الذي سيخرجنا من ظلمات الاستبداد إلى نور الحرية .
ولهذا أقول أن الذي ينقصنا ليس هو منطق الفكرة ونشأتها بل منطق العمل والتحرك. ومستحيل لصورة قبيحة ان تعطي تصورات وتصنع خيالات ناصعة البياض ومملوءة بالجمال والحيوية بل لا بد أن تظهر أثار هذه الصورة في أفكار وأعمال شخوصنا