برادة يدعو الآباء والأمهات إلى مساندة المؤسسات التعليمية بالمواكبة المنزلية    الركراكي يرفع إيقاع "أسود الأطلس"    مؤتمر نصرة القدس و"معا للقدس": أية قوة يتم إرسالها لغزة يجب تحديد ولايتها بواسطة مجلس الأمن بالتشاور مع الشعب الفلسطيني    دعم المقاولات الصغرى بالمغرب .. "الباطرونا" تواكب والأبناك تقدم التمويل    47735 شكاية وصلت مجلس السلطة القضائية والأخير: دليل على اتساع الوعي بالحقوق    مقترح عفو عام عن معتقلي حراك "جيل Z"    الحموشي يتقلَّد أرفع وسام أمني للشخصيات الأجنبية بإسبانيا    "لارام" تدشن أول رحلة مباشرة بين الدار البيضاء والسمارة    اتفاق مغربي سعودي لتطوير "المدينة المتوسطية" بطنجة باستثمار يفوق 250 مليون درهم    تحيين مقترح الحكم الذاتي: ضرورة استراتيجية في ضوء المتغيرات الدستورية والسياسية    انتخابات العراق: ما الذي ينتظره العراقيون من مجلس النواب الجديد؟    هجوم انتحاري خارج محكمة في إسلام آباد يودي بحياة 12 شخصاً ويصيب 27 آخرين    ماكرون يؤكد رفض الضم والاستيطان وعباس يتعهد بإصلاحات وانتخابات قريبة    الوالي التازي: المشاريع يجب أن تكون ذات أثر حقيقي وليست جبرا للخواطر    التوقيت والقنوات الناقلة لمباراة المغرب وإيران في نهائي "الفوتسال"    مونديال أقل من 17 سنة.. المغرب يتعرف على منافسه في الدور المقبل    شراكة بين "اليونسكو" ومؤسسة "المغرب 2030" لتعزيز دور الرياضة في التربية والإدماج الاجتماعي    الرصاص يلعلع بأولاد تايمة ويرسل شخصا إلى المستعجلات    مديرية الأرصاد الجوية: أمطار وثلوج ورياح قوية بهذه المناطق المغربية    الرشيدي: إدماج 5 آلاف طفل في وضعية إعاقة في المدارس العمومية خلال 2025    إطلاق طلب عروض دولي لإعداد مخطط تهيئة جديد في 17 جماعة ترابية بساحل إقليم تطوان وعمالة المضيق-الفنيدق    بنسعيد في جبة المدافع: أنا من أقنعت أحرار بالترشح للجمع بين أستاذة ومديرة    "رقصة السالسا الجالسة": الحركة المعجزة التي تساعد في تخفيف آلام الظهر    "الفتيان" يتدربون على استرجاع اللياقة    استئنافية الحسيمة تؤيد أحكاما صادرة في حق متهمين على خلفية أحداث إمزورن    التدبير‮ ‬السياسي‮ ‬للحكم الذاتي‮ ‬و‮..‬مرتكزات تحيينه‮!‬ 2/1    كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم (المغرب 2025).. تعبئة 15 ألف متطوع استعدادا للعرس القاري    إصدارات مغربية جديدة في أروقة الدورة ال44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب    قراءة تأملية في كتاب «في الفلسفة السياسية : مقالات في الدولة، فلسطين، الدين» للباحثة المغربية «نزهة بوعزة»    نادية فتاح تدعو إلى وضع تشغيل النساء في صلب الاستراتيجيات الاقتصادية والسياسية    مراكش تحتفي بعودة السينما وتفتح أبوابها للأصوات الجديدة في دورة تجمع 82 فيلما من 31 دولة    والآن سؤال الكيفية والتنفيذ .. بعد التسليم بالحكم الذاتي كحل وحيد    حادثة سير خطيرة بالطريق السيار العرائش – سيدي اليماني    رسميًا.. المغرب يقرر منح التأشيرات الإلكترونية لجماهير كأس إفريقيا مجانا عبر تطبيق "يلا"    برلمانية تستفسر وزير التربية الوطنية بشأن خروقات التربية الدامجة بتيزنيت    "ساولات أ رباب".. حبيب سلام يستعد لإطلاق أغنية جديدة تثير حماس الجمهور    انعقاد الدورة ال25 للمهرجان الوطني للمسرح بتطوان    ملايين اللاجئين يواجهون شتاء قارسا بعد تراجع المساعدات الدولية    الحكومة تعتزم إطلاق بوابة إلكترونية لتقوية التجارة الخارجية    بورصة البيضاء تبدأ التداولات بانخفاض    رونالدو يكشف أن مونديال 2026 سيكون الأخير له "حتما"    بموارد ‬تقدر ‬ب712,‬6 ‬مليار ‬درهم ‬ونفقات ‬تبلغ ‬761,‬3 ‬مليار ‬درهم    الكاتب ديفيد سالوي يفوز بجائزة بوكر البريطانية عن روايته "فلش"    الشاعرة والكاتبة الروائية ثريا ماجدولين، تتحدث في برنامج "مدارات " بالإذاعة الوطنية.    