من المتوقع أن تنظر محكمة نمساوية الجمعة المقبل في قضية من أبشع القضايا الأخلاقية التي عرفها تاريخ البشرية والتاريخ المعاصر على وجه الخصوص. وهذه الفضيحة تدل على مستوى الانحلال وانفضاح العرى الأخلاقية التي تشد تماسك المجتمع البشري وأوصت بها كل الديانات السماوية. هذه القصة غريبة غربة الخيال وغربة مزاج مقترفها وغربة الأخلاق التي أصبحت تعرفها بعض المجتمعات التي قضت فيها الرفاهية والحرية المفرطة على أبسط الأخلاق الإنسانية. بطل هذه القصة أب وصفته وسائل الإعلام بالوحش. هذا الأب هانت عليه مشاعر الأبوة ليقوم باغتيال براءة ابنته التي لم يتجاوز عمرها ربيعه الثامن عشر. وتعود القصة إلى أكثر من 25 سنة حيث قام هذا «الأب» - حاشا لله أن يحشر مع الآباء - قام هذا الوحش المدعو جوزيف فويتز باختطاف ابنته واحتجازها في غرفة في أسفل المنزل دون أن تفطن له العائلة لمدة ربع قرن. وهكذا وفي غفلة من الجميع قام هذا الوحش باغتصاب ابنته وأنجب منها سبعة أطفال توفي واحد منهم وربت هي ثلاثة منهم لم يروا النور إلى أن اكتشف المكان بينما قام هو وزوجته بتربية الثلاثة الآخرين دون علمها حيث قدمهم لها على أنهم أطفال مشردون. هذا الأب الوحش اكتشفت الشرطة أخيرا فضيحته التي هزت مشاعر كل أب غيور على فلذات كبده، واقتيد إلى العدالة لتقتص منه، وماذا عسى أن يكون هذا القصاص وقد وقع المحظور والمحرم. وما ذنب تلك الفتاة التي اغتصبت براءتها وآدميتها؟ وما ذنب هؤلاء الأطفال حتى يولدوا بهذه العلاقة المحرمة؟ حضر الوحش إلى المحكمة ولم يجرؤ على النظر إلى الناس، فكان يخبئ وجهه وراء ثيابه. ومن المنتظر أن تقضي المحكمة في هذه النازلة الفظيعة على هذا الوحش بالسجن المؤبد، ليكمل ما تبقى من عمره البالغ 73 سنة وراء القضبان. لكن عقوبات الدنيا كلها لن تستطيع إصلاح ما أفسد، لكنها على الأقل ستكون عبرة وإدانة لكل سلوك يتنكر للمشاعر الإنسانية.