مع توالي اعترافات الدول الكبرى الدائمة العضوية بمجلس الأمن بمغربية الصحراء، يزداد الضغط الدولي على جبهة "البوليساريو" وداعمتها الجزائر، ما يؤدي إلى عزلتهما على الصعيدين الإقليمي والدولي، ويعزز قُرب حسم هذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية بصفة نهائية. فبعد الموقفين الأمريكي والفرنسي جاء الدور هذه المرة على دولة ثالثة "حاملة للقلم" بمجلس الأمن هي بريطانيا التي أيدت مبادرة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء المغربية، الأمر الذي شكل تحولا في موقفها السابق وانسجاما مع توجهات أوروبية حديثة.
أستاذ العلاقات الدولية خالد الشيات، أكد أن أي دعم لمقترح الحكم الذاتي المغربي هو دعم لعملية سياسية بغية إيجاد حل نهائي لهذا المشكل المفتعل، مضيفا أنه دعم موجه للمغرب وأيضا دعم يتسم بالعقلانية والواقعية لإيجاد حل نهائي لهذا المشكل المفتعل.
واعتبر الشيات، في تصريح ل"الأيام 24″، أن الدعم البريطاني ينضاف إلى الدول التي اعترفت إما بمغربية الصحراء كما هو الشأن بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية أو بالنسبة للمواقف الداعمة للحكم الذاتي لاسيما من الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن.
وسجل الشيات، أن بريطانيا أصبحت هي الدولة الثالثة من الأعضاء دائمي العضوية بمجلس الأمن التي تؤيد مغربية الصحراء، أي أن هناك أغلبية على المستوى العددي داخل الدول المتمتعة بحق النقض.
وتابع أنه حتى إن لم تكن المسألة مرتبطة بالعدد فقط، فإن هذا الدعم المتواصل للمغرب خاصة من قبل دول معينة لها دور كبير في المجتمع الدولي من قبيل أمريكا وفرنسا وبريطانيا سيكون له انعكاس كبير على الحل القانوني والنهائي لهذا النزاع المفتعل.
وشدد الشيات، على أن المطلوب اليوم هو أن يكون هناك سعي لهذه الدول داخل مجلس الأمن لفرض الحل السياسي ومحاسبة كل الأطراف التي تصر على الحل العسكري بما فيها الجزائر وجبهة "البوليساريو" الانفصالية.
ومن ناحية أخرى، أبرز الشيات، أن دعم بريطانيا لمقترح الحكم الذاتي يعكس عمق العلاقات المغربية البريطانية باعتبار العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين منذ 800 سنة، الأمر يعكس أهمية العلاقات المغربية البريطانية على المستوى الإستراتيجي.
ولفت الشيات، إلى أن أهمية مجالات التعاون الاقتصادي بين البلدين خاصة على المستوى الطاقي باعتبار أن المغرب سيصبح في المستقبل القريب دولة تشكل قاعدة أساسية لمستهلكي الطاقة النظيفة بالخصوص ببريطانيا بحلول 2030، فضلا عن توافق الدولتين على مستوى الرؤية الإستراتيجية داخل الفضاء الأطلسي الذي يمكن أن يكون قاعدة لتعاون إستراتيجي مهم بين الرباط ولندن.