المغرب ‬رائد ‬في ‬قضايا ‬التغيرات ‬المناخية ‬حسب ‬تقرير ‬أممي ‬    المشي اليومي يساعد على مقاومة الزهايمر (دراسة)    مجلس الشيوخ الأميركي يصوّت على إنهاء الإغلاق الحكومي    ألمانيا تضع النظام الجزائري أمام اختبار صعب: الإفراج عن بوعلام صنصال مقابل استمرار علاج تبون    إيران تعدم رجلًا علنا أدين بقتل طبيب    خمسة آلاف خطوة في اليوم تقلل تغيرات المخ بسبب الزهايمر    انخفاض طلبات الإذن بزواج القاصر خلال سنة 2024 وفقا لتقرير المجلس الأعلى للسلطة القضائية    دراسة تُفنّد الربط بين "الباراسيتامول" أثناء الحمل والتوحد واضطرابات الانتباه    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"التنوير وسؤال الإصلاح الديني"،مدخل لقراءة كتاب ‘الحداثة والقرآن" للمفكر سعيد ناشيد
نشر في عالم برس يوم 26 - 04 - 2016

على هامش المولود الفكري الجديد في الحقل الثقافي -الفلسفي- المغاربي والإسلامي كتاب "الحداثة والقرآن" للمفكر المغربي سعيد ناشيد، نظمت جمعية اتحاد أصدقاء الفلسفة ، ندوة وطنية في موضوع : "التنوير وسؤال الإصلاح الديني"، تفاعلت معها هيئات ثقافية وتربوية وسياسية وجمعوية وإعلامية، محلية وجهوية ووطنية، وذلك مساء يوم السبت 23 أبريل 2016، بقاعة الأنشطة بدار الشباب، بابن جرير.
افتتح ذ.عبد الواحد أيت الزين منسق الندوة ومسيرها أشغال الندوة بكلمة ضمَّنها تحية فلسفية وتنويرية لجميع الهيئات والفعاليات المتفاعلة مع الندوة-الحاضرون والمحاضرون-، كما ذكّر بالإطار العام لهذه المبادرة، حيث تنخرط في سياق فتح حلقات "التنوير وسؤال الإصلاح الديني" بالمغرب، محددا أهمية وأهداف الندوة في راهنية وضرورة التفكير في "المعطى الديني"، باعتباره المدخل الرئيس للتنوير، من حيث كونه آلية إجرائية ل"قطع الطريق" على الإرهاب والتطرف والتشدد، كما أنه نظرٌ في ممكنات الخروج من "الهويات الدينية المتقاتلة"، ونقد لادعاءات احتكار سلطة تفسير وتأويل النص المقدس، بغاية الانفتاح على اللحظات المشرقة في التاريخ الإسلامي…وقد تلا ذلك ترحيب خاص وتقديم سيرة موجزة ومكثفة لثلة المحاضرين في الندوة ولأعمالهم الفكرية،وعلى رأسهم ضيف شرف الندوة المفكر المغربي سعيد ناشيد، والجامعي محمد منير الحجوجي،والكاتب الباحث عبد العزيز البومسهولي،والكاتب الباحث رشيد العلوي،و أعضاء ممثلي حركة تنوير محمد العماري وجواد الحاميدي.
لتتناول الكلمة بعد ذلك ذة خديجة كرومي، رئيسة جمعية اتحاد أصدقاء الفلسفة. والتي جددت أصالة عن نفسها ونيابة عن أعضاء الجمعية الترحيب والشكر لكل الفاعلين والمتفاعلين، المستجيبين لدعوة حضور وإنجاح أشغال ندوة "التنوير والإصلاح الديني"، متطرقة في كلمتها أهمية موضوع الندوة في واقع الارهاب والتطرف الفكري والعقدي الذي يشهده حاضر المجتمعات المحسوبة على العالم الإسلامي، وما يطرحه ذلك من ضرورة للتفكير الفلسفي، بالرهان على الفكر النقدي-التنويري- لمواجهة الخطابات المتشددة بكل أصنافها وتلاوينها. هذا وقد خصصت رئيسة جمعية اتحاد أصدقاء الفلسفة الشق الثاني من كلمتها للتعريف بفلسفة الجمعية، وبمبادئها وأهدافها الأساسية التي تعتبر فروعا لمبدأ أساس حددته في التربية على التفلسف والتفكير النقدي، ولهدف أسمى هو بناء المواطن المتصف بقيم العقلانية، لهذا لاغرابة في أن يكون شعار الجمعية هو "ماذا لو بدأنا بالتفلسف أولا…؟"
المداخلة الأولى كانت من طرف الكاتب والباحث المغربي عبد العزيز البومسهولي الذي رحب ونوه بمبادرة جمعية اتحاد أصدقاء الفلسفة في فتح حلقات "التنوير وسؤال الإصلاح الديني" بالمغرب.
