في المجلس العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب: الدعوة إلى سلم اجتماعي لمدة خمس سنوات في القطاعين العام والخاص

الطبقة الشغيلة معبأة للدفاع عن الوحدة الترابية وتعزيز المكتسبات الديمقراطية والاجتماعية

عقد الاتحاد العام للشغالين بالمغرب أول أمس بالرباط الدورة العادية لمجلسه العام وذلك في المقر الجديد الذي اقتناه الاتحاد وسط مدينة الرباط قبالة مسجد ملينة. وقد تميزت الجلسة الافتتاحية بحضور رئيس الاتحاد العام وعضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال الأخ حميد شباط والأخ امحمد الدويري عضو مجلس رئاسة حزب الاستقلال وأحد مؤسسي الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، والأخ محمد السوسي عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال والأخ عادل بن حمزة عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال والأخ حمدي ولد الرشيد عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ورئيس بلدية العيون.
وفي بداية هذا اللقاء أعطى الأخ حميد شباط الكلمة للأخ امحمد الدويري الذي عبر عن سعادته بهذا الإنجاز الكبير الذي حققه الاتحاد العام للشغالين باقتنائه لهذا المقر الذي يليق بهذه النقابة المناضلة التي رسخ تأسيسها مبدأ الحرية والتعدد النقابي، وذكر الأخ امحمد الدويري بالمواقف النضالية للاتحاد العام للشغالين بالمغرب منذ أن تأسس سنة 1960 مشيدا بدور هذه النقابة وبمكانتها الاجتماعية والاحترام الذي تحظى به حيث أنه إبان تأسيسها أسندت للأخ امحمد الدويري رئيسها وزارة الاقتصاد الوطني والمالية.
وذكر الأخ امحمد الدويري بالدور الذي يضطلع به الاتحاد العام للشغالين بالمغرب في الحفاظ على المكتسبات والتصدي لكل ما يحيكه أعداء الوطن ضد المغرب.
بعد ذلك تناول الكلمة الأخ محمد السوسي عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال الذي هنأ في بداية كلمته الاتحاد العام للشغالين بالمغرب على هذا المكسب الهام، وأكد أن الاتحاد العام للشغالين بالمغرب يجسد النضال النقابي الأصيل المرتبط بالشعب المغربي في السياسة وتنظيم البلاد وإرساء الديمقراطية. وأشار الأخ محمد السوسي أن الاتحاد العام للشغالين كفكرة له نفس جذور الحركة الوطنية التي ترجع إلى الثلاثينيات من القرن العشرين.
وأشاد الأخ محمد السوسي بمبادرة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب بالاهتمام بالجانب الثقافي من خلال إنشاء مكسبه في مقره الجديد، واعتبر أن هذا هو النهج الذي سارت عليه الحركة الوطنية منذ نشأتها حيث كان هدفها هو محاربة الجهل والامية كطريق لكل تقدم.
ثم تناول الكلمة الأخ حمدي ولد الرشيد عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ورئيس بلدية العيون الذي عبر عن شرفه لحضور هذا اللقاء النقابي الهام كما شكر الأخ حميد شباط ونقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب لصمودها وكذا وقوفها إلى جانب المجلس البلدي للعيون كما أكد على أهمية هذه النقابة باعتبارها احدى دعامات حزب الاستقلال.
ثم أكد على اعتزازه واعتزاز كل المغاربة بوطنيتهم وتاريخهم وثوابتهم المتجسدة في شعار المغاربة الخالد الله الوطن الملك.
ومن جهته ذكر الأخ حميد شباط رئيس الاتحاد العام للشغالين بالمغرب بالأجواء التي ينعقد فيها هذا الجمع العام، كما أشار إلى مختلف الملفات النقابية المطروحة والمرتبطة بتحسين الأوضاع الاجتماعية للشغالين بالمغرب في كل القطاعات معتبرا أن السلم الاجتماعي مكسب أساسي للشعب المغربي والذي تعمل نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب من أجل ترسيخه عبر رؤية جديدة للعمل النقابي من خلال ابتكار صيغ جديدة للاحتجاج واعتبار الاضراب آخر حل يمكن أن تلجأ إليه الشغيلة لحل مشاكلها مركزا على أهمية الحوار في هذا الصدد.
