يحظى الحضور النسائي في انتخابات12 يونيو 2009 باهتمام خاص.. ويرى المتتبعون لاطوار الحملات الانتخابية أن المرأة ممثلة في هذه الانتخابات بقوة تأطيرية وحضور متميز . ويصل عدد النساء المرشحات حسب الاحصائيات الرسمية إلى أزيد من 20 الف امرأة، قدمن ترشيحهن لهذه الانتخابات قصد المشاركة في التدبير المحلي بكل شفافية، وحسب تأكيد لوزير الداخلية في تصريح للصحافة، فإن نسبة مشاركة النساء في هذه الانتخابات شهدت كثافة وتميزا لم تشهدهما أي من الاستحقاقات التي عاشتها بلادنا من قبل، وتصل هذه النسبة حسب إحصاء وزارة الداخلية الى 250 في المائة اليوم المغرب يسير في اتجاه تخصيص 12% من عدد المقاعد المنتخبة للنساء في أفق المناصفة، وهذا المعطى الجديد في الواقع النسائي المغربي وإن كان قد لقي الكثير من القيل والقال خصوصا عند المناهضين للمشاركة النسائية في الحياة النيابية والتشريعية والعامة عبر آلية الاحتكام الى نظام الحصص فيما يخص تمثيلية النساء، وطالبوا بضرورة الاحتكام الى النزول الى أرض الواقع والكفاءة.. إلا أن المتتبع اليوم للحملات الانتخابية التي تخوضها النساء سواء المرشحات على رأس قوائم اللوائح العادية أو الاضافية، يلاحظ أن المرأة حاضرة بقوة وتخوض حملات نظيفة ومؤطرة ببرامج قوية وهادفة. وهذا أيضا معطى لم يأت من فراغ على اعتبار أن الاحزاب السياسية في ترشيحها للنساء اعطت أحسن ما لديها من كفاءات نسائية، ونقرأ هذا مثلا في ترشيحات حزب الاستقلال، حيث تبين قراءة في مدى تكوين هؤلاء النساء أننا بصدد كفاءات نسائية على أعلى مستوى سواء من حيث التكوين المعرفي أو من حيث التأطير الحزبي والسياسي ، وهذه هي المرأة المغربية كما هو عهدنا بها دائما.حضور قوي ومتميز ،، وإرادة فولاذية لتأكيد المشاركة الفعلية والوازنة وليس الحضور الرمزي لتأثيث الفراغات.. والناخب حين يضع ثقته في هذه المرأة فهو يأتمنها على مصالحه وحقوقه، وهذه الثقة مرة أخرى لم تأت من فراغ، لأن المرأة كانت دائما قيمة على أهم وأدق تفاصيل الحياة في منزلها وفي كل المواقع التي تتواجد بها في الحياة العامة... ففي كل التخصصات الوظيفية سواء تلك التي غزتها المرأة إلى عهد قريب بعد أن كانت حكرا على الرجال، أو التخصصات التقليدية كقطاعات التعليم والطب والصيدلة التي تتواجد بها النساء بنسبة 60%. فهذه المرأة التي نأتمنها على حياتنا طبيبة وصيدلانية... وعلى تنوير فكرنا معلمة وأستاذة وعالمة هي من نجد أنفسنا اليوم مطالبين بوضع الثقة فيها للمشاركة في تدبير الشأن المحلي، ومن كل هذه المرجعيات نقول أنها جديرة بهذه الثقة.