انطلق ذ . البومسهولي في بناء مداخلته من سؤال -شعار جمعية اتحاد اصدقاء الفلسفة- :"ماذا لو بدأنا بالتفلسف أولا؟" كسؤال يستدعي ضرورة التفكير في كيفية وجودنا وعيشنا ،ليبين أن مساءلة وجودنا وعيشنا اليوم أصبح أكثر ضرورة وإلحاحا من أي وقت مضى، على اعتبار منه أن وضعية وجود المجتمع الإسلامي حاضرا وضعية وجود "غفل" خاصيتها التنميط و الجمود والشلل الفكري والعاطفي الناتج عن الاستبداد الديني والوصايا الثقافية والأخلاقية ، هذا وقد أشار ذ. البومسهولي إلى أنه لا تجاوز لكيفية وجودنا "الغفل"هذا، بدون الاقتدار والجرأة على ممارسة الفكر التنويري وتجربته في حياتنا وداخل فضاءنا المشترك، لما يسمح به التنوير فكرا وممارسة من تمرن على الحرية، كشرط للتحرر من الوصايا والتنميط الناتج عن قرون من الاستبداد الديني-الثقافي والسياسي . ولتأسيس كيفية وجود مغايرة يستعيد فيها الكائن حريته الفكرية و وعيه اليقظ،لابد من المرافعة على حق الإنسان المبادرة لصياغة مصيره ومشروعه التاريخي،وبناء ذاته المتيقظة عبر ابتكار أساليب العيش المشترك الحر المسؤول والراشد. وانطلاقا مما سبق عرضه سيخلص ذ. البومسهولي إلى مفارقة التنوير كتمرن على الفعل وبين الوصايا باعتبارها خضوع لاملاءات، وليحدد بالتالي سؤال الإصلاح الديني في الخروج من حالة التقيد والخضوع للنص إلى حالة جعل النص يستجيب لضرورات حاضرنا عبر عملية التأويل.مشيرا في سياق حديثه عن مسألة التجديد والتأويل إلى ضرورة طرح سؤال ما السنة؟ كسؤال يقتضيه الإصلاح الديني، وذلك لتقويم ما لحق هذا المفهوم من انحرفات فقهية أدت به إلى الجمود والخضوع والتبعية والتقليد المذهبي والتماثل مع السلف الصالح..، داعيا في هذا الباب إلى استعادة مفهوم السنة في أصوله التي تسمح بالإبداع والاجتهاد في تأويل النص وفق متطلبات حياة العصر..ليختتم ذ.البومسهولي مداخلته بالدعوة إلى مراجعات فكرية ومذهبية وإلى فتح جبهات تنويرية لأجل تخليصنا من حالة "الوجود الغفل" الذي يرضى فيه الانسان باتباع نمط معين من التصورات ومن السلوكات.
بحسه الماركسي وأسلوبه البيداغوجي،افتتح الجامعي والباحث المغربي محمد منير الحجوجي المداخلة الثانية ، منطلقا في مقاربته للموضوع من شذرة لأنطون تشيكوف تقول : "لا يرتقي الانسان إلا عندما يلمس بيده حقيقة الحياة التافهة التي يعيشها". بمبرر تقريب الموضوع لفئة خاصة من الحاضرين والمتمثلة في فئة المتعلمين، فالشذرة وبالعلاقة مع موضوع الندوة، تبين بأن ما يناقش في الندوة هو نقد لوجودنا وحياتنا التي جعلها الخطاب الديني المهيمن والمستبد تافهة، وهي دعوة ضمنية من صاحب المداخلة إلى وعي تفاهة هذه الحياة والتفكير في ممكنات الرقي بها إلى مستوى العيش المشترك، وكان المنطلق في ذلك نقد محدودية عنوان موضوع الندوة ! على اعتبار منه أن عائق التنوير والحداثة وسبب المشاكل التي نعاني منها ليس مردها وحده الدين فقط،وإنما الدين واحد من بين عوامل متعددة سياسية واقتصادية وأخلاقية…متداخلة فيما بينها، حيث اعتبر واقعنا التافه كنتيجة لمنطق تداخل وتفاعل هذه العوامل، وأهمها حسب صاحب المداخلة غياب العدالة الاجتماعية في توزيع الثروات، وفساد تدبير الشأن السياسي وتواطؤ الطبقة المضطهدة وتطبيعها مع الفساد، مشيرا إلى أنه ضمن في إصداره الأخير القوات المسلحة الإيديولوجية تفصيلا لتحليله لواقعنا الحاضر، هذا وقد أكد على أن من مهام المثقف الحداثي-التنويري- نقد الخطاب الديني التقليدي ومزاحمته في نقد النسق المختل الذي يحكم وجودنا، وفي تأويل اللحظات و النصوص الدينية المؤسسة تأويلا عقلانيا، يؤسس لمبادئ العيش المشترك : الأخلاقية في علاقة الإنسان بالإنسان، والسياسية في علاقة الإنسان بالنظام، والبيئية في علاقة الإنسان بالأرض. كاستخلاص مبدأ الحياة في تأويل اللحظة الإبراهيمية التي عكست أن الإنسان وجد في الوجود ليعيش لا ليذبح،و مبدأ المساواة والتوحيد بين الناس في اللحظة المحمدية الذي حاولت أن تساوي بين أبي جهل وبلال..هذا وقد استند الباحث المتدخل على تجارب اجتماعية وجدانية معاشة، ليتأسف لما آلت إليه كرامة الإنسان وإنسانيته من ذبح وسحل بفعل فساد النسق الثقافي-الأخلاقي والسياسي- الاقتصادي، خاتما كلمته بمعطيات بيئية وصفَها بالكارثية، همت النتائج السلبية لعلاقة تحكم الإنسان بالطبيعة،منذ الثورة الصناعية إلى اليوم.آملا في أنسنة الإنسان من جديد بالمراهنة على علاقات الغيرية وأخلاقيات العقل والعيش المشترك.
