أعلنت المندوبية السامية للتخطيط، في دراسة تحت عنوان "ما رأي المغاربة في المساواة بين الرجال والنساء؟"، أن 31.3 من المائة من المغاربة لا يؤيدون المساواة بين الجنسين في المشاركة في الحكومة، فيما أكد 68.7 في المائة منهم أنهم يؤيدون ذلك، وبلغت نسبة المغربيات اللواتي عبرت عن رفضهن الاستفادة من حصص متساوية في الميراث مع الرجل 81.4 في المائة.
وأفادت المندوبية في الدراسة نفسها، التي تم الاعتماد فيها على بيانات "المسح الوطني حول تصورات الأسر لبعض جوانب أهداف التنمية المستدامة لسنة 2016″، أن 73.5 في المائة من المغاربة يؤيدون المساواة بين الجنسين في مختلف القطاعات، بما في ذلك الوصول إلى المسؤوليات الإدارية بنسبة 73.5 في المائة، والتمثيل البرلماني بنسبة 71.1 في المائة، ثم المناصب الانتخابية المحلية بنسبة 70.5 في المائة.
وحسب المصدر ذاته، عبر 67.3 في المائة من المشاركين في الدراسة عن تأييدهم للمساوة بين الجنسين في الوصول إلى القضاء، فيما أفصح 65.4 في المائة منهم تأييدهم في تطبيق المبدأ في قيادة الأحزاب السياسية والنقابات.
هذا، وأكد 65.3 في المائة من المغاربة أهمية الوصول المتساوي بين الرجل والمرأة إلى جميع مستويات التعليم، لخلق فرص متكافئة، فيما اعتبر 20.3 بالمائة منهم بأن العمل مجال أساسي لتعزيز المساواة.
وعن المساواة بين الرجال والنساء في الإرث، عبّر 86.8 في المائة من المغاربة عن رفضهم هذه الفكرة، وبالخصوص ساكنة المناطق الحضرية بنسبة 89.2 في المائة، مقارنة بالمناطق القروية التي لا تتجاوز نسبتها 82.8 في المائة.
وأكدت المندوبية، أن الرجال عبروا عن رفضهم بشكل قاطع لفكرة المساوة في الإرث بين الجنسين، بنسبة تصل إلى 92.3 في المائة، فيما عبرت 81.4 من المائة من المغربيات عن رفضهن الاستفادة من حصص متساوية في الميراث مع الرجل.
وأعلن المصدر ذاته، أن حوالي ستة مغاربة من أصل عشرة، أي بنسبة 58.4 في المائة، يرون غياب مساواة بين الرجال والنساء، فيما تشير هذه النسبة إلى وجود اختلاف واضح بين سكان المناطق القروية والحضرية، فترتفع النسبة في المناطق الأولى إلى 65.8 في المائة مقارنة ب 52.4 في المائة بالثانية، وبلغت نسبة المغربيات اللواتي لا يعتقدن أن المساواة بين الجنسين غير موجودة 63.3 في المائة، فيما عبر 54.8 في المائة من الرجال المغاربة عن الفكرة ذاتها.
وحسب المصدر عينه، فقد عبر 63.6 في المائة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 سنة،عن أنه لا توجد مساواة بين الجنسين، بينما تنخفض هذه النسبة إلى 56.1 في المائة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و59 سنة، وإلى 54.9 في المائة لدى الأفراد الذين يبلغون 60 سنة فما فوق.
ومن هذا المنطلق، أفادت المندوبية أن هذه النتائج المتعلقة بنظرة الشباب المغاربة للمساواة متعلقة بعدد من العوامل، أبرزها تطور المعايير الاجتماعية والتعليم وزيادة الوعي، موضحة أن الدينامية الجيلية تدفعهم إلى التشكيك في عدم المساواة الموجودة في المجتمع، ومفسرة أن نتائج كبار السن لها علاقة بالتنشئة في بيئات كانت فيها الأدوار النوعية تقليدية أكثر وواضحة، وهو ما يبرر ميلهم إلى اعتبار التغييرات الحديثة لصالح المساواة بين الجنسين كافية.
وحسب الدراسة، أكدت المندوبية أن هذه النظرة السلبية للمساواة بين الجنسين تختلف حسب المجالات، إذ يعتقد 16.5 في المائة من المغاربة أنه لا توجد مساواة في الوصول إلى التعليم، بينما تصل هذه النسبة إلى 20.4 في المائة في ما يتعلق بالوصول إلى الرعاية الصحية.
وبخصوص سوق العمل، اعتبر 31.5 في المائة من المغاربة أن هناك عدم مساواة بين الجنسين، مع نسبة 25.9 في المائة في ما يتعلق بالعمل في القطاع العام، و34.3 في المائة في القطاع الخاص، في حين يقول 37.8 في المائة من المستجوبين أن مبدأ المساواة في الأجور غير محترم، وفي المقابل اعتبرت دراسة مندوبية التخطيط تقسيم العمل المنزلي المجال الذي يشهد أكبر تباين، إذ أكد 87.6 في المائة من الأشخاص أنه لا توجد مساواة بين الجنسين في هذا السياق.