بورصة الدار البيضاء تغلق على ارتفاع    ارتفاع حصيلة قتلى انهيار عمارة فاس    توقعات أحوال الطقس ليوم غد السبت    مجموعة برلمانية تدعو إلى بلورة استراتيجية وطنية شاملة ومندمجة خاصة بالذكاء الاصطناعي    رئيس الجمعية الوطنية الموريتانية يدعو إلى التركيز في التعاون مع المغرب على القطاعات التنموية الاستراتيجية    مقاولات مغربية تفوز بأغلب صفقات إنجاز الطريق السيار القاري الرباط – البيضاء    تنفيذا للتعليمات الملكية السامية.. لوديي يستقبل وزير الدفاع بجمهورية كوت ديفوار    علاء اللامي يكتب: ردا على المقولة المتهافتة «فوز مرشح ترامب» لباباوية الفاتيكان    مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تشارك في خطة أميركية لتوزيع المساعدات في غزة    باير ليفركوزن يعلن رحيل تشابي ألونسو نهاية الموسم    أخبار الساحة    السعودية تشارك في معرض الدوحة للكتاب ب 10 آلاف إصدار دعوي وتوعوي    عمال النظافة بطنجة يحتجون ضد شركة "أرما"    استئنافية البيضاء تُحدّد تاريج جلسة أخرى لمواصلة مناقشة ملف قضية "اسكوبار الصحراء"    تحريض على القتل الممنهج والإعدام يورط هشام جيراندو في قانون الإرهاب    بنعلي: المغرب أحدث رسميا ثماني محميات بحرية موزعة على طول سواحله المتوسطية والأطلسية    الدار البيضاء.. توقيف شخصين بحوزتهما 2236 قرص مهلوس و23 غراما من الكوكايين    مطالب برلمانية برفع قيمة المنحة الجامعية    الصويرة تحتضن الدورة الثالثة من المعرض الوطني للنزعة الخطوطية    بعد تتويجه بجائزة أحسن ممثل.. البخاري: المسار مستمر رغم المكائد    ندوة وطنية تكريما لسعيد حجي: المثقف والوطني    مهرجان ربيع الشعر الدولي بآسفي في دورته الثالثة يكرم محمد الأشعري    "الفراقشية" يضخون الأغنام المدعمة في السوق    أسرة أم كلثوم تستنكر استخدام الذكاء الاصطناعي لتشويه صوت "كوكب الشرق"    "انبعاثات" تضيء ليالي مهرجان فاس    أجواء معتدلة غدا السبت والحرارة تلامس 30 درجة في عدد من المدن    نائبة أخنوش تعتذر عن إساءتها لساكنة أكادير.. وممثل ال "العدالة والتنمية" في أكادير يطالب "الرئيس الغائب" بتحمل مسؤليته    كوسومار تستهدف 600 ألف طن سكر    باكستان تعلن إسقاط 77 طائرة مسيّرة هندية خلال يومين    مجلس المنافسة يحقق في تواطؤ محتمل بين فاعلين بسوق السردين الصناعي دام 20 عامًا    "نقابة FNE" تكشف تفاصيل الحوار    صلاح يفوز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي للمرة الثالثة    نصف قرن في محبة الموسيقار عبد الوهاب الدكالي..    حكيم زياش يتصدر العناوين في قطر قبل نهائي الكأس    منتدى البحر 2025: رهانات حماية المحيطات والتنوع البيولوجي البحري محور نقاش بالجديدة    سؤال في قلب الأزمة السياسية والأخلاقية    انعقاد الاجتماع الوزاري المقبل للدول الإفريقية الأطلسية في شتنبر المقبل بنيويورك    سباق اللقب يشتعل في الكامب نو والكلاسيكو يحدد ملامح بطل الليغا    البطولة الاحترافية.. الجيش الملكي يتشبث بمركز الوصافة المؤهل إلى دوري أبطال إفريقيا    برلماني يطالب باختصاصات تقريرية لغرف الصناعة التقليدية    بطولة ألمانيا.. ليفركوزن المجرّد من لقبه يواجه مستقبلا غامضا    الذهب يصعد وسط عمليات شراء وترقب محادثات التجارة بين أمريكا والصين    كيم جونغ يشرف على تدريبات نووية    8 قتلى و7 جرحى في حادث انهيار منزل من 4 طوابق بفاس    في ظل استمرار حرب الإبادة في غزة وتصاعب المطالب بوقف التطبيع.. إسرائيل تصادق على اتفاقية النقل البحري مع المغرب    "مؤثِّرات بلا حدود".. من نشر الخصومات الأسرية إلى الترويج للوهم تحت غطاء الشهرة!    