دعا حزب العدالة والتنمية إلى بلورة سياسة ترابية جهوية لحماية الغطاء الغابوي، في أعقاب الحرائق التي اندلعت بإقليمي تطوان وشفشاون، وألحقت أضرارا واسعة بالمجال الطبيعي وممتلكات الساكنة.
وتساءل الحزب، في بيان صادر عن كتابته الجهوية بجهة طنجة تطوان الحسيمة، عن موقع حماية الثروة الغابوية ضمن التصميم الجهوي لإعداد التراب وبرنامج التنمية الجهوية، معتبرا أن غياب رؤية بيئية واضحة يعري الخلل في تعاطي المؤسسات المنتخبة مع الأزمات المتكررة بالجهة.
- إعلان -
وأشاد البيان بالجهود الكبيرة التي بذلتها فرق الإطفاء، من وقاية مدنية وقوات مساعدة وعناصر من الجيش، إلى جانب مئات المتطوعين من أبناء المناطق المتضررة، لكنه نبه إلى محدودية الوسائل الموضوعة رهن التصرف مقارنة بتعقيدات التضاريس واتساع رقعة اللهب.
وحث الحزب وزارة الفلاحة، من خلال الوكالة الوطنية للمياه والغابات، على وضع برنامج استعجالي لإعادة تأهيل الغابات المتضررة، مع إطلاق مشاريع موازية لدعم النشاط الفلاحي المحلي وتعويض الخسائر التي تكبدها سكان القرى الجبلية، لا سيما ما يتعلق بالمواشي والمحاصيل والأشجار المثمرة.
كما شدد البيان على ضرورة تعزيز جاهزية منظومة التدخل السريع لمكافحة حرائق الغابات، داعيا إلى الرفع من عدد الطائرات المخصصة للإطفاء، وتكوين فرق ميدانية محلية قادرة على التدخل السريع، خاصة في المناطق المصنفة حمراء من حيث الهشاشة البيئية.
وانتقد الحزب ما وصفه ب"الصمت غير المفهوم" من طرف الحكومة، التي لم يصدر عنها إلى حدود نشر البيان أي موقف أو توجيه رسمي، رغم اتساع رقعة الخسائر ورعب السكان الذين قضى كثير منهم ليالي بيضاء على وقع زحف النيران نحو مساكنهم.
كما دعا إلى التعجيل بتنزيل الاستراتيجية الوطنية "غابات المغرب 2023-2033″، عبر مشاريع ملموسة تستهدف التأهيل البيئي المستدام، وتثمين التنوع البيولوجي الغني الذي تتميز به غابات الشمال، خاصة في إقليمي تطوان وشفشاون.
ويتموقع حزب العدالة والتنمية في صف المعارضة داخل مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، حيث سبق له أن تقدم بمقترحات متعلقة بالتخطيط البيئي والوقاية من المخاطر الطبيعية، محذرا من تكرار سيناريو الحرائق الذي بات يهدد التوازنات الإيكولوجية بالمنطقة.
كما طالب الحزب بفتح تحقيق جدي في أسباب الحرائق المتكررة، سواء الطبيعية منها أو المحتمل الوقوف وراءها بفعل بشري، مشددا على ضرورة ترتيب الجزاءات واتخاذ ما يلزم من تدابير احترازية على مدار السنة.
وسوم: حرائق الشمال، العدالة والتنمية، طنجة تطوان الحسيمة، شفشاون، تطوان، غابات المغرب، المعارضة الجهوية، الاستراتيجية الغابوية، مجلس الجهة، الكوارث الطبيعية، الوقاية المدنية، التغير المناخي، التنمية الترابية