مع توالي الأيام والأحداث بدا واضحا أن هناك تآمرا من قبل جهات مباشرة وأخرى غير مباشرة ضد أشرف حكيمي اللاعب الدولي المغربي المتميز والظهير الأيمن البارز لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي، وذلك من أجل الحيلولة دون الحصول على جائزة "الكرة الذهبية" برسم عام 2025، التي تمنحها مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية سنويا لأفضل لاعب كرة القدم في العالم، ولاسيما بعد دخوله للمرة الأولى خلال مسيرته الكروية في هذا السباق ضمن قائمة المرشحين، الذين تم الكشف عن أسمائهم في 7 غشت 2025، على أن يتم الإعلان عن الفائز في 22 شتنبر المقبل. فرغم مركزه الدفاعي كظهير أيمن، استطاع الدولي المغربي حكيمي البالغ من العمر 26 سنة بفضل الاجتهاد والمثابرة أن يفرض اسمه بقوة في كرة القدم العالمية، حيث أنه طالما أثبت للجماهير الرياضية الواسعة قدراته الدفاعية والهجومية في آن واحد ليس فقط مع الأندية الأوروبية التي لعب في صفوفها: "ريال مدريد" الإسباني، "بوروسيا دورتموند" الألماني، "إنتر ميلان" الإيطالي وحاليا "باريس سان جيرمان" الفرنسي، بل حتى مع منتخب بلاده "أسود الأطلس". وقد أنهى الموسم الكروي 2024/2025 مع فريقه الفرنسي بتسجيل 13 هدفا وتقديم 15 تمريرة حاسمة في 63 مباراة، كما أنه توج معه خلال هذه السنة 2025 بلقب دوري أبطال أوروبا، وبطولة الدوري الفرنسي، وكأس فرنسا، وكأس السوبر الفرنسي، وبلغ كذلك نهائي كأس العالم الذي أقيم في الولاياتالمتحدةالأمريكية... بيد أن هناك جهات لا تنظر بعين الرضا إلى هذا الترشيح، وهو ما جعلها تبحث له عن أي سبب يحرمه من الحصول على جائزة "الكرة الذهبية"، بعد أن باءت محاولاتها بالفشل في حجب اسمه من لائحة المرشحين. فكان أن عادت الصحافة الفرنسية لتجديد الحديث عن الملف المتعلق بالتهمة الموجهة إليه حول اغتصاب إحدى الشابات الفرنسيات البالغة من العمر 24 سنة، والتأكيد على أن التحقيقات باتت قريبة من نهايتها والشروع الفوري في محاكمته، بعدما طالبت النيابة العامة بضواحي مدينة "نانتير" الفرنسية بإحالته رسميا إلى المحكمة الجنائية لمتابعته بذات التهمة التي تعود تفاصيلها إلى شهر فبراير 2023. وبصرف النظر عن الكم الهائل من رسائل الدعم والتضامن المباشرة وغير المباشرة، التي ما انفك يتلقاها نجم المنتخب الدولي ونادي باريس سان جيرمان الفرنسي أشرف حكيمي، في حسابه الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر مختلف وسائل الإعلام، سواء من قبل ناديه الفرنسي أو أصدقائه المقربين مثل الدولي الفرنسي ونجم ريال مدريد "كيليان مبابي"، أو الجمهور المغربي العريض أو بعض الجمعيات الفرنسية أو نادي المحامين المغاربة وغيرهم كثير، فإنه يصر بقوة على براءته من جهة أولى، وأحقيته في الفوز بجائزة "الكرة الذهبية" من جهة ثانية. فإلى جانب تأكيده بأن الاتهام الموجه إليه بخصوص محاولة اغتصاب فتاة فرنسية لا يعدو أن يكون اتهاما باطلا يراد منه إبعاده عن الفوز بجائزة "البالون دور" وتدمير مستقبله الكروي الواعد، والإعراب عن إيمانه الشديد ببراءته وثقته في القضاء الفرنسي، انتقدت محاميته "فاني كولين" قرار النيابة العامة القاضي بإحالته إلى محكمة جنائية بتهمة اغتصاب شابة عام 2023، واصفة إياه بالإجراء الأحادي الجانب، مؤكدة قدرتها على إثبات البراءة من خلال وجود عدد كبير من الأدلة القوية التي تتوفر عليها. وأوضحت في هذا الإطار بأن جل ضحايا الاغتصاب أو الاعتداءات الجنسية تتعرض بعد الصدمة لاضطرابات نفسية أو كوابيس أو تغيرات في الوزن بالزيادة أو النقصان، وهو ما لا يلاحظ بصفة نهائية على المشتكية. وفيما يخص حلمه الكبير والمشروع بالفوز بالكرة الذهبية بعد إدراج اسمه ضمن قائمة المرشحين، فقد صرح حكيمي لقناة فرنسية بأنه يستحق هذه الجائزة العالمية، خاصة أنه بصم على موسم رياضي استثنائي وشارك بفعالية في تتويج ناديه عدة ألقاب وإسعاد مناصريه. ويعود الفضل في ذلك إلى تعدد أدواره على رقعة الملاعب الرياضية، فضلا عن حضوره القوي مع المنتخب المغربي، كما تشهد بذلك شخصيات وازنة في عالم كرة القدم الدولية من مدربين كبار ولاعبين دوليين سابقين مرموقين من مختلف المنتخبات وإعلاميين وغيرهم، الذين عبروا عن إعجابهم الشديد بمسيرته الكروية، معتبرين أنه أفضل ظهير أيمن في العالم حاليا، ويؤكدون على أحقيته بالكرة الذهبية العالمية، إلى جانب الكرة الذهبية الإفريقية التي حسم أمرها مبكرا، لعدم وجود أي منافس إفريقي يستطيع انتزاعها منه، وما على الناخبين إلا أن يأخذوا بعين الاعتبار المستويات الكروية المتميزة التي ظل يقدمها طوال السنة على مستوى الدفاع والهجوم، وهي الميزة التي نادرا ما نجدها في لاعب آخر غيره. إن المغاربة فخورون بتواجد أحد "أسود الأطلس" أشرف حكيمي ضمن لائحة المرشحين لجائزة "الكرة الذهبية"، التي شملت ثلاثين لاعبا من أبرز نجوم كرة القدم عبر العالم، بعد أن لمع نجمه في سماء كرة القدم العالمية، وخاصة بعد أن ساهم بقسط وافر في تحقيق ناديه ثلاثية تاريخية، كيف لا وهو المدافع الوحيد في العالم الذي تمكن من التسجيل في ربع النهائي ونصف النهائي والنهائي من دوري الأبطال؟ وسيكونون أكثر فخرا بأسدهم، إذا ما حالفه الحظ في الفوز بالكرة الذهبية على المستويين الدولي والإفريقي.