المداخلة الثالثة للباحث والكاتب المغربي رشيد العلوي، ارتأى أن يتساءل فيها: هل نحتاج في المغرب إلى إصلاح ديني أم لثورة دينية؟، وفي بناء مقاربته للموضوع، أكد الباحث أن الواقعية والعقلانية المغربية تحتم التفكير، ليس في الإصلاح الديني حصرا، وإنما في ثورة دينية عقلانية متنورة من داخل الدين، وإلى القطع مع الأيديولوجيات المشرقية المتخلفة ذات النزعة المشائية الأرسطية المرتبطة بالنص. الحاجة ماسة حسب المتدخل إلى التأصيل لخطاب ديني من داخل واقعنا ومشكلاتنا والمعضلات التي تواجه مجتمعنا ومن النزعات التاريخية العقلانية التي شهدها الإسلام المغربي قبل تأثير الأيديولوجيات المشرقية. فبعد أن أوضح ما يعنيه بمفهوم الثورة الدينية وقيمته في كون الفاعل يكون من داخل النسق الديني، انتقل إلى توضيح دلالة ومحدودية الإصلاح الديني في كون الفاعل هنا خارج النسق الديني؟ مع تأكيده على أنه ليس هناك إصلاح ديني، وإنما مخطط تدبير وتسيير الحقل والشأن الدين،ي بما يضمن ويحافظ على علاقات الهيمنة والسلطة وبالتالي فكل ثورة دينية هي في الأساس ثورة سياسية.وبهذا التحليل المفهومي وقف العلوي عند المعضلة الأساس التي تحول دون حداثة المجتمع المغربي، وهي في تماهي وتساوق السياسي والديني، ليكشف بذلك عن الحالة الوحيدة التي يمكن فيها إصلاح الدين،وهي تحريره وفصله من سلطة السياسة،وهذا هو الشرط العلماني. كاشفا عن مجموعة من الأوهام التي ينبغي التفكير فيها ومناقشتها وتجاوزها كشرط أولي للانتقال للحديث عن إمكانية الثورة والإصلاح الديني والتنوير عامة،كوهم الخوف من الحرية،والجهل بأننا لسنا متعصبين لأرائنا ووهم امتلاكنا للحقيقة ووهم تفوقنا على الأخر الغربي-المسيحي، دون أن نختبر ولو مرة الشك الديكارتي واحتمال أن يكون الأخر هو المالك للحقيقة،خاتما مداخلته بالدعوة إلى الثورة على الأصوليات المتعصبة للذات والعودة إلى الدين التلقائي العفوي كما مارسه آباءنا المغاربة.
وباسم حركة تنوير، ألقى محمد العماري، كلمة عبر فيها عن سعادته بحضور اللقاء، مؤكدا على أهمية هذه المبادرات في الوعي بضرورة التنوير كمدخل لإصلاح المجتمع، وقد أشار العماري إلى أن حركة تنوير تتحدث عن "تطوير الخطاب الديني"، ومراجعة سلسلة القداسات، التي أمست مطية لفوضى دينية من خلال ماينشر في فضاءات التواصل الإلكتروني، وظهور وساطات جديدة غريبة عن الدين الإسلامي، خاتما حديثه بالتأكيد على كون التمييز بين الشأن الديني والشأن السياسي، قد يشكل بديلا مجتمعيا للحيلولة دون تدنيس المقدس وتقديس المدنس.
أما صاحب "الحداثة والقرآن" المفكر المغربي وعضو رابطة العقلانيين العرب سعيد ناشيد، فقد افتتح كلمته بالتعبير عن سعادته بعلاقته الحميمية مع مدينة ابن جرير وأهلها، شاكرا جمعية اتحاد أصدقاء الفلسفة على مبادرتها التنويرية، منطلقا من معاودة النظر في بعض المفاهيم ذات الصلة بالموضوع، والتي يعتقد أنها معروفة بذاتها، ليعيد سعيد طرحها للنقاش بفهم جديد، يزيل عنها بعض مبهماتها وبداهاتها، ومن بين هذه المفاهيم تطرق سعيد ناشيد إلى مفهوم الدين والخطاب الديني، حيث الفروق كبيرة بين الدين كما هو وارد في القرآن، وبين الموروث الفقهي الذي تم إنتاجه على هامش القرآن، كما إن الصراع حول "قضية التأويل"، قد أفضت إلى انتصار تأويل معين على تأويل آخر لأسباب شتى، غلبّت طرفا على طرف، وغلبت الانتصار للشريعة على العقيدة، وهو انقلاب على مستوى الفهم الديني، لأن الأساس هو التركيز على العقيدة، أما مسألة التشريع فهي موكولة إلى أهل الأرض، لهذا مافتئ الوحي يشير على النبي بهذا، وينبهه إلى ذاك، بل ويعيده إلى الصواب حينا، ولكن انتصار تأويل معين، تناسى القرآن وركز على الفقه التشريعي، مما أدى إلى جملة مفارقات أثرت سلبا على العلاقة بين الإنسان والخطاب الديني، حيث مطالبته في بعض الأحيان بمطالب هي في طبيعتها مناقضة لطبيعة الإنسان، وقد ساهم ذلك في مجموعة من الانمحاءات منها انمحاء الفرد وانمحاء المرأة وانمحاء الإرادة وانمحاء العقل وانمحاء الإنسان، لتطويع الذات الإنسانية المفترض أن تكون ذاتا فاعلة مريدة عاقلة وواعية، غير خاضعة لأي شكل من أشكال الوصاية.
