منذ صغري وأنا أسمع عن قلب الحب…. وعن أمنا الأرض… حتى قالت لي صديقتي…. أن قلب الحب موجود… لم أصدق الخبر…. وأن الناس تزوره من بقاع بعيدة…. وهو عبارة عن قلب في الطريق…. يخرج منه الماء وتحول إلى عين الحب واستبدلت الطريق بمزارة للمتبركين. قلب الحب هو قلب حقيقي… لا أعرف هل هو قلب رجل أم قلب امرأة… من زاره زرع الحب في قلبه… ومن ارتوى منه بعد عطش السنين عاش الهيام في سبع صبابات واستشعر بلذة الغرام حولا كاملا…. قصدت المزار… رأيت كيف بني المزار على ملتقى طرق…بقبة بيضاء مكتوب عليها مزار قلب الحب…. رأيت الشابات والشبان يطوفون…. والجذبة تصارع الإيقاعات… وبائعوا الأبخرة يتناسلون في المكان…. ورأيت شابة ينسدل شعرها أمدتني بكأس ماء معين… شربته كما شربت الحب معه…. لم أبارح المكان… وأصبحت في كل نهاية كل أسبوع أزوره…. فالمزارات لله أولا وانا الباحث عن شغف العشق والتصوف. أصبح كل شيء في المزار يباع… ماء المزار وخبزه وشمعته وأحجاره… وأصبحت الشابة ذات الشعر المنسدل محاطة بالقراء والحفاظ والرقاة…أصبح المزار عبارة عن صكوك للغفران…. فقد المزار بريقه…. كما فقدت الشابة ذات الشعر المنسدل جذبتها…. واضحى المزار سلعة للبيع…. غير بعيد عن المزار حفرت شابة قلبا آخر في الأسفلت وسقته بالماء… وكذلك فعل شاب آخر وأصبحت تلك المنطقة مزارات للقلوب….ومزارات للتسوق…. فقد الحب بريقه… فقد القلب نبضه وأصبح الحب مرمى في الطرقات متسكعا…..من يشتري الحب بأقل أو أكثر من عشر دولارات لليلة الواحدة….