لقد بلغ السيل الزبى ،ونفذ صبر أزيد من 126 عامل وعاملة المتضررين من قرار إدارة المؤسسة الرامي الى عدم حصولهم على مستحقاتهم ورواتبهم الشهرية بالإضافة الى إغلاق أبواب الشركة في وجوههم بعد أن تم طردهم وتسريحهم لينضافوا الى طوابير العاطلين عن العمل بهذه المدينة التي وجد مسؤوليها المحليين والاقليميين صعوبات بالغة لمعالجة الملفات الاجتماعية العالقة ،الشيء الذي جعل العمال والعاملات يخرجون عن صمتهم ويعلنون التصعيد جراء لامبالاة المسؤولين المعنيين تجاه ملفهم المطلبي ومطالبهم التي يعتبرونها مشروعة والتي حكم عليها بإيقاف التنفيذ الى أجل غير مسمى. المتضررون لم يقفوا مكتوفي الأيدي بل التأموا فيما بينهم وكونوا جبهة دفاعية على مطالبهم المشروعة رافعين شعارا لا لليأس والاحباط وقاموا بتقديم ملتمسات ونداءات وشكايات في الموضوع الى كل الضمائر الحية بالبلاد للتدخل العاجل من أجل إنصافهم في الحصول على رواتبهم وإرجاعهم الى الشركة التي قظوا داخلها زهرة عمرهم أي أكثر من 27 عاما في خدمة مسؤوليها وزبنائهم ،ورد الاعتبار لهم ولقضيتهم على اعتبار أنهم شريحة من المجتمع المدني يعيلون أسر في حاجة ماسة الى كل متطلبات الحياة القاسية حيث وجدوا أنفسهم بين مطرقة عدم الحصول على الرواتب الشهرية وسندان الطرد التعسفي من الشركة وغطرسة من بيدهم الأمر في زمن رفعت فيه الحكومة المنتهية ولايتها شعارات محاربة الفساد والمفسدين والحكامة الجيدة وربط المسؤولية بالمحاسبة التي جاء بها دستور 2011 لكن ظهر جليا أن دار لقمان مازالت على حالها ومشاكل وهموم المواطنين ظلت عالقة الى أجل غير مسمى ،حيث نظم المحتجون وقفة احتجاجية أمام عمالة سطات صباح يوم : الثلاثاء 2 يوليوز الجاري وذلك احتجاجا على ما أسموه بسياسة الاقصاء والتهميش ولامبالاة المسؤولين تجاه ملفهم المطلبي رافعين لافتات ورددوا شعارات تعكس همومهم ومشاكلهم اليومية مطالبين تدخل عاهل البلاد لإرغام كل من له علاقة في هذا الملف الشائك بتطبيق القانون وصرف المستحقات والأجور رحمة بالعمال وبأسرهم الذين ينتظرون العناية والاهتمام خصوصا ونحن على مشارف الدخول المدرسي الجديد وعيد الأضحى المبارك. وقد عبر المتضررون المحتجون في شكاية تحت موضوع استغاثة من أجل حماية 27 سنة من العمل توصلت جريدة "العلم" بنسخة منها ،عن استيائهم وتذمرهم من الحيف والاقصاء الذي طال ملفهم المطلبي وعدم اكتراث المسؤولين المعنيين لقضيتهم التي أسالت الكثير من المداد وأصبحت حديث الخاص والعام ،وقرروا التصعيد واتخاذ جميع الأشكال النضالية المشروعة الغير مسبوقة للدفاع عن حقوقهم وحق أسرهم الذين باتوا يعيشون الفاقة والتشرد والضياع. إنه غيض من فيض مما جاء في هذه الشكاية التي بعث بها العمال والعاملات الى الدوائر المعنية والتي تحمل في طياتها معاناة أزيد من 126 أسرة مكلومة تنتظر بفارغ الصبر طي هذا الملف الذي عمر طويلا ،هذه المعاناة التي صدحت بها حناجر المحتجين خلال الوقفة الاحتجاجية هذا وقد أكدت أمينة اعبيدة إحدى المستخدمات المتضررات في تصريح للجريدة أنها فوجئت كما فوجئ جميع العمال والعاملات المطرودين من الشركة التابعة لمجموعة فولطولينا (اكريسطال اسطراس ) بعدم حصولهم على مستحقاتهم ورواتبهم الشهرية ودخولهم الى الشركة بعد قضاء عطلتهم السنوية رغم اللقاء المشترك الذي جمع رجال السلطة وصاحب الشركة ومنادب العمال والذي التزم خلاله المشغل بأداء مستحقات العمال المتأخرة بثلاثة أشهر على شطرين لكن وللأسف تضيف المتحدثة نفسها فقد أخل صاحب الشركة بهذا الاتفاق دون مبررات تذكر وما زاد الطين بلة هو كراء الشركة المعنية الى مستثمرين صينيين في تحد سافر وخرق للقانون وضربا لمكتسبات الشغيلة المتضررة مما أصبحت الأوضاع فوق فوهة بركان قابلة للانفجار في أية لحظة . إن عمال وعاملات شركة "أرتستيك كلاص" المفصولين عن العمل يناشدون الجهات المختصة بالتدخل العاجل لإنصافهم ورفع الضرر الذي لحقهم جراء عدم حصولهم على مستحقاتهم وغطرسة من بيدهم الأمر الذين يملكون قوة اقتصادية كبيرة كان من الأفضل توظيفها في الرقي بالاقتصاد الوطني وتنميته على المستوى الاجتماعي بدل أن يجعلوها أداة لتعريض العمال وأسرهم للتشريد والضياع ،إنه نداء نوجهه باسم هؤلاء نتمنى أن يجد الآذان الصاغية .