تستعد قيادة جبهة البوليساريو عقد إجتماع يوم السبت القادم، الإجتماع وصف من طرف بعض المتابعين والمهتمين بأنه حاسم نظرا لما تعيشه القيادة من إنقسامت وأجواء مشحونة بالتوتر. ويرى بعض العارفين بخبايا الجبهة بإن الإجتماع المقرر هو معد أساسا لمناقشة تاريخ مؤتمر الجبهة، الذي سيأتي وسط وضع إقليمي و دولي جد معقد بالنسبة لقيادة البوليساريو نظرا لما تعرفه قيضة الصحراء من تحولات على مستوى العديد من الدول التي غيرت موقفها حول هذا المشكل الذي عمر خمسة عقود، المصادر تحدثت بأن اتخاذ قرار تأجيل موعد المؤتمر العام للجبهة يعني إضافة سنة لعهدة القيادة الحالية يجسد الإنقسامات داخل هذا الكيان مما يسمح كذلك للبحث عن خليفة لإبراهيم غالي من طرف قيادة الجزائر.
المهتمون بقضية بقضية الصحراء لهم رأي آخر هو أن هذا التطور التنظيمي الذي يرغب في التعجيل بعقد مؤتمر الحبهة في موعده هو يعود الأمر بالأساس إلى مظاهر الإحتقان داخل المخيمات، مع تصاعد الأصوات المنتقدة لقيادة الرابوني وإستمرار نخبة السبعينيات في قيادة التنظيم.
كما لم يخفي مراقبون بأن إجتماع قيادة الجبهة يوم السبت مؤشر على عمق الأزمة التي تعاني منها الحبهة تنظيميا وسياسيا، نتيجة أفق حالك وتغير في المناخ السياسي الدولي الأمر الذي ساهم في ضعف قدرتها إقليميا ودوليا.
وفي ذات السياق أكد أحد معارضي قيادة البوليساريو بأن عدم تمكن "كهول" الحبهة من تقديم لبرنامج وجدول أعمال للمؤتمر أو تاريخ تنظيمه، رغم أن موعده كان متوقعا في النصف الأول من السنة الجارية، هو دليل قاطع على أن قيادة الحبهة تعيش إنقسامات حادة، مما تسبب
في انكماش غير مسبوق في قنوات دعمها السياسية والإعلامية، مقابل حالة من العزلة المتزايدة، خاصة بعد تراجع مستوى التنسيق مع النظام الجزائري، الذي يبدو أنه لم بدأ يوقف إهتمامه الكبير لملف جبهة البوليساريو، كما كان الوضع في مراحل العقود السابقة، بل بدأ يحاول أن يُظهر نوعا من التحفظ في تدبير هذا الملف وبالأخص في جانبه المالي، نتيجة التحولات التي يشهدها المحيط الإقليمي، وتراجع منظمات مدنية عن ضخمة المزيد من المساعدات الإنسانية لفائدة مخيمات الصحراويين التي تعد أي المساعدات أهم الروافد المالية للقيادة الأمر الذي عمق من للاحتقان داخل بنية هذا التنظيم، وزاد من نفوذ مهربي المخدرات التي بلغت حد اختطاف صحراويين كرهائن لتسديد ما بذمة بعض الموالين للقيادة، مما يجعل هذا التنظيم غير قادرا على الإستمرار نتيجة الهزات التي أصبحت تعصف بالنسيج القبلي داخل المخيمات .
لذلك فإن القرار الذي سيتم إتخاذه خلال إجتماع قيادة البوليساريو بغد غد يوم السبت، بداية النهاية للقيادة الحالية.