انتقد كريم تاج، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، تعاطي الحكومة مع قطاع الصحافة، معتبرا أن ما يحدث اليوم ليس سوى "تكريس للريع الإعلامي" و"محاولة واضحة للتحكم في المشهد الصحفي من خلال الإصرار على إحداث الانشقاق بين المهنيين وخاصة الناشرين". وقال تاج، خلال مداخلته في مائدة مستديرة نظمت لمناقشة مشروع قانون إعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة، اليوم الأربعاء بالرباط، إن دعم الدولة للصحف خلال جائحة كورونا كان مبررا في حينه، نظرا لتوقف الطباعة وظروف الأزمة، لكنه أشار إلى أن هذا الدعم كان يفترض أن يبقى استثنائيا كما يدل عليه اسمه، لا أن يتحول إلى سياسة دائمة تؤسس لوضع غير مسبوق وغريب، يتم فيه تأدية الأجور بشكل مباشر دون أي رؤية واضحة.
وأضاف المتحدث أن هناك مؤسسات صحفية باتت تعتبر هذا الوضع الريعي مريحا، بينما المسؤولية تقع، حسب رأيه، على الحكومة التي اختارت أن تواصل هذا النهج بدل العودة إلى مراجعة حقيقية لمنظومة الدعم، وتحسين الوضع على ضوء ما أفرزته المرحلة السابقة من اختلالات.
وفي سياق متصل، عبر تاج عن رفضه لما اعتبره "مخططا محكما لضرب وحدة الجسم المهني، وخاصة داخل صفوف الناشرين"، مؤكدا أن هناك إرادة لإحداث الانشقاق وتفكيك التمثيلية المهنية.
ولم يخف المتدخل استغرابه من الطريقة التي تم بها فرض اللجنة المؤقتة، معتبرا أن الحكومة التي تحترم نفسها تضع مخططا تشريعيا في بداية ولايتها، وليس حلا مؤقتا يتحول إلى أداة للتحكم في مخرجات المشهد الإعلامي.
وختم تاج كلمته بالتأكيد على أن ما يجري اليوم في قطاع الصحافة يحتاج إلى مقاومة ومواجهة، داعيا إلى تعبئة كافة الفرقاء الديمقراطيين والنزهاء لمواجهة "تسونامي الفساد" الذي يهدد ليس فقط الإعلام بل مجمل الحقل الديمقراطي في البلاد.