وجدة : م.ح. الزروقي هي دورة لا ككل الدورات، كون مبارياتها التي تندرج ضمن الدورة 23 من منافسات بطولة قسم الأضواء تجمع بين فرق راغبة في التنافس على لقب البطولة وأخرى تحاول جاهدة الابتعاد عن المناطق الملتهبة المؤدية إلى القسم الأسفل في مقدمتها فريق مولودية وجدة العائد في الدورة الماضية بهزيمة ثقيلة من أمام جمعية سلا (0/3) والذي فرضت عليه البرمجة - وهذا قدره- أن يستقبل هذا الأحد بالمركب الرياضي بوجدة خصما عنيدا من العيار الثقيل، إنه فريق الرجاء البيضاوي المتزعم لسبورة الترتيب في قسمه الأول، هي مباراة يرى فيها الوجديون ومعهم المدرب عزيز كركاش - كان الله في عونه- فرصة للخروج منها بنتيجة إيجابية من شأنها أن تقلص فارق النقط بينهم وبين أقرب الفرق المهددة بشبح النزول كشباب المسيرة الراحل لمقابلة اتحاد الخميسات وأولمبيك آسفي النازل ضيفا على أولمبيك خريبكة في مباراة شبه محلية وحسنية أكادير المستضيفة للكوكب المراكشي، ذلك أن فريق مولودية وجدة وهو صاحب أضعف دفاع على الإطلاق (32 هدفا) لا خيار أمامه غير كسب نقط المباراة كاملة إن هو أراد التشبث ببصيص أمل البقاء، وغير هذه النتيجة لن تخدم مصالحه بأي حال من الأحوال خاصة وأنه سيشد رحاله في الدورة الموالية إلى مدينة العيون لمواجهة شباب المسيرة في مقابلة تعتبر قمة على مستوى أسفل الترتيب وهو لقاء لا يقبل القسمة على اثنين، لكن هل يرضى الرجاويون بذلك وهم الذين يراهنون بكل قوة وإرادة على إهداء جمهورهم الكبير إنجازا جديدا على صعيد البطولة يليق بتاريخهم الكروي وبما أنجبته هذه المدرسة المبدعة - وما تزال- من أسماء وازنة تسييرا وتدريبا وتركيبة بشرية ويكفي أن خط هجوم أصدقاء العميد عبد اللطيف جريندو يتصدر القائمة ب 34 هدفا، ومع ذلك فنكهة الكرة وأعاجيبها في أرقامها المتراقصة وإن كان لا منطق مع هذه «المعشوقة» القاتلة، إذ لفريق الرجاء الذي لم ينهزم منذ الدورة الرابعة عشرة 12 فوزا مقابل 8 تعادلات وهزيمتين فقط بينما لمولودية وجدة 5 انتصارات و 4 تعادلات و13 هزيمة كاملة، وهو ما ينبئ بمقابلة ساخنة وحاسمة على المستويين التكتيكي والبسيكولوجي، فلمن تدق أجراسها بعد عراك تسعين دقيقة من الجهد والعطاء والترقب المخيف ؟ كل الاحتمالات واردة.