كان لليلة الأحد الماضي بالسمارة بسقوط شاب في مقتبل العمر وإصابة 3 أخرين بجروح بليغة، ما بعدها من ردود أفعال سياسية وأخرى استراتيجية سواء تلك المرتبطة بأسئلة متزاحمة، حول ما إذا كان تبني جبهة البوليساريو الانفصالية للفعل الاجرامي بسقوط مقذوفات متفجرة بأحياء متفرقة بالمدينة، يحيل على تغير معادلات الصراع وتكتيكات الحرب.
أسئلة أجاب عليها، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، محمد سالم عبدالفتاح، بأن " استهداف البوليساريو للمدنيين وقصف مواقع مدنية بشكل عشوائي يؤكد مدى إفلاسها السياسي وعجزها وفشل دعايتها الحربية، كما هو مؤشر على اندحارها في قدراتها العسكرية خاصة في المناطق العازلة". وقال المحلل السياسي ل"الأيام 24″ بأن ما تقوم به البوليساريو من إرهاب وترويع الأمنين واستهداف المدنيين، يفتح الباب أمام تصنيفها كتنظيم إرهابي، ما سينعكس على اتخاذ قوانين تجرم دعم هذا التنظيم كما تجرم الترويج له، كما يمكن أن تفتح المجال لمتابعتها قضائيا أمام القضاء الدولي.
وأكد عبدالفتاح بأن استهداف أحياء متفرقة بالسمارة، يعد تحولا خطيرا في مسار التصعيد الذي اتخذته الجبهة الانفصالية، ومن ورائها الدولة الجزائرية، المسؤولة عن احتضان التنظيم ومصدرة للسلاح المستعمل في الهجوم على السمارة.
وأكد المحلل السياسي، أن مسؤوليات الدولة الجزائرية تقع في ضبط عمليات التسليح داخل ترابها الإقليمية، خاصة في ظل العلاقة الوطيدة بين الجبهة الانفصالية وبين الجماعات المسلحة المنتشرة في بلدان الساحل، والتغلغل الكبير للفكر الديني المتطرف وعصابات الجريمة المنظمة في مخيمات تندوف، والتوظيف السياسوي لتلك الجماعات، فضلا عن اعتماد المشروع الانفصالي على الصناديق السوداء الممولة من أنشطة غير قانونية من قبيل تهريب السلاح والمخدرات والاتجار في البشر وغيره من الأنشطة غير القانونية".