صدر اليوم العدد السادس من مجلة "الجزيرة لدراسات الاتصال والإعلام"، حاملا بين دفتيه أعمال المؤتمر العلمي المشترك الذي نظّمه مركز الجزيرة للدراسات ومختبر الدراسات الأدبية واللسانية وعلوم الإعلام والتواصل بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس تحت عنوان "الصحافة الاستقصائية ومنهجية البحث العلمي في تغطية الحروب والنزاعات"، في دجنبر الماضي. ويضع العدد محور العلاقة بين الصحافة الاستقصائية والصرامة الأكاديمية تحت المجهر، متتبعا كيف تسهم المناهج البحثية في صقل التحقيقات، ورفع موثوقيتها، وإنتاج معرفة دقيقة تخدم الجمهور، ولا سيما في سياقات الحرب والانتقال الديمقراطي.
وضمن الدراسات المنشورة، نجد دراسة لأستاذ الصحافة والإعلام بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس محمد كريم بوخصاص التي تقدم خريطة للمقاربات المنهجية القابلة للتوظيف لتحسين جودة المادة الاستقصائية. وأيضا دراسة عزّام أبو الحمام التي تناقش مبدأ الإلزامية المنهجية، مبرزة حدود التزام التحقيقات الناجحة بخطوات البحث التقليدية.
في السياق نفسه، تبحث وفاء أبو شقرا عن جواب لسؤال مدى استلهام الصحفي الاستقصائي لطرائق البحث العلمي وأثر ذلك في تمايز التحقيقات، بينما يرصد عبد الله سالم باخريصة كيف بلورت عينة من التحقيقات اليمنية مشكلاتها وفرضياتها وفق تحليل مضامين يتّبع منطق البحث العلمي.
وتفكّك مرفت الشقطمي دور الصحافة الاستقصائية العربية في أزمنة الحرب وكيفية تعاطيها مع الانتهاكات، مركزة على التحديات التقنية والأمنية وآليات تجاوزها بالتقنيات الحديثة. ومن غزة، يدرس أحمد رضوان تجربة الصحفيين الفلسطينيين في توظيف شبكات التواصل للتحقق من المعلومات وسط طوفان الأخبار المضلّلة خلال حرب 2023-2024.
وفي محور الذكاء الاصطناعي، تُحلل فاطمة الزهراء السيّد التعقيدات التقنية والقانونية والأخلاقية لاستخدامه في كل مراحل الإنتاج الاستقصائي، بينما تستطلع صبرين المطماطي تمثّلات الصحفيين التونسيين لهذه التقنيات واستشرافهم لمستقبل المهنة.
في نافذة "دراسات وأبحاث" يستقصي عبد الحكيم أحمين أدوار النخبة العربية إبان الحرب على غزة، محدِّداً رؤاها ومبادراتها، فيما تقارن وضحة السويدي تغطية "الجزيرة نت" و"بي بي سي عربي" للحرب نفسها، محلّلة أطر المعالجة بين أكتوبر 2023 ويناير 2025. ويقدم غسان مراد لبنة جديدة في "المعجم الإعلامي الحديث"، مُعزِزا التراكم المعرفي في اصطلاحات الإعلام، بينما يعرض محمود الحرثاني وشيماء شهاب كتاب "الوثاق الرقمي المزدوج" لمحمد زياني وجو خليل، معتبرين إياه مرجعاً لفهم السيادة الرقمية في المنطقة.