الطالبي العلمي يكشف حصيلة السنة التشريعية    ميزانية مجلس النواب لسنة 2026: كلفة النائب تتجاوز 1.59 مليون درهم سنوياً    بنكيران: النظام الملكي في المغرب هو الأفضل في العالم العربي    تقرير: سباق تطوير الذكاء الاصطناعي في 2025 يصطدم بغياب "مقياس ذكاء" موثوق    لماذا تصرّ قناة الجزيرة القطرية على الإساءة إلى المغرب رغم اعتراف العالم بوحدته الترابية؟    بطولة ألمانيا لكرة القدم.. فريق أونيون برلين يتعادل مع بايرن ميونيخ (2-2)    كوريا الشمالية تتوج ب"مونديال الناشئات"    البطولة: النادي المكناسي يرتقي إلى المركز الخامس بانتصاره على اتحاد يعقوب المنصور    مدرب مارسيليا: أكرد قد يغيب عن "الكان"    موقف حازم من برلمان باراغواي: الأمم المتحدة أنصفت المغرب ومبادرته للحكم الذاتي هي الحل الواقعي الوحيد    نبيل باها: "قادرون على تقديم أداء أفضل من المباراتين السابقتين"    عائلة سيون أسيدون تقرر جنازة عائلية وتدعو إلى احترام خصوصية التشييع    ألعاب التضامن الإسلامي (الرياض 2025).. البطلة المغربية سمية إيراوي تحرز الميدالية البرونزية في الجيدو وزن أقل من 52 كلغ    طنجة.. وفاة شاب صدمته سيارة على محج محمد السادس والسائق يلوذ بالفرار    "جيل زد" توجه نداء لجمع الأدلة حول "أحداث القليعة" لكشف الحقيقة    بحضور الوالي التازي والوزير زيدان.. حفل تسليم السلط بين المرزوقي والخلفاوي    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    إسبانيا تشارك في المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب بالدار البيضاء    خلاف بين وزارة الإدماج ومكتب التكوين المهني حول مسؤولية تأخر منح المتدربين    طنجة.. الدرك البيئي يحجز نحو طن من أحشاء الأبقار غير الصالحة للاستهلاك    الرباط وتل أبيب تبحثان استئناف الرحلات الجوية المباشرة بعد توقف دام عاماً    "يونيسيف" ضيفا للشرف.. بنسعيد يفتتح المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب    "أونسا" يؤكد سلامة زيت الزيتون    بيليم.. بنعلي تقدم النسخة الثالثة للمساهمة المحددة وطنيا وتدعو إلى ميثاق جديد للثقة المناخية    شبهة الابتزاز والرشوة توقف مفتش شرطة عن العمل بأولاد تايمة    لقاء تشاوري بعمالة المضيق-الفنيدق حول إعداد الجيل الجديد من برنامج التنمية الترابية المندمجة    مخاوف برلمانية من شيخوخة سكانية بعد تراجع معدل الخصوبة بالمغرب    تعليق الرحلات الجوية بمطار الشريف الإدريسي بالحسيمة بسبب تدريبات عسكرية    توقعات أحوال الطقس اليوم السبت    الداخلة ترسي دعائم قطب نموذجي في الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي    مهرجان الدوحة السينمائي يعرض إبداعات المواهب المحلية في برنامج "صُنع في قطر" من خلال عشر قصص آسرة    بعد السرقة المثيرة.. متحف اللوفر يعلن تشديد الإجراءات الأمنية    تتويج مغربي في اختتام المسابقة الدولية للصيد السياحي والرياضي بالداخلة    دكاترة متضررون من تأخير نتائج مباراة توظيف أساتذة التعليم العالي يطالبون بالإفراج عن نتائج مباراة توظيف عمرت لأربع سنوات    تشريح أسيدون يرجح "فرضية السقوط"    تدشين المعهد المتخصص في فنون الصناعة التقليدية بالداخلة تعزيزاً للموارد البشرية وتنمية القطاع الحرفي    قطاع غزة يستقبل جثامين فلسطينيين    فضيحة كروية في تركيا.. إيقاف 17 حكما متهما بالمراهنة    السلطة تتهم المئات ب"جريمة الخيانة" في