وفي خلاصة تركيبية له باعتباره منسقا لأعمال الندوة، تحدث عبد الواحد ايت الزين عن الاعتبارات التي حكمت طرح جمعية اتحاد أصدقاء الفلسفة لهذا الموضوع، حيث إيمان الجمعية بالحاجة إلى التأسيس لثقافة الاختلاف والتسامح والتعدد والإنصات لمختلف وجهات النظر، منبها إلى أن الموضوع لا يتعلق ب"الإصلاح الديني" فقط، كما يعتقد البعض، بق على هامش المولود الفكري الجديد في الحقل الثقافي -الفلسفي- المغاربي والإسلامي كتاب "الحداثة والقرآن" للمفكر المغربي سعيد ناشيد، نظمت جمعية اتحاد أصدقاء الفلسفة ، ندوة وطنية في موضوع : "التنوير وسؤال الإصلاح الديني"، تفاعلت معها هيئات ثقافية وتربوية وسياسية وجمعوية وإعلامية، محلية وجهوية ووطنية، وذلك مساء يوم السبت 23 أبريل 2016، بقاعة الأنشطة بدار الشباب، بابن جرير.
افتتح ذ.عبد الواحد أيت الزين منسق الندوة ومسيرها أشغال الندوة بكلمة ضمَّنها تحية فلسفية وتنويرية لجميع الهيئات والفعاليات المتفاعلة مع الندوة-الحاضرون والمحاضرون-، كما ذكّر بالإطار العام لهذه المبادرة، حيث تنخرط في سياق فتح حلقات "التنوير وسؤال الإصلاح الديني" بالمغرب، محددا أهمية وأهداف الندوة في راهنية وضرورة التفكير في "المعطى الديني"، باعتباره المدخل الرئيس للتنوير، من حيث كونه آلية إجرائية ل"قطع الطريق" على الإرهاب والتطرف والتشدد، كما أنه نظرٌ في ممكنات الخروج من "الهويات الدينية المتقاتلة"، ونقد لادعاءات احتكار سلطة تفسير وتأويل النص المقدس، بغاية الانفتاح على اللحظات المشرقة في التاريخ الإسلامي…وقد تلا ذلك ترحيب خاص وتقديم سيرة موجزة ومكثفة لثلة المحاضرين في الندوة ولأعمالهم الفكرية،وعلى رأسهم ضيف شرف الندوة المفكر المغربي سعيد ناشيد، والجامعي محمد منير الحجوجي،والكاتب الباحث عبد العزيز البومسهولي،والكاتب الباحث رشيد العلوي،و أعضاء ممثلي حركة تنوير محمد العماري وجواد الحاميدي.
لتتناول الكلمة بعد ذلك ذة خديجة كرومي، رئيسة جمعية اتحاد أصدقاء الفلسفة. والتي جددت أصالة عن نفسها ونيابة عن أعضاء الجمعية الترحيب والشكر لكل الفاعلين والمتفاعلين، المستجيبين لدعوة حضور وإنجاح أشغال ندوة "التنوير والإصلاح الديني"، متطرقة في كلمتها أهمية موضوع الندوة في واقع الارهاب والتطرف الفكري والعقدي الذي يشهده حاضر المجتمعات المحسوبة على العالم الإسلامي، وما يطرحه ذلك من ضرورة للتفكير الفلسفي، بالرهان على الفكر النقدي-التنويري- لمواجهة الخطابات المتشددة بكل أصنافها وتلاوينها. هذا وقد خصصت رئيسة جمعية اتحاد أصدقاء الفلسفة الشق الثاني من كلمتها للتعريف بفلسفة الجمعية، وبمبادئها وأهدافها الأساسية التي تعتبر فروعا لمبدأ أساس حددته في التربية على التفلسف والتفكير النقدي، ولهدف أسمى هو بناء المواطن المتصف بقيم العقلانية، لهذا لاغرابة في أن يكون شعار الجمعية هو "ماذا لو بدأنا بالتفلسف أولا…؟"
المداخلة الأولى كانت من طرف الكاتب والباحث المغربي عبد العزيز البومسهولي الذي رحب ونوه بمبادرة جمعية اتحاد أصدقاء الفلسفة في فتح حلقات "التنوير وسؤال الإصلاح الديني" بالمغرب.