عملة "البيتكوين" المشفرة تنتعش وسط العواصف الاقتصادية العالمية    عامل إقليم الدريوش يترأس حفل توديع حجاج وحاجات الإقليم الميامين    لقاح ثوري للأنفلونزا من علماء الصين: حماية شاملة بدون إبر    الأميرة للا حسناء تقيم بباكو حفل شاي على شرف شخصيات نسائية أذربيجانية من عالم الثقافة والفنون    الصين توقف استيراد الدواجن من المغرب بعد رصد تفشي مرض نيوكاسل    لهذا السبب .. الأقراص الفوّارة غير مناسبة لمرضى ارتفاع ضغط الدم    دراسة علمية تكشف قدرة التين المغربي على الوقاية من السرطان وأمراض القلب    تشتت الانتباه لدى الأطفال…يستوجب وعيا وتشخيصا مبكرا    إرشادات طبية تقدمها الممرضة عربية بن الصغير في حفل توديع حجاج الناظور    كلمة وزير الصحة في حفل استقبال أعضاء البعثة الصحية    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حزبا الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ينظمان تجمعا وطنيا حاشدا إحياء للذكرى السبعين لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال
الحزبان امتداد متجدد للحركة الوطنية في مسيرة النضال الديمقراطي وتحقيق العدالة الاجتماعية واسترجاع مختلف المناطق المغتصبة
نشر في العلم يوم 12 - 01 - 2014

نظما حزبا الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مساء يوم السيت 11 يناير 2014 بالرباط، تجمعا وطنيا حاشدا إحياء للذكرى السبعين لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال،عرف حضورا قويا لمناضلي وأطر الحزبين وعدد كبير من قدماء المقاومين والفنانين والرياضيين ورجال الثقافة والفكر الصحافة الإعلام . وانطلقت فعاليات هذا التجمع بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ثم ترديد النشيد الوطني والعديد من الأغاني الوطنية.
وتميز هذا التجمع الجماهيري الحاشد بالكلمتين الهامتين التي ألقاهما كل من الأستاذ حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال والأستاذ ادريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، واللتين أكدا فيهما على أهمية العمل المشترك في سبيل الاستقلال والحرية والكرامة والديمقراطية، ونبها إلى خطورة التحديات الكبرى التي تواجه بلادنا، خصوصا في هذه المرحلة الدقيقة التي يحاول فيها تجار الدين تقويض جميع المكتسات التي حققها الشعب المغربي بفضل نضال قواه الوطنية والديمقراطية، إلى جانب المؤسسة الملكية، حيث ينهج الحزب الذي يقود الحكومة أساليب التسلط والطغيان التي سادت في الماضي، ويهدد المغرب بالانزلاق نحو المجهول .
وأبرززعيما حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكية للقوات الشعبية ،أهمية الدلالات التي تمثلها وثيقة المطالبة بالاستقلال كحدث تاريخي بارز في نضال الشعب المغربي،مؤكدان أن الحزبين امتداد متجدد للحركة الوطنية، حيث يواصلان النضال من أجل ترسيخ البناء الديمقراطي، وتحقيق العدالة الاجتماعية، واسترجاع مختلف، المناطق المغربية المغتصبة ..
وأكد القائدان أن العمل المشترك بين أفراد الحركة الوطنية إلى جانب جلالة الملك كان دائما في مصلحة الشعب، حيث تتحقق المزيد من المكتسبات،والعكس هو الذي يحص دائما، عندما يغيب هذا العمل المشترك ..
وفي ختام هذا التجمع الوطني الكبير تم تكريم عدد من رجالات المقاومة الذين أبلوا البلاء الحسن خدمة لمصالح الوطن والشعب المغربي ، ويتعلق الأمر بالإخوة الأفاضل محمد منصور،و سعيد أجار، وإدريس بن بوبكر،ومحمد المسطاسي العيساوي، ومولاي محمد العراقي، وعبد الله الزجلي.