تنزانيا    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    كاتبة الدولة الإسبانية المكلفة بالهجرة: المبادرة الأطلسية التي أطلقها الملك محمد السادس تشكل نموذجا للتنمية المشتركة والتضامن البين إفريقي    حمد الله يواصل برنامجا تأهيليا خاصا    العرائش.. البنية الفندقية تتعزز بإطلاق مشروع فندق فاخر "ريكسوس لكسوس" باستثمار ضخم يفوق 100 مليار سنتيم    "صوت الرمل" يكرس مغربية الصحراء ويخلد "خمسينية المسيرة الخضراء"    اتصالات المغرب تفعل شبكة الجيل الخامس.. رافعة أساسية للتحول الرقمي    الأحمر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    عيد الوحدة والمسيرة الخضراء… حين نادت الصحراء فلبّينا النداء    فرحة كبيرة لأسامة رمزي وزوجته أميرة بعد قدوم طفلتهما الأولى    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    الوجبات السائلة .. عناصر غذائية وعيوب حاضرة    أشرف حكيمي.. بين عين الحسد وضريبة النجاح    انطلاق فعاليات معرض الشارقة للكتاب    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المصنع يصرف مقذوفاته مباشرة في الوادي بدون أي معالجة
معمل السكر المسؤول الأول والوحيد عن التلوث بسيدي بنور
نشر في العلم يوم 28 - 08 - 2008

اشتدت في الأيام الأخيرة حركة الاحتجاج المتصاعدة ضد ما تحدثه نفايات معمل السكر سيدي بنور من روائح كريهة .وقال السكان إنهم يعانون من التلوث البيئي الشديد الذي أدى الى انتشار أمراض الحساسية بينهم، و قالوا ان الروائح الكريهة تلاحقهم الى مسافات بعيدة، يشعرون عند استنشاقها بصعوبة التنفس، وبدوار قد يطيح بهم ارضا اذا لم يستدركوا الامر، عن طريق قطع الانفاس مما يشكل خطورة على سكان المدينة وقراها، وتحرمهم بالتالي من التنفس الطبيعي والهواء النقي. وكانت موجة الاحتجاج شملت كذلك ساكنة جماعات أخرى بسيدي إسماعيل ومكرس وأولاد احسين ومولاي عبد الله على خلفية أن النفايات الصناعية السكرية التي يتم رميها بواد فلفل الذي يمر على الجماعات السالفة الذكر. وإذا كان هذا هو وضع كل ساكنة المدينة وماجاورها، فإن للفلاحين وضع اخر حيث يتعامل المعمل معهم بحيفويستفيد من هذا الوضع قلة المحظوظين الذين يتحكمون في رقاب الفلاحين المغلوبين على امرهم.
غازات ذات رائحة كريهة
تأسس معمل السكر بسيدي بنور في سنة1963 ،وكان الهدف منه خلق سياسة صناعية واقتصادية في إقليم الجديدة، مما جعل منه أهم وحدة صناعية في مدينة سيدي بنور، يمتد على مسافة 40 هكتار، ويقع في المنطقة الغربية لمدينة سيدي بنور، ويتوفر المصنع على أحدث الوسائل التقنية الموجودة والكفيلة بصناعة مادة السكر، يسير من طرف تقنيين مغاربة ويبلغ عدد العمال الرسميين 204 عامل، ويصل عدد العمال الموسميين في الموسم الشمندري إلى 143 موسمي، وتبدأ عملية الإنتاج في ماي كل سنة وتنتهي في غشت بحيث يعمل في هذه الفترة دون توقف،
وارتباطا بالموضوع كان برامو مدير معمل السكر بسيدي بنور تقدم بعرض أمام المشاركين في أسبوع البيئة الثاني المنظم من طرف جمعية دكالة بمقر عمالة الجديدة، بين من خلاله إسهام هذا المعمل في قطاع السكر ببلادنا والمتمثل في طحن 14 ألف طن يوميا، وتصنيع 2000 طن من مادة السكر يوميا، خاصة بعد توسيع معمل سيدي بنور ،وأن المعمل حسب زعمه ملتزم بالحفاظ على البيئة المحيطة به تمشيا مع تعهداته إزاء المواطنين بحكم أنه مؤسسة مواطنة، وكذلك إزاء المنظمة المانحة لشهادة 14001.
