الرباط ونواكشوط نحو شراكة استراتيجية تاريخية في الطاقة والبنية التحتية

تتواصل المفاوضات بين المغرب وموريتانيا بخطى ثابتة بشأن التوقيع على اتفاقية تاريخية تتعلق بمشروع الربط الكهربائي بين البلدين، والذي يُعد خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي في مجال الطاقة، ويمثل دعما كبيرا للبنية التحتية الطاقية في المنطقة، بما يفتح آفاقا جديدة للتكامل الاقتصادي والتنموي بين الدولتين.

ويحمل مشروع الربط الكهربائي أبعادا تقنية واقتصادية بارزة، حيث يسعى إلى تحسين تبادل الطاقة بين المغرب وموريتانيا، وضمان استقرار الشبكات الكهربائية في المنطقة، وتعزيز الاعتماد على مصادر طاقة مستدامة، كما أن هذا المشروع يتجاوز البعد التقني إلى دلالات سياسية عميقة، إذ يُنظر إليه كإشارة قوية على التقارب المغربي الموريتاني، وقد يعتبره البعض خطوة ضمنية نحو اعتراف موريتانيا بمغربية الصحراء، في ظل العلاقات المتنامية بين البلدين.

وعلى صعيد آخر، يقترب المغرب من إتمام طريق جديد يربط مدينة السمارة بموريتانيا بطول 53 كيلومترا، وتحديدا بين جماعة أمكالة ومنطقة بئر أم كرين، حيث وصلت الأشغال في هذا المشروع إلى مرحلتها الأخيرة بوضع طبقة الإسفلت، مما يؤكد الجهود المبذولة لتعزيز الربط البري بين البلدين.

كما يمثل هذا الطريق ثاني ممر حدودي بين المغرب وموريتانيا بعد معبر الكركرات، وسيعزز من حركة التجارة وتسهيل تنقل الأفراد والبضائع، كما يظهر التزام المغرب بتطوير بنيته التحتية في أقاليمه الجنوبية لدعم التنمية المحلية وربطها بالدول المجاورة.

وتأتي هذه المشاريع الكبيرة ضمن رؤية المغرب لتعزيز التعاون مع جيرانه الإقليميين، وخاصة مع موريتانيا، التي ترتبط مع المغرب أواشج الأخوة والدين والتاريخ، وأبعاد استراتيجية مهمة.