استحضار العبر
وقد تناول الكلمة الأستاذ حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال، بهذه المناسبة، مشيرا إلى أنه في مثل هذا اليوم من سنة 1944،توجه وفد من حزب الاستقلال بقيادة أمينه العام المجاهد الحاج "أحمد بلافريج" إلى القصر الملكي بالرباط ليقدم إلى الأب الروحي للمغاربة جلالة السلطان محمد بن يوسف تغمده الله بواسع رحمته، عريضة المطالبة باستقلال المغرب،وفي نفس اليوم كانت هناك وفود من الحزب في اتجاه الإقامة العامة وإلى كل من القنصلية الأمريكية والقنصلية البريطانية، كما تم إرسال نسخة من العريضة إلى ممثل الاتحاد السوفياتي في الجزائر.
وأوضح حميد شباط أن حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إذ ينظمان هذا التجمع الكبير بمناسبة الذكرى السبعين على تقديم هذه العريضة، والذكرى الثمانين على تأسيس النواة الأولى لحزب الاستقلال المتمثلة وقتئذ في كتلة العمل الوطني، فمن أجل الترحم على أرواح شهداء هذه المرحلة التاريخية الحاسمة ورفاقهم في درب النضال الوطني ، وفي نفس الوقت نتوسل إلى العلي القدير أن يمتع بالصحة والعافية وطول العمر لمن ينتظر منهم وفي مقدمتهم المجاهد سيدي محمد العيساوي المسطاسي أطال الله عمره،وكذلك من أجل استحضار العبر العميقة والدفينة من روح هذه العريضة، خصوصا لمن هم في حاجة لهذا الاعتبار.
وأبرز الأخ الأمين العام أن وثيقة 11 يناير 1944، كانت إحدى أقوى المدافع التي وجهها حزب الاستقلال إلى نظام الحماية الظالم، معلنا بذلك مطلب الشعب المتمثل في الاستقلال أولا، والاستقلال ثانيا، والاستقلال ثالثا، مؤكدا أن هذه الوثيقة المجيدة، عكست أيضا، وعي الآباء المؤسسين بأهمية إقامة النظام الديمقراطي، حيث إن مطلبي الاستقلال والديمقراطية هما وجهان لعملة واحدة في منطوق وثيقة 11 يناير 1944 .
الخطر الذي يهدد النظام الديمقراطي
وقال الأمين العام لحزب الاستقلال إن وثيقة 11 يناير 1944 هي "وثيقة المستقبل"، لأن النظام الديمقراطي الذي ناضلت من أجله القوى الوطنية، والذي عرف مسار بنائه تحولا تاريخيا بعد خطاب 09 مارس، وإقرار دستور فاتح يوليوز، يتعرض اليوم لخطر كبير، وهو خطر الهيمنة،خطر تكميم الأفواه، وخطر توظيف الدين لخدمة أجندة سياسية إقليمية،وخطر الانقلاب على الدستور،خطر تدمير الأحزاب السياسية وشيطنة المخالفين في الرأي.
وأوضح حميد شباط إن سياسة الحكومة الحالية، ورئيسها تشكل خطرا جديا على التجربة الديمقراطية في المغرب، لذلك فإن استحضار ذكرى 11 يناير اليوم،لا يمكن إلا أن يزيد في عزيمتنا وقوتنا لمواجهة خطر الانقلاب على الدستور، الذي يقوده رئيس الحكومة وحزبه.
