كشفت دراسة حديثة لشبكة "الأفروباروميتر"، أن المغاربة يفضلون النموذج الأمريكي في التنمية على نظيره الفرنسي والصيني، حيث اعتبر "50 في المائة من المجيبين أن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي النموذج المرغوب فيه أكثر للتنمية التي ينشدها المغرب في المستقبل، في حين نجد ثلاثة أضعاف يفضلون فرنسا والصين (16 في المائة لكل منهما). الدارسة الميدانية، التي أنجزت برسم الجولة الثامنة في المغرب من 8 إلى 25 فبراير 2021 خلال عهد الحكومة السابقة، وقدمت نتائجها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، تشير إلى أن نصف المغاربة، يرون أنه ينبغي على الدولة أن تمول تنميتها من مواردها، حتى لو كان ذلك يعني دفع المزيد من الضرائب ، في حين يؤكد 43 في المائة، أنه بدلاً من ذلك يجب اللجوء إلى القروض الخارجية.
وتقيس "الأفروباروميتر"، وهو مشروع بحثي أفريقي غير حزبي، مواقف المواطنين حول الديمقراطية والحكامة والاقتصاد والمجتمع المدني ومواضيع أخرى. وقد شرعت في إجراء هذه البحوث عام 1999 في اثنتي عشرة دولة إفريقية، قبل أن توسعها إلى أربعة وثلاثين دولة خلال الجولة الثامنة ما بين 2019 و2021.
ويهدف "الأفروباروميتر" إلى إعطاء المواطنين الفرصة للتعبير عن آرائهم من خلال توفير بيانات ذات جودة عالية لصانعي السياسات، ومنظمات المجتمع المدني، والأكاديميين، ووسائل الإعلام، والجهات المانحة والمستثمرين، والمواطنين العاديين. وتبين نتائج الدراسة الجولة الثامنة، أن "ثلثا المغاربة 65 في المائة، يعتبرون أن الدولة يجب أن تعتمد على التجارة مع بقية العالم من أجل تحقيق التنمية ، بما في ذلك فتح حدودها أمام الواردات الأجنبية، كما يرغب سبعة من كل عشرة مغاربة (70 في المائة) أن تستمر الحكومة في السماح للأجانب والشركات الأجنبية بإنشاء متاجر للبيع بالتجزئة في البلاد لضمان حصول المواطنين على مجموعة واسعة من السلع الاستهلاكية منخفضة التكلفة.
محمد عبد ربي، منسق الدراسة، قال في تصريح ل"الأيام24″، إن "هذه الأخيرة أنجزت في إطار "الأفروباروميتر"، وهي شبكة من الخبراء الأفارقة الذين ينتمون إلى حقل العلوم الاجتماعية، بما فيها علم الاجتماع وعلم السياسة والاقتصاد والديمغرافيا، كما تعد نتائج الدراسة التي من مخرجاتها ونتائجها في الأبحاث العلمية تهم القطاعات الحكومية أو الهيئات المدنية او القطاع الخاص".
وأوضح أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن "أفضل نتائج الأولى بالنسبة لأفضل نموذج بالنسبة للمغرب هي الولاياتالمتحدةالأمريكية النموذج المرغوب فيه والنموذج الذي يعتبره المغاربة النموذج الناجح الذي يجب السير على خطأه سواء في المجال الاجتماعي والاقتصادي إلخ".
ومن بين النتائج التي خلصت إليها الدراسة، يعتبر "واحد فقط من كل 10 مغاربة (12 في المائة) إن الحكومة تعمل "بشكل جيد إلى حد ما" أو "جيد جدًا" على مستوى خلق فرص الشغل ، بانخفاض قدره 8 نقاط مئوية منذ عام 2015، في حين يعتقد واحد من كل خمسة 19 في المائة، فقط أن الحكومة تقوم بعمل جيد على مستوى الاستجابة لاحتياجات الشباب.
وتشير الدراسة إلى أن البطالة هي أهم مشكلة يريد المغاربة أن تسهر الحكومة على معالجتها ، متبوعة بالصحة والتعليم و القضاء على الفقر.
وتطرقت الدراسة إلى الوضع الاقتصادي بالمغرب، حيث يعتبر أكثر من ثلثي المغاربة (70 في المائة)، أن البلاد "تسير في الاتجاه الصحيح" ، بزيادة قدرها 17 نقطة مئوية منذ 2013، في حين يصف ما يقرب من نصف المواطنين الوضع الاقتصادي للبلد (47 في المائة) وظروف عيشهم الشخصية (46 في المائة) بأنها "جيدة إلى حد ما" أو "جيدة جدًا".
كما أشار اثنان فقط من كل 10 مشاركين (18 في المائة) أن الظروف الاقتصادية للبلاد أفضل مما كانت عليه قبل 12 شهرًا، لكن الكثيرون (58 في المائة) متفائلون بأن الأمور ستتحسن في غضون 12 شهرًا المقبلة.
وخلصت الدراسة في نتائجها، إلى أن معظم المغاربة يؤيدون الديمقراطية بنسبة 81 في المائة، في حين يرفض 58 في المائة النظام غير الديموقراطي، كما يصف المغاربة أكثر من نصف (55 في المائة) البلاد بأنها "ديمقراطية كاملة" أو "ديمقراطية بمشاكل بسيطة". كما أن غالبية المغاربة يرون أن الانتخابات التشريعية لعام 2016 كانت "حرة ونزيهة تمامًا" (24 في المائة) أو "حرة ونزيهة مع مشاكل بسيطة" (31 في المائة) ، على الرغم من أن أقلية كبيرة تعتبرها "غير حرة ونزيهة" ( 15 في المائة) أو "اعترتها مشاكل كبيرة" (26 في المائة).