أثار صدور الملف المطلبي لشباب "GenZ 212″، بعنوان "من أجل تفعيل العقد الدستوري وتحقيق طموحات النموذج التنموي الجديد"، صباح اليوم الخميس، نقاشا واسعا في أوساط الشباب داخل غرفة الدردشة الخاصة بهم، كشف حجم التباين في الرؤى والتصورات داخل هذه الفئة. فمنذ الإعلان عن الملف على منصة "ديسكورد"، تباينت المواقف بين مؤيد يرى فيه خطوة رمزية في طريق الوعي الجماعي لدى الشباب، ومعارض يعتبره عملا مرتجلا لا يعكس حقيقة النقاشات التي شهدتها غرف الدردشة خلال الأيام الماضية. غير أن أهم ما أفرزه هذا الجدل هو حالة الانقسام الحاد بين الشباب المشاركين، سواء في مضمون المطالب أو في طريقة صياغتها. فبينما ركزت فئة على القضايا الاجتماعية كالشغل والتعليم والسكن، ذهبت أخرى نحو مطالب سياسية أكثر جرأة، ما جعل الوثيقة النهائية تبدو بلا سقف محدد ولا أولويات واضحة. ومع تفاقم الخلافات، لجأ بعض المنسقين إلى استخدام برامج الذكاء الاصطناعي، خاصة "ChatGPT"، للمساعدة في الصياغة، وهو ما أثار موجة انتقادات واسعة داخل المجموعة، وصلت إلى حد وصف الخطوة ب"الإهانة" و"السطحية"، معتبرين أن اللجوء إلى الذكاء الاصطناعي في كتابة وثيقة مطلبية يفقدها روحها ويُضعف صدقيتها. ولم يزد إصدار الملف مرتين في اليوم نفسه سوى تغذية الشكوك حول وجود تباينات داخلية حادة، عبر عنها أحد المشاركين قائلا: "واش هاد الملف يمثل ليزادمين ولا كيمثلنا كاملين؟" تعليقات من بين أخرى تلخص أزمة التمثيلية داخل صفوف المجموعة، حيث لم يعد واضحا من يتحدث باسم من.