على الرغم من تصدره نتائج الانتخابات العامة الإسبانية، التي جرت الاثنين الماضي، إلا أن الحزب الشعبي لم يتمكن من الحصول على الأغلبية التي تمكنه من تشكيل الحكومة، الأمر الذي يطرح عديد التساؤلات حول حظوظ الحزب الاشتراكي الذي حل ثانيا في العودة إلى "قمرة" قيادة الحكومة، علما أن أحزاب الباسك وكتالونيا، قد تسير في اتجاه دعم بيدرو سانشيز، بهدف منع اليمين من ترأس الحكومة. في هذا الصدد، قال حسن بلوان، الخبير في العلاقات الدولية، إن "الإنتخابات التشريعية في إسبانيا أفرزت خريطة سياسية مبلقنة، صعبت على جميع الأحزاب التي تصدرت المشهد السياسي والانتخابي تشكيل حكومة الأغلبية من دون التحالف مع أحزاب متطرفة أو أحزاب صغيرة ذات ميول انفصالية أو ذات توجهات إقليمية".
أوضح بلوان في تصريح ل"الأيام24″، أنه "رغم تصدر اليمين الإسباني المشهد الانتخابي، إلا أن انتصاره هو بطعم الهزيمة، وهو الذي كانت كل استطلاعات الرأي تعطيه الأفضلية والنسبة التي تسمح له بتشكيل الحكومة"، مشيرا أن النتائج الحالية فتحت "الباب أمام المناورة التي يمكن أن يقوم بها حزب العمال الاشتراكي بزعامة سانشيز، الذي أصبحت حظوظه كبيرة في الرجوع إلى تصدر المشهد السياسي وتشكيل الحكومة".
وتابع المتحدث: "قبل التكهن بالحزب الذي سيشكل الحكومة، لابد أن نستعرض الخريطة السياسية التي أفرزتها الانتخابات، حيث إنه لتشكيل حكومة اشتراكية لابد أن يتحالف سانشيز زعيم حزب العمال الإشتراكي مع حزب (سومار) اليساري المتطرف الذي يشكل تحالف مجموعة من الأحزاب اليسارية أهمها (بوديموس) السابق، ثم لابد من الإنفتاح على أحزاب (الباسك) ذات الميول الانفصالية في إقليم (كاتالونيا والباسك) وغيرها من الأقاليم التي تتمتع بالحكم الذاتي".
واعتبر الخبير في العلاقات الدولية أن "الحزب الكتالوني هو الذي سيصنع رئيس الوزراء أو هو الذي سيتحكم في تشكيل الحكومة الجديدة، على اعتبار أن العلاقات بينه وبين اليمين منعدمة بحكم الخصومة مع الحزب الشعبي والخصومة أيضا الإيديولوجية والسياسية مع الحزب (فوكس)".
ويرى بلوان أن "حظوظ سانشيز للظفر بتشكيل الحكومة موجودة، لكن لا يمكن الجزم بذلك"، مستدركا بالقول: "لكن أي حكومة مقبلة سواء كانت بالنسبة لليمين أو اليسار ستكون حكومة غير منسجمة أو حكومة أقلية بالنظر إلى الشرخ الإيديولوجي الكبير الموجود بين هذه الأحزاب".
وجوابا عن سؤال "أي الطرفين هو أصلح للمغرب؟"، قال بلوان إن "ما يهم المملكة المغربية هو حكومة جديدة تراعي المصالح الاستراتيجية للرباط خاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء".
وأردف: "من المعروف أن الحزب الاشتراكي بزعامة سانشيز، حسم موقفه الإيجابي لقضية الصحراء بعد اعتبار أن الحكم الذاتي هو الحل الأمثل"، معتبرا أن "الحزب الإشتراكي سيساهم في تحسين وتيرة العلاقات بين المغرب وإسبانيا وجعلها تأخذ مسار طبيعيا في مجموعة من الملفات وهو ما سيعود بالنفع على البلدين الجارين".