انطلق ذ . البومسهولي في بناء مداخلته من سؤال -شعار جمعية اتحاد اصدقاء الفلسفة- :"ماذا لو بدأنا بالتفلسف أولا؟" كسؤال يستدعي ضرورة التفكير في كيفية وجودنا وعيشنا ،ليبين أن مساءلة وجودنا وعيشنا اليوم أصبح أكثر ضرورة وإلحاحا من أي وقت مضى، على اعتبار منه أن وضعية وجود المجتمع الإسلامي حاضرا وضعية وجود "غفل" خاصيتها التنميط و الجمود والشلل الفكري والعاطفي الناتج عن الاستبداد الديني والوصايا الثقافية والأخلاقية ، هذا وقد أشار ذ. البومسهولي إلى أنه لا تجاوز لكيفية وجودنا "الغفل"هذا، بدون الاقتدار والجرأة على ممارسة الفكر التنويري وتجربته في حياتنا وداخل فضاءنا المشترك، لما يسمح به التنوير فكرا وممارسة من تمرن على الحرية، كشرط للتحرر من الوصايا والتنميط الناتج عن قرون من الاستبداد الديني-الثقافي والسياسي . ولتأسيس كيفية وجود مغايرة يستعيد فيها الكائن حريته الفكرية و وعيه اليقظ،لابد من المرافعة على حق الإنسان المبادرة لصياغة مصيره ومشروعه التاريخي،وبناء ذاته المتيقظة عبر ابتكار أساليب العيش المشترك الحر المسؤول والراشد. وانطلاقا مما سبق عرضه سيخلص ذ. البومسهولي إلى مفارقة التنوير كتمرن على الفعل وبين الوصايا باعتبارها خضوع لاملاءات، وليحدد بالتالي سؤال الإصلاح الديني في الخروج من حالة التقيد والخضوع للنص إلى حالة جعل النص يستجيب لضرورات حاضرنا عبر عملية التأويل.مشيرا في سياق حديثه عن مسألة التجديد والتأويل إلى ضرورة طرح سؤال ما السنة؟ كسؤال يقتضيه الإصلاح الديني، وذلك لتقويم ما لحق هذا المفهوم من انحرفات فقهية أدت به إلى الجمود والخضوع والتبعية والتقليد المذهبي والتماثل مع السلف الصالح..، داعيا في هذا الباب إلى استعادة مفهوم السنة في أصوله التي تسمح بالإبداع والاجتهاد في تأويل النص وفق متطلبات حياة العصر..ليختتم ذ.البومسهولي مداخلته بالدعوة إلى مراجعات فكرية ومذهبية وإلى فتح جبهات تنويرية لأجل تخليصنا من حالة "الوجود الغفل" الذي يرضى فيه الانسان باتباع نمط معين من التصورات ومن السلوكات.
بحسه الماركسي وأسلوبه البيداغوجي،افتتح الجامعي والباحث المغربي محمد منير الحجوجي المداخلة الثانية ، منطلقا في مقاربته للموضوع من شذرة لأنطون تشيكوف تقول : "لا يرتقي الانسان إلا عندما يلمس بيده حقيقة الحياة التافهة التي يعيشها". بمبرر تقريب الموضوع لفئة خاصة من الحاضرين والمتمثلة في فئة المتعلمين، فالشذرة وبالعلاقة مع موضوع الندوة، تبين بأن ما يناقش في الندوة هو نقد لوجودنا وحياتنا التي جعلها الخطاب الديني المهيمن والمستبد تافهة، وهي دعوة ضمنية من صاحب المداخلة إلى وعي تفاهة هذه الحياة والتفكير في ممكنات الرقي بها إلى مستوى العيش المشترك، وكان المنطلق في ذلك نقد محدودية عنوان موضوع الندوة ! على اعتبار منه أن عائق التنوير والحداثة وسبب المشاكل التي نعاني منها ليس مردها وحده الدين فقط،وإنما الدين واحد من بين عوامل متعددة سياسية واقتصادية وأخلاقية…متداخلة فيما بينها، حيث اعتبر واقعنا التافه كنتيجة لمنطق تداخل وتفاعل هذه العوامل، وأهمها حسب صاحب المداخلة غياب العدالة الاجتماعية في توزيع الثروات، وفساد تدبير الشأن السياسي وتواطؤ الطبقة المضطهدة وتطبيعها مع الفساد، مشيرا إلى أنه ضمن في إصداره الأخير القوات المسلحة الإيديولوجية تفصيلا لتحليله لواقعنا الحاضر، هذا وقد أكد على أن من مهام المثقف الحداثي-التنويري- نقد الخطاب الديني التقليدي ومزاحمته في نقد النسق المختل الذي يحكم وجودنا، وفي تأويل اللحظات و النصوص الدينية المؤسسة تأويلا عقلانيا، يؤسس لمبادئ العيش المشترك : الأخلاقية في علاقة الإنسان بالإنسان، والسياسية في علاقة الإنسان بالنظام، والبيئية في علاقة الإنسان بالأرض. كاستخلاص مبدأ الحياة في تأويل اللحظة الإبراهيمية التي عكست أن الإنسان وجد في الوجود ليعيش لا ليذبح،و مبدأ المساواة والتوحيد بين الناس في اللحظة المحمدية الذي حاولت أن تساوي بين أبي جهل وبلال..هذا وقد استند الباحث المتدخل على تجارب اجتماعية وجدانية معاشة، ليتأسف لما آلت إليه كرامة الإنسان وإنسانيته من ذبح وسحل بفعل فساد النسق الثقافي-الأخلاقي والسياسي- الاقتصادي، خاتما كلمته بمعطيات بيئية وصفَها بالكارثية، همت النتائج السلبية لعلاقة تحكم الإنسان بالطبيعة،منذ الثورة الصناعية إلى اليوم.آملا في أنسنة الإنسان من جديد بالمراهنة على علاقات الغيرية وأخلاقيات العقل والعيش المشترك.
