اللقاء التواصلي الذي جمع ثمانية من قياديي حزب الاستقلال يتقدمهم الأمين العام الأخ حميد شباط أول أمس السبت بساكنة و مناضلي إقليم فجيج ببوعرفة شكل فرصة ذهبية للوقوف عن كثب على واقع مغاربة المغرب العميق و المهمش و حملت من الدلالات السياسية ما يستفز و يسائل السياسة الحكومية الفاشلة في تدبير المعيش اليومي لاقليم يتربع على مساحة تناهز 60 ألف كيلومتر مربع . ساكنة الاقليم المشكلة أساسا من القرويين تعكس مثالا صارخا و عجيبا في قوة التحمل و الصبر و التشبث بالوطن و الصمود رغم قساوة الطبيعة و المناخ و فعل التهميش المركب . إقليم فجيج و منذ أربعة عقود يتعايش مع إيقاع الجفاف المركب و يكتوي بنار العزلة و الكسابة الرحل يقطعون في فيافيه الممتدة و القاحلة أحيانا أربعين كيلومترا يوميا للتزود بمؤونة ماء الشرب . إقليم فجيج يزخر بفرشات مائية باطنية مهمة وواعدة لكن مشاريع مخطط المغرب الأخضر أخطأت موعدها مع المنطقة . إقليم فجيج لم يبخل بشيء من أجل الوطن و ظل لقرون تلك القلعة الحدودية الأبية التي تقف صامدة في وجه أطماع الجيران بالشرق لكن في مقابل كل هذه التضحيات لا زال يعيش عزلة إقتصادية و إجتماعية قاتلة و يمثل عالة على جهة يتقدم شمالها بخطى حثيثة في حين ما زال جنوبها يراوح مكانه في سلم التهميش . البطالة تضرب أطنابها في وسط شريحة شباب الاقليم مسجلة نسبا قياسية و الوضع الصحي كارثي بلسان المنتخبين المحليين و النشاط المعدني الذي ظل منذ عهد الحماية يشكل المتنفس الاقتصادي الوحيد للساكنة يعيش إحتضارا بطيئا و مؤلما بفعل التدبير المختل . الجار الشرقي لاقليم فجيج لا يفتىء منذ عقود يتربص بثروات و أراضي الاقليم الشاسع و يغتصب أجزاء منها بشكل بشع و متعمد و الساكنة بالاقليم و رغم قساوة الظروف و ضغط الاهمال و التهميش و العزلة تقاوم دون أن تتخلى عن إنتمائها لهذا الوطن و غيرتها على مصالحه و دفاعها المستميت عبر الحقب والأجيال عن ثوابته و مقدساته . آن الوقت ليعاد الاعتبار لاقليم فجيج الشاسع و لساكنته التي تعاني شظف العيش و ظلم ذوي القربى و مع ذلك لا تتخلى عن عفتها و صبرها و كرمها و أنفتها . حضور وفد من قيادة الحزب أول أمس لعاصمة الاقليم من أجل الاستماع الى نبض ساكنته و إلتقاط صدى أهاته بقدر ما يشكل حدثا تاريخيا فإنه يستنهض همم المنتخبين و المسؤولين و الحكومة لتنفض الغبار المتراكم على ملفات تنمية الاقليم و فك طوق العزلة و التهميش الظالمين عنه . ساكنة الاقليم سددت ما عليها من واجبات تجاه الوطن و إستماتت في الدفاع عن وحدته الترابية و رفعت صوتها صارخا كلما تربص بحدوده المتربصون ووهبت أرواح العديد من أبنائها فداء له و من حقها اليوم بعد عقود من التهميش أن يكون لها مكان من مغرب التنمية و رقعة ولو صغيرة في مخططات التنمية , لا يمكن أن تستقيم عجلة النمو بالجهة الشرقية للمملكة و لا يمكن أن تواكب ركب باقي أجزاء المغرب الواحد إذا ظل أكثر من النصف من مساحة ترابها معزولا و مهمشا و محروما الى هذه الدرجة من البؤس و الفاقة و قلة ذات اليد . المغرب بكامله مدعو الى التضامن مع جزء لا يتجزأ منه و وضع حد لمعاناة 120 ألف من المغاربة الذين ما زالوا يقطعون أزيد من 300 كلم من أجل الاستشفاء و يتعايشون مع واقع البطالة المركبة في غياب أي نواة للمشاريع الانمائية المستدامة . من واجب الحزب و هيئاته و منتخبيه أن يتبنوا صرخات و مطالب ساكنة الاقليم الغائب عن عجلة النمو و من واجب الحكومة أن تعترف و تقر بكل شجاعة و موضوعية أنها أهملت بما فيه الكفاية واجبها و مسؤولياتها تجاه جزء من المغاربة ممن لم يصل اليهم و لو النزر القليل من مشاريع التهيئة و التأهيل . من حق ساكنة إقليم فجيج الأبية أن تثور على هذا الوضع المأساوي الذي طال أمده و حتما سنجد وسط كل هذا عذرا للنائب الاستقلالي للاقليم الأخ جنفي الذي أعلنها صارخة مدوية أول أمس أمام قيادة الحزب و أمام ساكنة بوعرفة أنه يفكر جديا في الاستقالة من مهامه النيابية لأنه لم يعد لم ما يقدمه لناخبيه غير الوعود و الصرخات . لقد بلغ السيل الزبى في إقليم فجيج نعلنها بدورنا صارخة فهل تستجيب الحكومة لصرخة الاقليم المنسي . اللهم قد بلغت اللهم فأشهد