وأبرز الأمين العام لحزب الاستقلال إن تخليد ذكرى 11 يناير،ذكرى التحدي،ذكرى الصمود،ذكرى بداية النصر الكبير،لا يمكن أن يتم، دون استحضار ذلك الإرث المذهبي والمرجعية الفكرية للحركة الوطنية، وفي مقدمته ؛إسلام الوسطية والاعتدال،والسلفية الإصلاحية،معبرا في هذا السياق،عن الإدانة القوية لكل دعاوى التكفير، التي تتحالف موضوعيا مع قوى التطرف الدعوي، في سعيها للنيل من المكتسبات الديمقراطية التي حققتها بلادنا وفي مقدمتها مكسب حرية الرأي والتعبير، مشيرا إلى أن خطر أصوات التكفير والتعصب، يماثل خطر توظيف حركة دعوية لتحقيق مآرب سياسية من طرف الحزب الحاكم،وهي حركة تعد امتدادا للتعصب الديني، الإقليمي، لم يعد اليوم مقبولا أن تقوم باستغلال الدين ودور العبادة من أجل الدعاية الانتخابوية لمشروع سياسي مدمر،وذلك لأنها تسيء إلى نبل العمل الدعوي الذي يتعين أن ينشغل أساساً بالمساهمة في التأطير الديني للمغاربة والمغربيات في إطار الثوابت الدينية للأمة .
وثيقة المطالبة بالاستقلال تنتمي للمستقبل
وأكد حميد شباط أن تخليد ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، يتجاوز في عمقه اليوم، أبعاد الوفاء والإخلاص والتشبث الدائم بالمرجعية المذهبية للحركة الوطنية المغربية، لأنها وإن كانت إحدى وثائقنا النفيسة التي كتبت في الماضي، إلا أنها تنتمي إلى المستقبل، مستقبل الأمة المغربية الحرة،مستقبل التراب الوطني المحرر، مبرزا أن تلك الوثيقة،كانت صيحة تحدي الوطنية لقوى التوهم والاستعمار، ولحظة التحول الكبرى في رؤية وعمل المجاهدين الوطنيين الكبار،وهي وثيقة تنتمي إلى المستقبل، لأن كفاحنا مستمر دفاعا عن صحرائنا التي تواجه منذ 40 سنة، مؤامرة المخابرات العسكرية الجزائرية، وهو كفاح صلب نابع من إجماع الأمة، بقيادة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله.
وأضاف الأمين العام لحزب الاستقلال، قائلا إن استمرار الاحتلال الاسباني والجزائري لأراضي مغربية، هو أيضا ما يجعل وثيقة 11 يناير 1944، وثيقة المستقبل منها،ومن تضحيات الموقعين عليها، نستمد عزيمة النضال من أجل تحرير سبتة ومليلية والجزر الجعفرية.. ومنها أيضا سنستمر في مطالبة النظام الجزائري بالجلاء عن الأراضي المغربية؛ تندوف،كلوم بشار،تيديكلت،القنادسة،وحاسي بيضا، وكل الأراضي المحتلة في شرق البلاد.
وأبرز حميد شباط أن فكرة الإصلاح التي تحاول الحكومة اليوم، احتكارها بشكل يائس وتوظيفها مطية لنيل الشرعية الشعبية، كانت إحدى الدعامات الكبرى التي تخللت نقاشات جيل الآباء المؤسسين وهم يتداولون في مضامين وثيقة 11 يناير المجيدة،وكانت خلاصتهم الأساس بعدما لاحظوا التفاف قوى الاستعمار على مطالب الشعب المغربي، التي قدمها الرواد الأوائل والنواة الأولى لكتلة العمل الوطني، إلى الإقامة العامة سنة 1934،حيث لا إصلاح حين تغيب الحرية ويتم تكبيل الإرادة الشعبية،ذلك أن فكرة الإصلاح،والإرادة الوطنية الصادقة من أجلها،كانت أحد المضامين القوية لوثيقة 11 يناير المجيدة، ومنذ تلك اللحظة شقت بلادنا مسارها من أجل التنمية والوحدة والديمقراطية والتعادلية...
وذكر الأمين العام لحزب الاستقلال تجار الدين وحماة الفساد والمفسدين بأن مسار الإصلاح بدأ في هذه البلاد منذ عقود، ودفعت في سبيله نساء ورجال أحزاب الحركة الوطنية التضحيات الجسام؛ من المنافي، ومن السجون، ومن الاعتقالات والمتابعات،مؤكدا في لحظة الوفاء هاته، معاهدة الله على مواصلة مواجهة "دعاة الإصلاح"، وما هم بمصلحين، وعلى مواجهة "دعاة مكافحة الفساد"، وهم أكبر المفسدين.