المداخلة الثالثة للباحث والكاتب المغربي رشيد العلوي، ارتأى أن يتساءل فيها: هل نحتاج في المغرب إلى إصلاح ديني أم لثورة دينية؟، وفي بناء مقاربته للموضوع، أكد الباحث أن الواقعية والعقلانية المغربية تحتم التفكير، ليس في الإصلاح الديني حصرا، وإنما في ثورة دينية عقلانية متنورة من داخل الدين، وإلى القطع مع الأيديولوجيات المشرقية المتخلفة ذات النزعة المشائية الأرسطية المرتبطة بالنص. الحاجة ماسة حسب المتدخل إلى التأصيل لخطاب ديني من داخل واقعنا ومشكلاتنا والمعضلات التي تواجه مجتمعنا ومن النزعات التاريخية العقلانية التي شهدها الإسلام المغربي قبل تأثير الأيديولوجيات المشرقية. فبعد أن أوضح ما يعنيه بمفهوم الثورة الدينية وقيمته في كون الفاعل يكون من داخل النسق الديني، انتقل إلى توضيح دلالة ومحدودية الإصلاح الديني في كون الفاعل هنا خارج النسق الديني؟ مع تأكيده على أنه ليس هناك إصلاح ديني، وإنما مخطط تدبير وتسيير الحقل والشأن الدين،ي بما يضمن ويحافظ على علاقات الهيمنة والسلطة وبالتالي فكل ثورة دينية هي في الأساس ثورة سياسية.وبهذا التحليل المفهومي وقف العلوي عند المعضلة الأساس التي تحول دون حداثة المجتمع المغربي، وهي في تماهي وتساوق السياسي والديني، ليكشف بذلك عن الحالة الوحيدة التي يمكن فيها إصلاح الدين،وهي تحريره وفصله من سلطة السياسة،وهذا هو الشرط العلماني. كاشفا عن مجموعة من الأوهام التي ينبغي التفكير فيها ومناقشتها وتجاوزها كشرط أولي للانتقال للحديث عن إمكانية الثورة والإصلاح الديني والتنوير عامة،كوهم الخوف من الحرية،والجهل بأننا لسنا متعصبين لأرائنا ووهم امتلاكنا للحقيقة ووهم تفوقنا على الأخر الغربي-المسيحي، دون أن نختبر ولو مرة الشك الديكارتي واحتمال أن يكون الأخر هو المالك للحقيقة،خاتما مداخلته بالدعوة إلى الثورة على الأصوليات المتعصبة للذات والعودة إلى الدين التلقائي العفوي كما مارسه آباءنا المغاربة.
وباسم حركة تنوير، ألقى محمد العماري، كلمة عبر فيها عن سعادته بحضور اللقاء، مؤكدا على أهمية هذه المبادرات في الوعي بضرورة التنوير كمدخل لإصلاح المجتمع، وقد أشار العماري إلى أن حركة تنوير تتحدث عن "تطوير الخطاب الديني"، ومراجعة سلسلة القداسات، التي أمست مطية لفوضى دينية من خلال ماينشر في فضاءات التواصل الإلكتروني، وظهور وساطات جديدة غريبة عن الدين الإسلامي، خاتما حديثه بالتأكيد على كون التمييز بين الشأن الديني والشأن السياسي، قد يشكل بديلا مجتمعيا للحيلولة دون تدنيس المقدس وتقديس المدنس.
أما صاحب "الحداثة والقرآن" المفكر المغربي وعضو رابطة العقلانيين العرب سعيد ناشيد، فقد افتتح كلمته بالتعبير عن سعادته بعلاقته الحميمية مع مدينة ابن جرير وأهلها، شاكرا جمعية اتحاد أصدقاء الفلسفة على مبادرتها التنويرية، منطلقا من معاودة النظر في بعض المفاهيم ذات الصلة بالموضوع، والتي يعتقد أنها معروفة بذاتها، ليعيد سعيد طرحها للنقاش بفهم جديد، يزيل عنها بعض مبهماتها وبداهاتها، ومن بين هذه المفاهيم تطرق سعيد ناشيد إلى مفهوم الدين والخطاب الديني، حيث الفروق كبيرة بين الدين كما هو وارد في القرآن، وبين الموروث الفقهي الذي تم إنتاجه على هامش القرآن، كما إن الصراع حول "قضية التأويل"، قد أفضت إلى انتصار تأويل معين على تأويل آخر لأسباب شتى، غلبّت طرفا على طرف، وغلبت الانتصار للشريعة على العقيدة، وهو انقلاب على مستوى الفهم الديني، لأن الأساس هو التركيز على العقيدة، أما مسألة التشريع فهي موكولة إلى أهل الأرض، لهذا مافتئ الوحي يشير على النبي بهذا، وينبهه إلى ذاك، بل ويعيده إلى الصواب حينا، ولكن انتصار تأويل معين، تناسى القرآن وركز على الفقه التشريعي، مما أدى إلى جملة مفارقات أثرت سلبا على العلاقة بين الإنسان والخطاب الديني، حيث مطالبته في بعض الأحيان بمطالب هي في طبيعتها مناقضة لطبيعة الإنسان، وقد ساهم ذلك في مجموعة من الانمحاءات منها انمحاء الفرد وانمحاء المرأة وانمحاء الإرادة وانمحاء العقل وانمحاء الإنسان، لتطويع الذات الإنسانية المفترض أن تكون ذاتا فاعلة مريدة عاقلة وواعية، غير خاضعة لأي شكل من أشكال الوصاية.
