تستعد عاصمة سوس أكادير لاحتضان فعاليات الملتقى الدولي حول «التنمية البشرية: التجربة المغربية من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية» تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس يومي فاتح وثاني نونبر 2010 ، بمشاركة خبراء وباحثين ومسؤولين يمثلون عددا من المنظمات الوطنية و الدولية والمجتمع المدني و الهيئات المعنية بموضوع التنمية البشرية المستدامة. و يتوخى المغرب من تنظيم هذا اللقاء اقتسام تجربة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، على الرغم من حداثتها، مع مختلف الأطراف المهتمة، ومقارنتها بالسياسات المعتمدة في دول أخرى، وطرحها للنقاش من طرف شخصيات بارزة من عوالم السياسة والاقتصاد والعلوم . ومن المقرر أن تنتظم أشغال الملتقى في إطار جلسة عامة تخصص لدراسة الإشكاليات ذات الطابع الأفقي و ورشات عمل بالنسبة للمواضيع القطاعية المقترح معالجتها من طرف المشاركين. و سيتضمن برنامج الملتقى جلسة عامة خلال اليوم الأول ستنكب على ثلاثة محاور، و هي التنمية البشرية و التنمية المستدامة اذ ستعالج مجموعة عمل متخصصة مختلف تجليات التضارب بين الأهداف المتوخاة من محاربة الفقر و التهميش و الإقصاء و مستلزمات الحياة و الديمومة البيئيتين ، ومحور ثاني حول التنمية البشرية و توزيع الثروات ستعالج أشكال الترابط النظري والعملي بين التنمية البشرية التي تشمل أوجه محاربة الفقر من جهة ومحاربة التفاوتات الاجتماعية من خلال أدوات إعادة التوزيع تكون عادلة على المستوى الاجتماعي ومنتجة على المستوى الاقتصادي. كما ستتناول التجارب الدولية خصوصا التساؤلات المرتبطة بعدالة النظام السوسيوجبائي ومدى فعالية التحويلات النقدية المباشرة والمشروطة والوسائل المتوفرة لمحاربة التفاوتات من حيث القدرات والولوج ، أما المحور الثالث فسيتطرق الى الدور المنوط بالجماعات المحلية خصوصا منها الجهات في مجال التنمية البشرية نظرا لاضطلاع هذه الو حدة الترابية بدور أساسي في مجال التنمية البشرية و تدخلاتها المباشرة المتسمة بالقرب كمتدخل أساسي لتحقيق التحول الاجتماعي المنشود. ويتضمن الملتقى كذلك خمس ورشات حول البرامج المستهدفة أو السياسات الشمولية ،و مؤشرات قياس التنمية البشرية ،و المقاربة عنصر فعالية و تأثير على برامج التنمية البشرية، و الشراكة و الاندماج ، و الانشطة المدرة للدخل. كما ستتم زيارة قرية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و التي ستشيد على مساحة تبلغ 2000 متر مربع بساحة الأمل ، ستمكن من إبراز أفضل المشاريع الاجتماعية للقرب و أحسن الأنشطة المدرة للدخل ب 83 إقليم و عمالة وعمالة مقاطعة بالمملكة . ويستند تنظيم هذه التظاهرة على ثلاث بواعث رئيسية: أولها، الأهمية التي يوليها الشركاء الدوليون من مختلف الأقطار والمنظمات للمبادرة المغربية للتنمية البشرية، و الذين أقروا بجدوى هذه المبادرة وقيمتها كاستراتيجية فعالة في مجال محاربة الفقر والهشاشة والإقصاء، وعبروا عن دعمهم لها. أما الباعث الثاني فيتمثل في الاستجابة للاقتراح المعبر عنه من طرف العديد من ممثلي الدول الإفريقية المشاركة في الملتقى الإفريقي الخامس للجماعات والحكومات المحلية المنعقد بمراكش خلال شهر دجنبر 2009، والذين أبدوا الرغبة في الاستفادة من فلسفة وقيم ومنهجية و حكامة هذا الورش عبر تخصيص ملتقى للتنمية البشرية. في حين يتجسد الباعث الثالث في إرادة السلطات العمومية المغربية في جمع نخبة من الشخصيات الوطنية والدولية وممثلين سامين للحكومات والمنظمات الدولية والأوساط العلمية والنسيج الجمعوي العالمي قصد تبادل الأفكار والتجارب، وإثارة النقاش حول المواضيع الجوهرية المرتبطة بقضية تحتل أهمية قصوى وتعد من قضايا الساعة على المستوى الدولي؛ نقاش بالتأكيد ذو فائدة كبيرة من شأنه أن يساهم في تحسين و اغناء التجربة المغربية، خصوصا ونحن بصدد وضع اللمسات الأخيرة على مشروع برنامج الشطر الثاني من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية للفترة 2011-2015. و تبقى الإشارة الى أن حصيلة الشطر الأول من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية للفترة الممتدة من 2005 إلى 2010 والتي تشرف على نهايتها، تعد جد إيجابية، إذ تم خلالها فتح 22.000 مشروعا استفاد منها مباشرة حوالي 5.000.000 شخص ، شملت مجالات مختلفة ترتبط بتيسير ولوج الخدمات والبنيات التحتية الأساسية والتجهيزات الجماعية، وتحسين ظروف وإطار العيش، وتنمية القدرات، والتكوين المهني، ودعم إحداث أنشطة مدرة للدخل، والحكامة.