قطعت المؤسسة الخيرية التابعة للأمير هاري وميغان ماركل "آرتشويل" علاقاتها مع منظمة مسلمة مقرها الولاياتالمتحدة، بسبب تصريحات مؤيدة لفلسطين أدلت بها مؤسستها. وقدّمت مؤسسة "آرتشويل"، التي أنشأها الزوجان في عام 2020، منذ عام 2023 منحتين بلغ مجموعهما ما يقارب 42,000 جنيه إسترليني (حوالي 55,700 دولار أمريكي) إلى "ائتلاف النساء المسلمات في ميلووكي".
ووفق موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، فقد كشفت قناة "نيوزنيشن" الأمريكية أن جنان نجيب، مؤسسة المنظمة وهي فلسطينية أمريكية، دعت إلى فرض حظر على الأسلحة الموجهة لإسرائيل، وطالبت ب"تحرير فلسطين". كما كررت الشعار: "من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة".
كما كتبت نجيب في تدوينة العام الماضي: "الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين منذ 75 عاما والإبادة في غزة يمثلان ظلما فادحا". وأضافت: "من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة. من البحر إلى النهر، فلسطين ستعيش للأبد!".
وفي رسالة إلى نجيب، قالت مؤسسة "آرتشويل": "جنان، لقد تم إعلامنا مؤخرا بمنشور لكِ في مدونة يتعارض مع قيم المؤسسة. نحن كمؤسسة نحتفي بالاختلاف في وجهات النظر والخلفيات، لكننا لا نتسامح إطلاقا مع الكلمات أو الأفعال أو الدعاية التي تحض على الكراهية".
وأوضحت الرسالة أن المنحة كانت تهدف إلى مساعدة النساء الأفغانيات على الاندماج في مدينة ميلووكي.
وفي عام 2023، شكرت نجيب المؤسسة على دعمها، قائلة: "اتخذنا إجراء سريعا وفعّالا ردا على الحرب في غزة. وقد هدفت جهودنا، بالتعاون مع منظمات أخرى في ولاية ويسكونسن، إلى رفع مستوى الوعي والمطالبة بحقوق الإنسان للفلسطينيين".
وكان الأمير هاري قد صرّح سابقا بالتزامه بقضايا العدالة الاجتماعية، وقال إن "القضاء على العنصرية يتطلب تضافر كل شخص على هذا الكوكب". كما وجّه هو وميغان اتهامات مثيرة للجدل بشأن وجود عنصرية داخل العائلة المالكة البريطانية.
ولفت "ميدل إيست آي" أن هذه الأزمة الأخيرة تأتي في وقت يتعرّض فيه الأمير هاري لانتقادات واسعة في الصحافة البريطانية، بسبب سفره إلى أوكرانيا التي مزقتها الحرب، في حين يجادل أمام المحكمة العليا بشأن حاجته إلى حماية أمنية ممولة من دافعي الضرائب في بريطانيا.
ولم يزر أي عضو من العائلة المالكة إسرائيل رسميا حتى عام 2018، عندما سافر الأمير ويليام، شقيق هاري الأكبر، إلى هناك لإحياء الذكرى السبعين لقيام إسرائيل، وفق الموقع البريطاني.
وقد تكهّن البعض بأن الملكة إليزابيث كانت تحمل موقفا سلبيا تجاه إسرائيل، بسبب التمرّد المسلح الذي شنته الجماعات الصهيونية ضد الانتداب البريطاني في فلسطين في أربعينيات القرن الماضي، قبل إعلان قيام دولة إسرائيل.
وبحسب ما ورد عن الرئيس الإسرائيلي الأسبق رؤوفين ريفلين، كانت الملكة الراحلة تعتقد أن "كل إسرائيلي إما إرهابي أو ابن لإرهابي"، ورفضت السماح لمسؤولين إسرائيليين بدخول قصر بكنغهام.
وخلال زيارتها للأردن في عام 1984، تم عرض خريطة لها تُظهر مواقع المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في الضفة الغربية، وردّت قائلة: "يا لها من خريطة كئيبة".
كما أثار الملك تشارلز الجدل سابقا بسبب آرائه بشأن إسرائيل. ففي عام 2017، ظهر خطاب كتبه لصديق عام 1986 بعد زيارة إلى الشرق الأوسط. وذكر فيه أنه قرأ القليل من القرآن وأعجب "ببعض جوانب الإسلام"، وأضاف أنه بدأ يفهم وجهة النظر العربية بشأن إسرائيل. وكتب: "لم أكن أدرك أنهم يرونها مستعمرة أمريكية".
وأضاف: "أنا الآن أقدّر أن العرب واليهود جميعهم في الأصل شعوب سامية... لكن تدفّق اليهود الأوروبيين الأجانب (وخاصة من بولندا، كما يقولون) هو ما ساهم في خلق مشاكل كبيرة".
وأكثر ما أثار الجدل، كان قوله: "ألا يجب على رئيس أمريكي ما أن يتحلى بالشجاعة لمواجهة اللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة؟".
وذكر موقع "ميدل إيست آي" أن قناة "نيوزنيشن" خاطبت مؤخرا مؤسسة آرتشويل لإبلاغها بتصريحات مؤيدة لفلسطين أدلت بها جنان نجيب.
وأعلنت المؤسسة أواخر الأسبوع الماضي أنها ستتوقف عن تقديم التبرعات للمنظمة بعد إبلاغها بهذه التصريحات.
وأبلغت هذه القناة الأمريكية المؤسسة في وقت سابق من هذا الشهر بأن نجيب وصفت إسرائيل بأنها "دولة فصل عنصري"، وهو وصف أصدرته محكمة العدل الدولية في رأي استشاري عام 2024، كما أيدته عدة منظمات حقوقية كبرى، من بينها منظمة العفو الدولية.