وفي خلاصة تركيبية له باعتباره منسقا لأعمال الندوة، تحدث عبد الواحد ايت الزين عن الاعتبارات التي حكمت طرح جمعية اتحاد أصدقاء الفلسفة لهذا الموضوع، حيث إيمان الجمعية بالحاجة إلى التأسيس لثقافة الاختلاف والتسامح والتعدد والإنصات لمختلف وجهات النظر، منبها إلى أن الموضوع لا يتعلق ب"الإصلاح الديني" فقط، كما يعتقد البعض، بقدر ما يتعلق بالتنوير أساسا، أما مسألة الإصلاح، فقد وردت ك"سؤال"، الغاية من طرحه محاولة فهم بعض المعطيات المعرفية والتاريخية التي تحتم تناوله، بعيدا عن المقاربات "الأصولوية" و"الحداثوية"، وقد أوضح ايت الزين أن التفكير في المسألة الدينية، يشكل مدخلا حقيقيا للتنوير، شريطة الانتباه إلى إفلاس كافة النزعات الإقصائية والعنفية، التي دخلت في حوار "طرشانٍ"، قد عاق في الكثير من اللحظات التاريخية التأسيس لحوار عاقل ومتعقل بشأن الموضوع، ولربما، – يؤكد المتدخل – أن الاختلاف الذي جسدته الندوة من خلال مذاكرات المحاضرين والمتدخلين، تجسد النجاح الباهر لأشغال الندوة، متمنيا فتح حلقات جديدة بشأن هذه القضايا لاتصالها بملفات فكرية أخرى من قبيل قضايا الهوية والنقد والعيش المشترك والثقافة وحقوق الإنسان، ف"لا بديل لنا من الإنصات الهادئ لبعضنا البعض" يقول منسق الندوة، والأهم هو مساهمة كافة المتدخلين أنى كان انتماؤهم وتلوينات أفكارهم في مناهضة العنف الكوكبي والإرهاب العالمي ومحاصرة خطابات التشدد والتطرف والمغالاة، للدفاع عن مجتمع يسعنا جميعنا باختلافاتنا، ف"الوجود رحب بما يكفي لكي يسع الجميع"، يختم المتحدث كلمته.
يذكر، أن أشغال الندوة قد انتهت بحفل توقيع لكتاب الحداثة والقرآن، حيث عمل صاحبه سعيد ناشيد على توقيع مجموعة من النسخ للقراء، في التفاتة نبيلة لتشجيع القراءة والكتابة والإبداع، وهو ما بلورته الجمعية المنظمة من خلال معرض موسع للكتب على هامش الندوة، ضم عددا من المؤلفات ذات الصلة بموضوع الندوة.
در ما يتعلق بالتنوير أساسا، أما مسألة الإصلاح، فقد وردت ك"سؤال"، الغاية من طرحه محاولة فهم بعض المعطيات المعرفية والتاريخية التي تحتم تناوله، بعيدا عن المقاربات "الأصولوية" و"الحداثوية"، وقد أوضح ايت الزين أن التفكير في المسألة الدينية، يشكل مدخلا حقيقيا للتنوير، شريطة الانتباه إلى إفلاس كافة النزعات الإقصائية والعنفية، التي دخلت في حوار "طرشانٍ"، قد عاق في الكثير من اللحظات التاريخية التأسيس لحوار عاقل ومتعقل بشأن الموضوع، ولربما، – يؤكد المتدخل – أن الاختلاف الذي جسدته الندوة من خلال مذاكرات المحاضرين والمتدخلين، تجسد النجاح الباهر لأشغال الندوة، متمنيا فتح حلقات جديدة بشأن هذه القضايا لاتصالها بملفات فكرية أخرى من قبيل قضايا الهوية والنقد والعيش المشترك والثقافة وحقوق الإنسان، ف"لا بديل لنا من الإنصات الهادئ لبعضنا البعض" يقول منسق الندوة، والأهم هو مساهمة كافة المتدخلين أنى كان انتماؤهم وتلوينات أفكارهم في مناهضة العنف الكوكبي والإرهاب العالمي ومحاصرة خطابات التشدد والتطرف والمغالاة، للدفاع عن مجتمع يسعنا جميعنا باختلافاتنا، ف"الوجود رحب بما يكفي لكي يسع الجميع"، يختم المتحدث كلمته.
يذكر، أن أشغال الندوة قد انتهت بحفل توقيع لكتاب الحداثة والقرآن، حيث عمل صاحبه سعيد ناشيد على توقيع مجموعة من النسخ للقراء، في التفاتة نبيلة لتشجيع القراءة والكتابة والإبداع، وهو ما بلورته الجمعية المنظمة من خلال معرض موسع للكتب على هامش الندوة، ضم عددا من المؤلفات ذات الصلة بموضوع الندوة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.