مواصلة مسيرة النضال
وقال حميد شباط إن مسيرة النضال ستتواصل من أجل تحرير الإنسان المغربي من كل أشكال المعاناة التي يئن تحت وطأتها، حيث الفساد زاد استفحالا والبطالة عمت مختلف الفئات الشعبية، وخاصة في صفوف الطلبة والشباب، والفقر تضاعفت وتيرته بالزيادات الفاحشة في الأسعار وتدهورت القدرة الشرائية بشكل كبير جراء السياسة الاقتصادية غير العادلة والضرائب غير المنصفة، ناهيك عن الظواهر الاجتماعية القاسية من بؤس وحرمان وتشرد وتسول وجرائم، والتي أصبحت كلها تقض مضجع المواطنين والمواطنات، مبرزا أنه عوض أن يقوم رئيس الحكومة بتنفيذ وعوده الانتخابية، التي تبخرت بتربعه كرسي الرئاسة المريح والمزيح، تفنن في قمع كل الفئات الاجتماعية، وأدار ظهره لكل انتقاد بناء، إلى درجة قطع أصوات ممثلي الشعب في مجلس المستشارين ...
وقال حميد شباط إنه تجتمع اليوم،أطراف الحركة الوطنية من حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي وكل شرفاء هذا الوطن، فمن أجل إنقاذ الشعب المغربي من كل ما يراد به من انحراف وإذلال وتفقير وتهميش، وأضاف أن التاريخ عودنا أن وحدة الحركة الوطنية المغربية إلى جانب العرش المغربي، تنتج كل الخير لهذا الوطن الأمين، وهو شعار هذا اللقاء الذي يعتبر منطلق البرنامج الحافل الذي يخلده حزب الاستقلال بمناسبة مرور ثمانين سنة على تأسيس نواته الأولى، وفي نفس الوقت نقطة انطلاق لمشروع الدراسة الاستشرافية برسم العشرية القادمة التي تشكل سابقة في تاريخ الحياة الحزبية الوطنية..
الإفلاس السريع لمشروع التطرف
وأبرز حميد شباط أن الإفلاس السريع لمشروع التطرف في المنطقة وفي عدة أقطار، يؤكد أن الغمة الحكومية في بلادنا ستنفرج قريبا، لأن الشعب المغربي، لا يمكن أن يخدع مرتين، و" المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين"، مشيرا إن الصراع السياسي في بلادنا اليوم واضح المعالم؛فهنا الأحزاب الوطنية، التي انتصرت دوما للوطن، ولقيمه وثوابته ومقدساته وشعبه، وهناك "حزب الحركة، وحركة الحزب"، حيث الولاء لتيار التعصب الديني العالمي، والسعي لتفكيك الدولة، وإثارة الفتنة بين مكونات الأمة المغربية التي عاشت لقرون في سكينة.
وختم الأمين العام لحزب الاستقلال كلمته بقوله "لقد واجهنا الدولة الاستعمارية، وانتصرنا،وواجهنا الدولة المستبدة بعد الاستقلال وانتصرت الديموقراطية، ونواجه اليوم قوى التطرف والتعصب وسننتصر...نعم سننتصر بإذن الله، مصداقا لقوله تعالى :" إن يعل الله في قلوبكم خيرا يوتيكم خيرا " صدق الله العظيم ".
استمرار المسيرة النضالية للحركة الوطنية
وتناول الكلمة ادريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، موضحا أن الاحتفال بشكل مشترك بين حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية،بالذكرى السبعين لتوقيع وثيقة المطالبة بالاستقلال، التي تؤرخ لحقبة هامة في حياة الشعب المغربي،سيشكل هو بدوره محطة تاريخية في هذه المسيرة النضالية، ويؤكد استمرارية الحركة، التي خرجت من رحم هذه الأمة لتحقيق استقلالها وحريتها.
وأبرز ادريس لشكر أن هذه الوثيقة ركزت على ارتباط الشعب المغربي بالملك،وأكدت على الحريات الديمقراطية،وأنها توافق جوهر مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف،مشيرا إلى أن استعمالها لكلمة ''جوهر'' ديننا الحنيف،تأكيد على روح التجديد الذي كان من رواده مثقفون وعلماء متنورون،ارتبطوا بثقافات نهضوية، وقفت في كل العالم العربي،ضد الرجعية الطرقية والدعوات الظلامية،التي أغرقت هذه المنطقة من العالم في التخلف والجمود والانعزال،وكانت أحسن حليف للاستعمار، بل خرج منها عملاء وخونة،ساعدوا على التقسيم وعلى التجزئة.
