تواصل فرنسا أجرأة تقاربها مع المغرب بعد الاعتراف بمغربية الصحراء، وإعلان التعاون والشراكة في عدة مجالات، بزيارة وفد عسكري فرنسي، ترأسه العقيد فريديريك دوديه، نائب مدير شؤون إفريقيا والشرق الأوسط في المديرية العامة للتسليح، إلى المملكة.
وحسب القوات المسلحة الملكية، فإن هذه الزيارة الرسمية التي تتزامن مع مفاوضات بين باريس والرباط لاقتناء الأخيرة مروحيات عسكرية فرنسية من طراز "كاراكال"؛ تندرج "في إطار خطة التعاون الشاملة وتبادل الخبرات وكذا تطوير القدرات العسكرية"، كما تأتي بعد مرور أسبوعين على زيارة الدولة التي خص بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المغرب، بدعوة من الملك محمد السادس.
وعلى هامش تلك الزيارة، أجرى وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو، محادثات مع كل من الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبد اللطيف لوديي، والمفتش العام للقوات المسلحة الملكية، الجنرال محمد بريظ.
متحدثا عن أهمية هذه الزيارة، توقف الخبير الأمني المغربي محمد أكضيض عند توقيتها وسياقها، موضحا أنها تأتي لتعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، التي يرعاها من الجانب المغربي الملك محمد السادس ومن الجانب الفرنسي الرئيس إمانويل ماكرون.
وأشار أكضيض في تصريح ل"الأيام 24″، إلى وجود رغبة مشتركة لدى البلدين من أجل تطوير الشراكة في مجال الدفاع، والانفتاح على تعاون يشمل كذلك ما هو بحري وجوي، عبر دعم قدرات المغرب لمراقبة حدوده البحرية، بالإضافة إلى عقد صفقات تضمن للمغرب التزود بمعدات متقدمة وأنظمة دفاع من الجيل الجديد.
وفي نفس السياق، ذكر المتحدث أن المغرب وفرنسا تجمعهما علاقات متجذرة على مستوى التعاون الدفاعي والعسكري، حتى في الوقت الذي كانت فيه العلاقات الدبلوماسية بينهما متوترة، يقول أكضيض، مبرزا أن المملكة تعد أحد أبرز شركاء فرنسا في القارة سواء من حيث عقد صفقات لاقتناء المعدات أو التنسيق الأمني بين مختلف الأجهزة المغربية والفرنسية لمواجهة المخاطر المتزايدة، على رأسها الإرهاب والجريمة المنظمة وغسل الأموال.