ومن جهته ،أكد المسؤول عن تدبير ملف البيئة بمعمل السكر ومحيطه بسيدي بنور، في أسبوع البيئة الذي نظمته جمعية دكالة بمقر عمالة الاقليم أن حركة التصنيع داخل هذه المؤسسة الصناعية تلتزم المعايير الوطنية والدولية الهادفة إلى الحفاظ على التوازنات البيئية.
وأبرز في معرض رده على احتجاجات سكان سيدي بنور على الروائح المنبعثة من المعمل، أن نفايات معمل السكر في مجملها عضوية وليست ضارة كالنفايات الكيماوية، مستدلا على كون المعمل يخلو من أي أمراض مهنية مرتبطة بتلك النفايات، غير أن السكان المحتجيين،وحسب المهتمين بالبيئة ان المصنع احد أهم العوامل الملوثة بالمدينة وعلى جميع الأصعدة ، تلوث جوي وتلوث للمياه السطحية وتلوث للمياه الباطنية وتلوث التربة، فهو المسؤول الأول والوحيد عن التلوث بالمدينة، فنظرا لتموقعه في المنطقة الغربية للمدينة، ولأنه لايبعد عنها إلا بحوالي كيلومتر واحد وباعتبار انه من ضمن الرياح النشيطة في المنطقة وهي الرياح الغربية والجنوبية الغربية، فهذا يؤثر لامحالة على البيئة المحلية، فأثناء الفترة الممتدة بين ماي وغشت تنبعث مجموعة من الغازات من المصنع والتي تنقلها الرياح إلى المدينة خصوصا وان المصنع لا يبعد عن المدينة إلا بحوالي كيلومتر واحد وهي غازات ذات رائحة كريهة يصبح معها التنفس شيئا صعبا خصوصا أن هذه الفترة تعرف ارتفاع في درجة الحرارة. وبخصوص طبيعة هذه الغازات، ليس هناك أي مصدر يمكن أن نعرف من خلاله طبيعتها ومكوناتها لأن الجهات
المسؤولة عن الإنتاج ترفض الإدلاء بأي معلومات وبهذا سنكتفي بالقول إن هذه الغازات ملوثة للجو ولها عواقب وخيمة ،خصوصا على الإنسان وبالدرجة الأولى على جهازه التنفسي، كميات هائلة من المياه الملوثة من معمل السكر تظل راكدة في مجاري مفتوحة على الهواء طيلة ثلاثة أشهر من عمل المعمل، وتبقى راكدة بعد توقف عملية الطحن، والناس في سيدي بنورأصبحوا غير قادرين على تحمل هذه الروائح الكريهة، خاصة مع هبوب الرياح والتي تجعل المدينة كلها تحت رحمتها، وأعربوا عن استيائهم من انبعاثها، وأكدوا (اننا نعيش في هذه المناطق التي تقع في اتجاه الرياح المحملة بالروائح المقرفة وأصبحنا محاصرين بين الحشرات الطائرة تنتشر في بيوتنا في هذا الفصل القائض والروائح الكريهة في شوارعنا ، ما يهددنا بالإصابة بأمراض خطرة، مطالبين بتدخل المسؤولين قبل أن تتحول إلى مناطق ملوثة وموبوءة، حسب وصفهم) ،
الروائح حولت الحياة جحيما
تتجمع المياه المحملة بالغازات الكريهة وتبقى في الأحواض أياما وليالي، و تعمد إدارة المعمل الى تفريغها في كل من الواد الفارغ وواد فليفل والذي يتوجه نحو الجديدة عبر ضاية الفحص، وهو ما يخلق ويتسبب ايضا في أضرار عديدة لساكنة الدواوير المجاورة لسيدي بنور التي يخترقها وادي فليفل و تتفاقم حجم الأضرار الى الفلاحة الناتجة عما يخالط مياه هذا الوادي من ملوثات يقذفها معمل السكر بسيدي بنور مع انطلاق موسم جني الشمندر من كل سنة، فأضحت المياه الملوثة بمجرى وادي فليفل الذي يخترق إقليم الجديدة على مسافة تصل 75 كيلومترا مصدر تلوث بيئي يهدد مصالح و حياة عدد كبير من السكان الذين يقطنون مختلف الدواوير المنتشرة بمنطقة زاوية سيدي إسماعيل وأولاد احسين و أربعاء مكرس و جماعة الشعيبات المحاذية لأولاد افرج و تؤثر بشكل مباشر هذه المياه التي تزخر بالمواد الكيماوية السامة التي تستعمل في غسل و تصنيع مادة الشمندر على المنتوج الفلاحي لبعض من دواوير إقليم دكالة، و في زيارة قامت بها “ العلم” لبعض الدواوير المتضررة من خلال الروائح النتنة التي تغزو المناطق التي يخترقها وادي فليفل يقول السكان “ إننا نعاني من انتشار رائحة
كريهة و نتنة تزكم أنوفنا و حولت حياتنا جحيما لا يطاق بالإضافة إلى جحافل لا تحصى و لا تعد من الناموس (اشنيولة )، علما أن قوة هذه الروائح تزداد حدة خلال الفترة الليلية حيث تحملها نسمات الرياح أينما هبت و لمسافات طويلة.
