رفعت عدة بلديات فرنسية الإثنين، بينها بلدية سان دوني في ضاحية باريس، العلم الفلسطيني تزامنا مع اعتراف باريس بدولة فلسطين، وذلك رغم معارضة وزارة الداخلية والأحكام القضائية الأولية التي قضت بعدم الإقدام على ذلك. وفي المجموع، رُفع العلم فوق 21 مبنى بلديا في فرنسا، بحسب ما أفادت وزارة الداخلية. وقد طلب وزير الداخلية المستقيل برونو روتايو (حزب الجمهوريين، يمين) من البلديات عدم رفع العلم الفلسطيني. وقال في برقية إن "مبدأ حياد الخدمة العامة يحظر مثل هذا التزيين بالأعلام"، داعيا المحافظين للجوء الى القضاء الإداري ضد قرارات رؤساء البلديات الذين لن يتراجعوا عن ذلك. في ضاحية سان دوني الباريسية الكبيرة، رُفع العلم الفلسطيني فوق مبنى البلدية خلال احتفال حضره الأمين الأول للحزب الاشتراكي أوليفييه فور الذي عارض بشدة قرار روتايو وقال إنه كتب إلى ماكرون مطالبا إياه بإلغاء القرار. وكان ماتي هانوتين الرئيس الاشتراكي لبلدية سان دوني قال إن "هذا ليس عملا نضاليا طويل الأمد، لكنه خيار" اتُخذ في وقت سيقوم إيمانويل ماكرون بإضفاء الطابع الرسمي على اعتراف فرنسا بدولة فلسطينية. من جانبها، قالت رئيسة بلدية نانت جوانا رولان (اشتراكية) على منصة إكس، إن "نانت تدعم هذا القرار من قبل الجمهورية الفرنسية عبر رفع العلم الفلسطيني لهذا اليوم". وكان العلم الفلسطيني يرفرف من قبل فوق مبنى بلديتها في نانت التي تعد إحدى المدن الكبرى في غرب فرنسا. في ضاحية مالاكوف (باريس)، قررت رئيسة البلدية الشيوعية جاكلين بيلهوم عدم إزالة العلم الفلسطيني "قبل الثلاثاء"، متجاهلة أمرا قضائيا صدر عن محكمة إدارية بناء على استئناف قدمة محافظ المنطقة. وسيفعل كريم بوعمران رئيس بلدية سانت وين المجاورة (من الحزب الاشتراكي) الشيء نفسه، لكنه سيرفع أيضا العلم الإسرائيلي. وفي وقت متقدم الأحد، عُرض العلمان الإسرائيلي والفلسطيني بالإضافة إلى صورة حمامة السلام وغصن الزيتون على برج إيفل الذي أضيء احتفالا بالاعتراف بدولة فلسطين. وقالت رئيسة بلدية باريس الاشتراكية آن هيدالغو عبر بلوسكاي إن "باريس تؤكد التزامها السلام، وهو ما يتطلب أكثر من أي وقت مضى حل الدولتين". لكن قضية الاعتراف بدولة فلسطين تُحدث انقساما في المجتمع وضمن الطبقة السياسية في فرنسا التي سترأس إلى جانب السعودية قمة مخصصة للبحث في حل الدولتين على هامش الاجتماعات السنوية للأمم المتحدة. ففي مرسيليا، ثاني كبرى المدن الفرنسية، تعهد رئيس البلدية بينوا بايان الذي يقود غالبية يسارية، اتخاذ "إجراء قوي" من دون تحديد ماهيته، لكن من المؤكد أنه لن يتضمّن رفع العلم الفلسطيني. وفي جنوب غرب البلاد، قام رئيس البلدية الشيوعي لبلدة صغيرة يبلغ عدد سكانها 3 آلاف نسمة، بإزالة العلم الفلسطيني السبت بعدما رفعه الجمعة، وذلك عقب إحالة المحافظ الأمر على المحكمة الإدارية. بدوره، أعلن رئيس منطقة بروفانس ألب كوت دازور (جنوب شرق) رونو موزولييه الذي ينتمي إلى حزب النهضة بزعامة ماكرون، أنه سيرفع حوالى 20 علما فرنسيا ردا على ما وصفه ب"حسابات سياسية". (أ ف ب)