وفي الاخير أصدر الجمع العام بيانا دعا فيه إلى التعبئة الشاملة من أجل صيانة الوحدة الترابية والدفاع عنها. وكذا تعليق كل الأشكال الاحتجاجية والدعوة إلى عقد يضمن السلم الاجتماعي لمدة خمس سنوات.
وأكد أخيرا استعداد الاتحاد العام للشغالين بالمغرب على الدفاع عن القيم الديمقراطية. وهذا نص البيان الذي أصدره المجلس العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب:
عقد المجلس العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب دورته العادية بمقره المركزي الجديد بالرباط يوم السبت 05 فبراير 2011 وأصدر البيان التالي:
إن المجلس العام بعد استماعه لعرض الأخ الكاتب العام حميد شباط الذي حلل فيه مختلف الأوضاع والمتغيرات الكبرى والعميقة التي عرفتها وتعرفها الساحة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والنقابية وما حملت به هذه الأوضاع من إكراهات بل وفاجعات إن على مستوى المغرب أو على مستوى الوطنين المغاربي أو العربي وأيضا على المستوى الإفريقي بما شهدته هذه البلاد جميعا وتشهده من تحولات جذرية وتشكلات كانت عليها إشارات بل وإرهاصات لإستيفاء شروطها القبلية والاستمرار في التعامل مع تلك الشروط بكل التجاهل بل وبكل الاستخفاف حتى أفضت إلى ما أفضت إليه.
إن المجلس العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب بعد استماعه أيضا لمختلف العروض المتعلقة بالشأن والممارسة النقابيين من مختلف المتدخلين من الاتحادات والجامعات والنقابات الوطنية، وبعد مناقشته وتحليله لهذه العروض بكل جدية ومسؤولية بعيدا عن كل تسرع أو انفعال، وبعد الاستماع إلى البيانات المتعلقة بكل من التسيير والتدبير والتكوين والتثقيف والعلاقات الخارجية وخاصة في شقها المرتبط بالدبلوماسية النقابية وفق المقاربة العملية التي قررها وأخذ في تطبيقها الاتحاد العام لصالح القضية الوطنية الأساس.
إن الاتحاد العام بعد استماعه وتحليله لكل هذه العروض أصدر البيان التالي:
1- يحيي الاتحاد العام للشغالين بالمغرب المجهودات الجبارة التي بذلها ولايزال يبذلها الأخ الكاتب العام لسد الفراغ الهائل والعجز الذي عانت منه المركزية في موضوع المقرات وعلى رأسها المقر المركزي.
والمجلس العام بذلك يسجل اعتزازه بهذا الانجاز المعلمة الذي سيكون دعما لوجيستيكيا أساسيا في مسيرته النقابية يتمكن به أكثر من أداء مهامه وفق ماقرره في مؤتمره الوطني التاسع وهو تطوير العمل والأداء النقابيين وفق متطلبات الفاعلية والنجاعة الضروريتين.
2- إن المجلس العام وهو يحتفل أيضا بمناسبة انعقاد دورته العادية هذه بمرور عامين كاملين على مؤتمره الوطني الأخير ليسجل بكل افتخار كافة الانجازات والمواقف التي كانت له بالحضور والمساندة والنضالات والتواصل مع مختلف مكوناته وكذلك مع مختلف الفاعلين الاقتصاديين والسياسيين والاجتماعيين.