وأضاف السكان انهم لم يعودوا قادرين على تحمل التلوث الذي يحدثه معمل السكر لانه ينفث الدخان الضار والروائح الكريهة بالبيئة والإنسان والحيوان طوال اليوم بلا هوادة، مبينين ان الروائح تضطر السكان عند خروجهم الى وضع ايديهم او كمامات على أنوفهم لتجنب الروائح الكثيفة المنبعثة.
مجاري واد فليفل
لم تقتصر أخطار التلوث على مدينة سيدي بنور فحسب، بل اخذت منحى اكثرتهديدا للصحة والفلاحة لسكان القرى الواقعة على ضفتي وادي فليفل ، حتى ان الاعشاب البرية النابتة عند مجرى النهر يبست، واخذت تذبل، بعدما تحول لونها الى الاصفرار، كذلك، انتشر البعوض وكل الحشرات الطائرة، التي تهاجمك ، وتنهال عليك لسعا، فتتسبب لك بالأورام بعد حكها، واذا كان المسؤول عن البيئة بالمصنع قد قلل مما يروج بخصوص كون المعمل يلفض فضلاته الصناعية السائلة بمجرى وادي فلفل الذي يمر على جماعات سيدي بنور وسيدي إسماعيل ومكرس وأولاد احسين ليصل إلى ضاية الفحص 20 كلم عن الجديدة، مفيدا بأن النفايات السائلة يتم توضيعها بصهاريج كبيرة يصل عددها إلى 5 صهاريج، تم حفر آخرها سنة 2006 بطاقة استيعابية تصل 500 ألف متر مكعب، وصرح بأن طريقة التخلص من هذه المياه المترسبة في الصهاريج، يعتمد اتباع تقنية التبخر التي تعقبها عملية تنقية الصهاريج من المترسبات الصلبة التي تستعمل عادة في تخصيب عدة حقول وضيعات، واعتبر كل هذه الإنجازات التي تمت أخيرا، تستجيب إلى كناش التحملات البيئي الذي انخرط فيه المعمل منذ مدة، في أفق استعداده الحصول على شهادة جودة
البيئة 14001 الذي من المنتظر أن يتسلمها هذه الوحدة الصناعية في حفل رسمي قريبا، فان الساكنة والفلاحين لهم راي اخر، يقول احد الفلاحين الذي التقته «العلم» ان مشكلة التلوث ليست مستجدة، ولكنها تحولت هذه الايام الى قنبلة ملوثة، قد تؤدي الى موت بطيئ لمجتمع بكامله، وهي ناتجة بالأساس عن مقدوفات مصنع السكر التي تصب في الوادي، و الروافد التي تغذي الوادي، يقول احد المهتمين بشؤون البيئة واستاذ باحث: ان المشكلة تتفاقمت منذ شهر ماي من كل سنة، فانبعاث الروائح الكريهة، بصورة لا يمكن لانسان احتمالها، وترافق شعور العديد من العائلات التي تسكن عند ضفتي الوادي، بعوارض مرضية كالتقيؤ، والدوخة، وضيق التنفس، مما استدعى نقل بعض الحالات الى المستشفيات للمعالجة.
واضاف ان بروز هذه الحالة سببه الفضلات والبقايا التي تخرج من معمل السكر و ان المياه السوداء القاتمة، تجري في القناة التي تخرج من المعمل لتصب في الوادي، وهذا دليل لا يرقى الشك اليه، خصوصا اذا ما علمنا ان تكرير السكر يستلزم مواد كيميائية لتصنيعه وتبييضه، فضلا عن استخدام المنظفات الكيميائية في عملية غسل الآلات.
وقال ان الكارثة البيئية التي تعانيها المنطقة تطال عشرات القرى في سيدي بنوروطالب المسؤولين عبر هذا المنبر ردع المعمل عن رمي نفاياته الكيميائية بدون معالجة، لرفع الضرر عن المواطنين الذين باتت حياتهم عرضة للامراض، والموت البطيء، والتقت العلم احد موظفي المعمل طلب عدم ذكر اسمه، فاكد ان المعمل عاد الى العمل بتكرير وتصنيع السكر منذ حوالى عشرون يوم وذلك بعد توقف دام حوالى تسعة اشهر، ونفى انهم يستخدمون اية مواد ملوثة.
واضاف: «ننا لا نستخدم المنظفات الكيمائية، عند غسل الآلات_ ولكن لا ننفي ان تكون الروائح المنبعثة ناتجة عن العفن الذي تحويه الترسبات في الاحواض التي لم يتم تنظيفها قبل جريان مياه المعمل اليها. وهذه الترسبات والبقايا المصابة بالعفونة هي نتيجة لتوقف العمل من المعمل».
تلوث المياه السطحية
ينحصر تلوث المياه السطحية في واد فليفل، ف النفايات السائلة التي ينتجها المصنع تصرف مباشرة في الوادي عبر قناة تصل المصنع بالوادي دون أي معالجة، والخطير في الأمر هو التصرف غير عقلاني لبعض الفلاحين الذين تقع اراضيهم بالقرب من الوادي بحيث يقوم هؤلاء الفلاحين بسقي الاراضي بهذه المياه الملوثة مباشرة من خلال استعمال محركات لجذب المياه دون أي وعي بالخطورة التي تنتج عن هذه العملية وبالتالي تكون النتيجة هي تلويث التربة والفرشة المائية القريبة من السطح بخاصة وتبلغ مساحة الاراضي المسقية بمياه السقي والامطار 540 هكتار، فتسرب هذه المياه الى الفرشاة خصوصا القريبة من السطح الفرشة يساعد على عملية التسرب، ومل يجب التاكيد عليه ان ساكنة البادية ليس لهم اي مصدر للماء الشروب سوى المياه الباطنية التي تستغل عن طريق الابار، وحسب دراسة اجراها احد طلاب كلية العلوم بالجديدة لنيل الدكتوراة اجريت مجموعة من التحاليل على بعض مياه الابار القريبة من المنطقة المسقية بالمياه المستعملة، وكانت النتيجة ان 82 في المائة من الابار تتعدى نسبة الكلور المحدد من طرف المنظمة العالمية للصحة وهي 250 ميليغرام في اللتر كحد ادنى و 600
ميليغرام في اللتر كحد اقصى ومعلوم ان ارتفاع نسبة الكلور لا تظهر عواقبها بشكل سريع لكن يكون التاثير على المدى البعيد ويكون ذلك بالثاتير على وظائف بعض الحواس خصوصا حاستي الذوق والشم، اما الصوديوم فان 85 في المئة من الابار التي اجريت عليها التحاليل تتعدى النسبة المحددة من طرف المنظمة العالمية للصحة وهي 150 ملغ في اللتر لتصل الى 1550 ملغ في اللتر وحسب نفس الدراسة العلمية فان هذه الزيادة المفرطة يترتب عنها عواقب صحية تتمثل بالخصوص في مرض ارتفاع ضغط الدم، وبخصوص البوتاسيوم فالمعدل المحدد هو 12 ميليغرام في اللتر وفي المنطقة المدروسة ليس هناك اي بئر يتعدى المعدل الصحي المحدد وبالنسبة للكالسيوم فالمعد المحدد من نفس المنظمة يحدد في 75 في المئة في اللتر و200 ملغ للتر في كحد اقصى ، اما بالنسبة للمنغنزيوم المعدل امحدد في 30 ملغ في اللتر كحد ادنى و150 ملغ كحد اقصى وحسب نفس الدراسة الجامعية ففي المنطقة المدروسة 16 في المئة من الابار تتعدى المعدل المحدد للكالسيوم و22 في المائة من الابار تتعدى المعدل بالنسبة للمنغنزيوم، وكشفت الدراسة ان المعدل المحدد للنتراث من طرف المنظمة الدولية للصحة، وحتى الماء
الذي تتراوح فيه النسبة بين 50 و 100 ملغ في اللتر تبقى متجاوزة بالرغم من بعض الاخطار الطفيفة، لكن على العكس الماء الذي يتجاوز 100 ملغ في اللتر من النتراث يطرح مشاكل صحية حادة ترتبط بالتسممات التي تسببها النتراث بحيث تصيب الكريات الحمراء للانسان وتلتصق بها وبالتالي يصبح دور هذه الكريات في نقل الاكسجين مضطرب كما يمنكنها ان تؤثر على الجهاز الهضمي بالتسبب في سرطان جيني، وفي هذه المنطقة المدروسة 40 في المئة من الابار يتراوح فيها معدل النتراث بين 50 و100 ملغ في اللتر و16 في المائة تحتوي على معدل يتجاوز 100 ملغ في اللتر
تلوث التربة
تلوث التربة الزراعية يعرف حسب الاخصائيين بانه الفساد الذي يصيب التربة الزراعية فيغير من صفاتها وخواصها الطبيعية والكيميائية او الحيوية بشكل يجعلها تئثر سلبا بصورة مباشرة او غير مباشرة على من يعيش فوق سطحها من انسان وحيوان ونبات، ويتوقف التلوث بالتربة الزراعية على نوع التلوث ، صفات الأرض ، الظروف المناخية والعوامل الطبيعية.وقد يكون بصورة فورية مثل الزلازل والبراكين أو بصورة تدريجية مثل استخدام المبيدات والأسمدة المعدنية وإعادة استخدام المياه العادمة فى رى الأراضى، والملوثات التى تختلط بالتربة الزراعية تفقدها خصوبتها حيث تسبب قتل البكتريا المسئولة عن تحليل المواد العضوية الموجودة بالتربة وتثبيت عنصر النتروجين بها، بل قد تحتوى التربة على مكونات بيولوجية قد تكون مسببات أمراض من كائنات دقيقة بكترية وفطرية وبروتوزويه وفيروسيه، وتربات منطقة سيدي بنور عموما تربة طينية غرينية كا تؤكد الدراسات الجغرافية، تتطور على ركيزة طميية رملية رباعية، ويعتبر عنصر التربة المتضرر الاول من التلوث الذي ينتج عن مصنع السكر، التربة التي تعتبر مصدراً للخير والثمار، من أكثر العناصر التي يسئ المصنع لها فى هذه البيئة
بحيث انها اي التربة اول ملتقى للمياه المستعملة في السقي وبالتالي فهذا يؤثر سلبا على خصائصها ويعرضها للتدهورو تلوث التربة الزراعية يعرف بأنه الفساد الذى يصيب التربة الزراعية فيغيرمن صفاتها وخواصها الطبيعية أو الكيميائية أو الحيوية بشكل يجعلها تؤثر سلباً بصورة مباشرة أو غير مباشرة على من يعيش فوق سطحها من انسان وحيوان ونبات، وحسب نفس الدراسة العلمية فان استعمال المياه الملوثة يؤدي الى ارتفاع نسبة الملوحة خصوصا في في المستويات العليا مما يؤدي الى تكوين قشريات من الاملاح على سطح الارض ومن اهم هذ الاملاح نجد الكلور، السلفات، الكالسيوم، الصوديوم، وبالطبع فهذا التركيز الكبير للملوحة له نتائج خطيرة ،خصوصا على المدى البعيد،إذ أن زيادة الملوحة مع كل عملية سقي تؤدي الى عقم التربة وانسداد مسامها الذي قد يؤدي الى اختناق الجذور، بالاضافة الى ان النباتات في هذه الوضعية لا تستطيع امتصاص الماء بالقدر الكافي وبالتلي عدم قدرتها على امتصاص كل الازوت المتوفر في التربة فيتسرب الفائض منه بواسطة الغسل والتصفية التي تقوم بها المياه لتصل الى الفرشة المائية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.