وقال ادريس لشكر إن حزبي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب الاستقلال،هما امتداد متجدد للحركة الوطنية، سواء على مستوى الرموز والشخصيات التي تشكلت منها قيادتهما،أو على مستوى الخط السياسي والإديولوجي،الذي ظل متشبثا بثوابت هذه الحركة في بناء الدولة الوطنية على أساس مبادئ الحرية والديمقراطية والتشبث بجوهر الإسلام وبالملكية الإصلاحية،مضيفا أن التوافق والتنسيق بين مكونات الحركة الوطنية الديمقراطية،كان اكبر ضمانة لنجاح حركة الشعب المغربي في التحرر من الاستعمار وفي التصدي لكل محاولات التقسيم ومؤامرات ضرب السيادة المغربية،مبرزا أنه كلما حصل انسجام بين هذه الحركة وبين الملكية،كلما تقدمت بلادنا وتغلبت على التحديات، وأنه كلما ضعف أو اضمحل التنسيق والتوافق بين حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب الاستقلال، كلما تراجعت بلادنا خطوات إلى الوراء و كلما فقد الشعب المغربي العديد من مكتسباته .
تعزيز العمل المشترك
وأكد الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أن مسيرة التنسيق والعمل المشترك، كان هاجسها دائما هو الدفع بالإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية والاجتماعية،ولم تكن تهدف إلى الهيمنة أو تغيير أسس الدولة الوطنية، المتوافق عليها.
وقال ادريس لشكر إن الهدف الأكبر الذي يجمع الحزبين اليوم،هوالاستمرار في خدمة هذا الوطن،واستلهام روح ومبادئ وثيقة المطالبة بالاستقلال،لتحقيق ذلك الانسجام البناء بين مكونات الحركة الوطنية الديمقراطية والمؤسسة الملكية،تحت ظل الدستور الجديد الذي يوفر الآن للشعب المغربي كل مقومات تعميق وتمتين الانتقال إلى الديمقراطية.
وأوضح أن المغرب الآن يبتعد عن هذا الهدف بفعل توجه الحزب الذي يقود الحكومة،والذي عاد إلى إنتاج نفس الأساليب السلطوية،التي سادت في الماضي،حي أصبح الشعب المغربي يعيش تحت وطأة حكومة لا يعرف رئيسها إلا لغة الابتزاز السياسي، والتهجم على المعارضين وتهديدهم وتوجيه التهم،متناسيا أنه يمثل الدولة وان مسؤوليته تحتم عليه الحفاظ على مصداقيتها لأنها ليست ملكا له أو لحزبه،بل هي ملك للشعب المغربي.
وذكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي أن أعضاء الحزب الذي يقود الحكومة الحالية،حرف الدين الإسلامي الحنيف عن روحه،و حولوه إلى مجرد آلة لجمع التبرعات و أداة من أدوات الحملة الانتخابية، و وسيلة لتهديد الخصوم و ابتزاز الدولة و محاولة التسلط و الهيمنة على مؤسساتها.
وجدد ادريس لشكر ،في ختام كلمته، التأكيد على أن الاحتفال المشترك،بذكرى وثيقة المطالبة بالاستقلال،هو التزام وعهد من طرف الحزبين،على مواصلة و تعزيز اللحظات المشرقة من تاريخ الحركة الوطنية الديمقراطية، في انسجام مع الملكية البرلمانية، ذات التوجه الإصلاحي، لتحقيق الطموحات التي ناضل من أجلها أجيال من الوطنيين و المقاومين و أعضاء جيش التحرير،والذي كان من بينهم علماء و سياسيون و مفكرون،من أمثال علال الفاسي و المهدي بنبركة و امحمد بوستة و عبد الرحيم بوعبيد،وغيرهم من منارات هذا الوطن، الذين صنعوا صفحات مشرقة من تاريخنا،بتوافق تام مع الملك المرحوم، محمد الخامس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.