3- إن المجلس العام وهو يعبر مجددا عن قلقه العميق وألمه الكبير لما أدمى ويدمي جسم أمتنا العربية، إذ يعلن تضامنه مع الشعوب فإنه يقدر أن اختيار الشارع لحسم الخلافات السياسية ورفع مطالب الإصلاح، قد لايكون سوى صورة من صورة اليأس الكبيرة التي تغيب الشروط التاريخية الأخرى الضرورية لبناء التغيير، بل قد تتحول مثل هذه الرهانات إلى خدمة أجندات داخلية وخارجية لاتعمل سوى على رهن مصير شعوب المنطقة، خاصة وأن الأنظمة المطالبة اليوم بالمغادرة هي نفسها التي جاءت على صهوة الثورة وشعارات وآمال عريضة.. إن تشرذم الصف الديمقراطي وقوى التغيير الحقيقية هو الذي يدفع الشباب إلى اليأس، وتعمد المس بكرامة المواطنين والحجز عليهم في كل محطة إنتخابية يساهم في دفع الناس للشارع، الذي لا تكون نتائجه دائما في صالح الشعوب، وهذا هو الدرس الذي تقدمه تجارب منطقتنا العربية والاسلامية.
إن الاتحاد العام وهو يستحضر هذا السياق الاقليمي والجهوي الذي تنعقد فيه الدورة، يؤكد على ما يلي:
1 التجند والتعبئة الكاملة لشغيلة الاتحاد العام من أجل صيانة الوحدة الترابية والدفاع عن مشروع الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية وراء جلالة الملك.
2 يوجه تحية لصمود أهالينا في الأقاليم الجنوبية في وجه المؤامرات التي تستهدف الوحدة الترابية والمس بمعنوياتهم، ويؤيد في هذا الإطار كل المبادرات التي يتخذونها لخدمة الوحدة الترابية.
3 التجند وراء جلالة الملك لتحقيق الاصلاحات الضرورية لمواصلة العملية التنموية وتحقيق انعكاساتها على الواقع الاجتماعي للشغيلة المغربية.
4 يعلن تعليق كل الأشكال والمبادرات الاحتجاجية، والاستمرار في دعوة الحكومة وأرباب العمل إلى عقد اجتماعي جديد يعلن سلما إجتماعيا لمدة خمس سنوات، بإلتزامات معلنة وموقعة بين جميع الأطراف، في مختلف القطاعات سواء القطاع العام أو الخاص.
5 دعوة جميع القوى الاجتماعية إلى بحث صيغ جديدة للتعبير عن الاحتجاج بشكل مختلف عن الصيغ التقليدية على أن يكون تعطيل الانتاج من خلال الإضراب هو آخر حل، وذلك للمساهمة في عدم المساس بقدرات بلادنا الانتاجية وكذلك تشجيع الاستثمارات الخارجية والداخلية.
6 التذكير بخلاصات المؤتمر الوطني الذي اعتبر أن العامل والمشغل هما وجهان لعملة واحدة هي الإنتاج وبالتالي التنمية.
7 يحذر من الإستمرار في المساس بالتعددية الحزبية والسياسية ودفع الناس والطبقة السياسية لليأس وبالتالي الوقوع رهينة منطق الشارع.
8 يعلن استعداده الدائم للدفاع عن القيم الديمقراطية وتجسيدها على أرض الواقع.
9 يعلن تجديد تضامنه مع الشباب المعطل ويدعو أرباب العمل والدولة إلى البحث عن حلول غير تقليدية لفك هذه المعضلة واستثمار كفاءات الشباب المغربي، بما ينعكس إيجابا على الحاضر والمستقبل.
10 يدعو إلى الإسراع بإخراج القانون التنظيمي للنقابات وفق روح العدل والتساوي في الحقوق والواجبات والجزاءات بين كل الأطراف: العمال وأرباب العمل.
11 يدعو إلى إخراج قانون التعويض عن فقدان الشغل.
12 يزكي ويبارك النهج التنسيقي في العمل النقابي.
الرباط 05 فبراير 2011
المجلس العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب