أعلنت القوات المسلحة المالية قيامها بعملية استهدفت مجموعة مسلحة تابعة لتنظيم داعش في منطقة "شامان"، التي تقع على بُعد 38 كيلومترًا شمال ميناكا. وبحسب عدة مصادر أمنية وقنوات متخصصة في متابعة الإرهاب في منطقة الساحل، أسفرت العملية عن تصفية ستة مقاتلين، من بينهم الجزائري "أبو دحداح"، الذي تم تحديد هويته كقيادي أجنبي في التنظيم.
ونقلت صحيفة "جورنال دو مالي" الجزائري "أبودحداح" معروف بدوره الأيديولوجي والتقني، خصوصًا في تصنيع العبوات الناسفة (IED)، ويُعتقد أنه متورط في العديد من الهجمات العابرة للحدود في مالي والنيجر.
ويحذر بعض المحللين من احتمال حدوث إعادة هيكلة عابرة للحدود: فقد يؤدي تقارب استراتيجي مع فصائل أخرى من تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة، مثل ISWAP (ولاية غرب إفريقيا التابعة لتنظيم الدولة، النشطة في نيجيريا وحول بحيرة تشاد)، إلى إحياء نفوذ تنظيم داعش داخل الأراضي المالية.
وتزداد هذه الفرضية ترجيحًا في ظل الضغوط العسكرية المتزايدة التي تواجهها هذه الجماعات في معاقلها الأصلية، مما يدفعها إلى التفكير في إعادة التمركز إقليميًا.
وأضافت الصحيفة المالية أن تصفية "أبو دحداح" واستسلام "أوبل" يشكلان انتصارين تكتيكيين لا غبار عليهما بالنسبة للقوات المسلحة المالية. لكن الأثر الاستراتيجي الحقيقي لهذين الحدثين سيعتمد على قدرة السلطات على تحقيق استقرار دائم في هذه المناطق، ومنع إعادة تشكيل الخلايا المتطرفة، وإعادة الخدمات الأساسية للسكان، الذين عانوا طويلاً من سنوات العنف والتهجير وغياب المساعدات الإنسانية.