أول بلد إفريقي.. هذه حيثيات توقيع المغرب مع "بوينغ" الأمريكية اتفاق التصنيع العسكري ل"أباتشي"

وقع المغرب، أمس الأربعاء 8 فبراير 2023، اتفاق التعويض الصناعي المبرم مع شركة (بوينغ) الأمريكية، الذي يأتي امتدادا لبرنامج اقتناء طائرات مروحية (أباتشي)، وذلك بهدف تجسيد الرؤية الملكية الرامية إلى تحديث وتقوية القدرات العملياتية للقوات المسلحة الملكية، وكذا بروز قطاع الصناعة الدفاعية بالمغرب.

كما أوضح بلاغ لإدارة الدفاع الوطني، أن الاتفاق يتعلق بالخصوص، بتعزيز استقلالية القوات الملكية الجوية في ميدان القياس (الميترولوجيا) والتصنيع والإصلاح المركب لمختلف قطع الغيار والهياكل الفوقية، وفقا للمعايير الأكثر تقدما في مجال الطيران.

الخبير العسكري والأمني، أنس سهمي، قال إن "هذه الاتفاقية وهي الأولى من نوعها افريقيا وفي المنطقة، سوف تسمح للمغرب بتصنيع أجزاء وقطع الغيار الخاصة بالمروحية الهجومية الأمريكية من طراز الأباتشي والتي تعد حاليا أقوى وأفضل مروحية من هذا الصنف في العالم"، مبرزا أن "المغرب قام بطلب اقتناء 36 مروحية من هذا النوع سنة 2019 وهي حاليا قيد التصنيع وسيتم تسليمها ابتداء من سنة 2024".

وأضاف سهمي، في تصريحه ل"الأيام 24″، أن "هذه الاتفاقية ستعطي للمغرب الاستقلالية التامة فيما يخص قطع غيار الأباتشي وكذلك الصيانة التي سوف تتم محليا، حيث استثمرت شركة بوينغ لبناء مصنع خاص لهذا الغرض في النواصر بالدار البيضاء"، مضيفا أنه "من جانب آخر فان ثقة الولايات المتحدة الأمريكية شركة بوينغ في المغرب تؤكد على الشراكة العميقة والنموذجية بين البلدين فيما يخص تزويد المغرب بأحدث التكنولوجيا العسكرية ونقلها للتصنيع في المغرب، وهذا لا يحدث سوى لدى الحلفاء المقربين لدى الولايات المتحدة الأمريكية".

التمويه الذي تم اختياره لمروحيات الأباتشي المغربي اثناء حفل توقيع الاتفاقية أمس، تمويه صحراوي مثل الاف16

وأشار المتحدث نفسه، إلى أن "المغرب طلب سنة 2019 أحدث طراز من مروحيات الأباشي الهجومية وهي نسخة AH-64E GUARDIAN ، والتي تم تزويدها بتحسينات قوية فيما يخص أنظمة التسليح وأنظمة الحماية والتشويش على الصواريخ المعادية"، مشيرا إلى أن "اختيار المغرب اضافة نظام MUM-T الوحيد في نوعه بالعالم والذي يسمح لطيار مروحية الأباتشي بالتحكم في الطائرات بدون طيار من خلال قمرة القيادة، سوف يجعل مروحية الأباتشي المغربية تعمل بشكل متناسق مع أسطول الطائرات بدون طيار التي يمتلكها المغرب".

كما أبرز الخبير العسكري والأمني، أن "المغرب هو البلد الافريقي الوحيد الذي يمتلك نظام ربط البيانات Link-16 التي يتيح سواء لمقاتلات الاف16 أو الاباتشي أو الطائرات المسيرة لدى سلاح الجو المغربي بتبادل المعلومات والبيانات في الوقت الفعلي بشكل دقيقق، قائلا "بالتالي يصبح لدى المغرب قدرات رادعة وقوة جوية ضاربة بتكنولوجيا كبيرة جدا قادرة على الدفاع على حدود المملكة المغربية من كل التهديدات".

رسم توضيحي لطريقة عمل Link-16

يذكر أنه تنفيذا للتعليمات الملكية السامية بشأن تنظيم حفل توقيع اتفاق التعويض الصناعي المبرم مع شركة (بوينغ) الأمريكية، ترأس عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، مراسم هذا الحفل، أمس الأربعاء بمقر هذه الإدارة، وذلك بحضور الجنرال دوكور دارمي، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، والجنرال دوكور دارمي قائد الدرك الملكي، ومسؤولين كبار آخرين بالقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، فضلا عن ممثلين عن سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالرباط.

وأضاف بلاغ إدارة الدفاع الوطني، أن هذا الاتفاق، يعكس أيضا رغبة الطرفين في توطيد الشراكة القائمة بين المغرب وشركة (بوينغ) الأمريكية من خلال تنفيذ مشاريع استراتيجية مشتركة مع تشجيع بروز قاعدة صناعية وتكنولوجية للدفاع بالمملكة.

صور توضيحية لطريقة عمل نظام MUM-T

ويعزز الاتفاق أيضا، التعاون في مجال البحث والتطوير ونقل التكنولوجيات من خلال تأهيل مكاتب الهندسة المغربية وفق المعايير الدولية في قطاع الطيران، وكذا إقامة مركز بحث للتصنيع الإضافي المتقدم 4.0، بالشراكة مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية في بن جرير.

وأضاف البلاغ أنه فضلا عن ذلك، وامتدادا لبروتوكول الاتفاق الصناعي الموقع أمام أنظار جلالة الملك، في 27 شتنبر 2016، بهدف إقامة منظومة لمعدات الطيران بالمملكة المغربية، فإن اتفاق التعويض المبرم اليوم، ينص على إنجاز شركة بوينغ لدى المصنعين المحليين المؤهلين لحجم من مصادر قطع الغيار بقيمة 150 مليون دولار، لتساهم بذلك في خلق فرص الشغل في المغرب والانتعاش الاقتصادي لقطاع الطيران الوطني.

وخلص البلاغ إلى أنه في ختام الحفل، أعرب أعضاء الوفد الأمريكي عن إعجابهم بالمستوى الرائع جدا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، الذي حققته المملكة تحت قيادة جلالة الملك، مما يجعل من المغرب شريكا ديناميكيا وتنافسيا.