توالت ردود الأفعال المتباينة حول إمكانية إعلان إندماج أحزاب فيدرالية اليسار الديمقراطي في حزب واحد، خلال الأشهر القادمة، حيث اختلف الرفاق بخصوص الإعلان، بين من رحب به وبين من اعتبر أنه تسرع مبالغ فيه وأن الإندماج مرحلة لاتزال بعيدة المنال بالنظر إلى الإختلافات التنظيمية والإديولوجية أساساً بين مكونات فيدرالية اليسار الثلاثة. وبعد أن خرج كل من منسق فيدرالية اليسار علي بوطوالة الأمين لحزب الطليعة الديمقراطي الإشتراكي، متحدثاً حول الموضوع بكون ما ورد في بعض تصريحات قيادات الفيدرالية غير دقيق وإن الإتفاق لم يكن حول تاريخ للإندماج بل برنامج عمل لمدة تتراوح بين 6 أشهر و8 أشهر، لتدليل الإختلافات التنظيمية والإيديولوجية بين مكونات الفيدرالية. وحديث نبيلة منيب الأمينة العام للحزب الإشتراكي الموحد، عن إمكانية الإندماج بشروط “أولها إعطاء الفرصة للشباب وعدم التسرع بهدف القيادة فقط من طرف البعض”. قال عبد السلام لعزيز الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الإتحادي، أحد مكونات فيدرالية اليسار، في اتصال مع “الأول”، “هذا النقاش حول الإندماج يتضمن الإيجابي والسلبي في نفس الوقت، لأن المنطلقات التي اعتمدها بشكل عام خاطئة، بحيث أننا لم نحدد تاريخاً محدداً للإندماج، بل نحن في مرحلة النقاش التنظيمي والإيديولوجي والسياسي، سيتبين بعدها إمكانية الإندماج أم لا”. وتابع لعزيز، “بعد هذه المرحلة من الضرورة أن نحدد تاريخاً للإندماج، إذا ما تم مسار النقاش في الإتجاه الصحيح وهذا ما نتمناه، وبالتالي التوجه في اتجاه بناء الحزب في إطار توفير الشروط اللازمة، لأن الإندماج هو مشروع ليس قرار”. وجاوباً على سؤال “الأول”، لماذا كل هذا “اللغط”، بمجرد ما تم الحديث عن إندماج أحزاب اليسار في حزب واحد بالرغم من أن المكونات الثلاث تشتغل بشكل مشترك لمدة تفوق العشر سنوات؟، قال لعزيز”، نعم هذه سنوات ونحن نشتغل ليس لدينا مشاكل في السياسة، وقد خضنا ثلاث محطات انتخابية ببرنامج سياسي موحد، وكانت دائماً هناك اتفاقات، وأي مشاكل كانت تعترضنا تكون حول التموقعات التنظيمية فقط”. وأضاف لعزيز بهذا الخصوص” هناك مقاومة أكيد، وتترجم في العديد من الأحيان لعدم وضوح الرؤية أو الإقتناع بالإندماج، كما أن هناك وهذا لابد من ذكره مقاومة من أصحاب المواقع سواء في الأجهزة الوطنية أو الجهوية للأحزاب المكونة للفدرالية، يتخوفون من أن يخلخل الإندماج هذه المواقع”. لكن، يضيف لعزيز، “هناك مناضلين إنطلاقاً من تجربتهم يتخوفون من أن تفشل هذه التجربة، وهو نفسه ما يخالجنا، بحيث أن في السياسة لا تنجح الأمور مائة بالمائة”. وأوضح ذات المتحدث إن “النقاش الذي علينا خوضه هو ما يوجد عليه الآن واقع اليسار، وكيف نطمح لتغييره في المستقبل؟، كيف نصبح قوة فاعلة في المجتمع ومعبرة فعلاً عن طموحاته؟، بالنسبة إلي هذا هو النقاش الحقيقي، بالمقابل يجب الإبتعاد عن البوليميك”. وأشار لعزيز إلى أنه “على مكونات الفدرالية أن تأخذ وقتها الكافي في النقاش والحوار والإقناع .. وفي السياسة ما يمكنش نكونوا بحال بحال، والأساسي هو أن يكون لدينا تصور واضح فيه قناعة بين الجميع، والأكيد أن عناصره الأساسية متوفرة”.
