"أنا متخوف جدا لأننا نمنح لخصوم المغرب الفرصة لاستهدافنا"، بهذه العبارة التي قالها بلسانه الفرنكفوني وبنبرة حانقة؛ اختار المدير العام السابق للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (HACA) جمال الدين الناجي، مشاركة تصوره لما يستبطنه مشروع القانون المثير للجدل رقم 26.25، المتعلق بإعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة، من أبعاد خطيرة تتجاوز ما هو مهني صرف لتصل إلى خدش صورة المغرب على المستوى الإقليمي والدولي.
جمال الدين الناجي، من موقعه كخبير مغربي في الصحافة والإعلام، ورئيس شرفي لشبكة كراسي اليونسكو للاتصال، وهو يعدد منزلقات ونواقص هذا النص التشريعي الذي بادر وزير الشباب والثقافة والتواصل في حكومة عزيز أخنوش، محمد المهدي بنسعيد، إلى طرحه دون إشراك الهيئات المهنية الأكثر تمثيلية؛ توقف عند تداعياته التي وصفها ب"الكارثية" على سمعة المملكة المغربية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها خاصة في ارتباطها بمحيطها المغاربي.
وقال الناجي في كلمة له خلال المائدة المستديرة التي نظمها حزب التقدم والاشتراكية، الأربعاء 16 يوليوز 2025 بالرباط، لمناقشة هذا الموضوع، إن خصوم المغرب في المنطقة، خاصا بالذكر النظامين الجزائري والتونسي سيتصيدون فرصة إعمال هذا "القانون الغبي" لمحاولة النيل من المغرب وكسب نقاط لصالحهم على حسابه.
وشدد المنسق العام للحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع، على أنه ليس مقبولا من بلاد من حجم المغرب، تبنت الإنصاف والمصالحة لطي "سنوات الرصاص" في الماضي، وباتت اليوم تعتمد على الذكاء الاصطناعي، أن تُخرج للوجود قانونا مماثلا، لا تكمن خطورته في مخالفته للدستور خاصة الفصل 28 منه فقط، بل لكونه يناقض فلسفة التنظيم الذاتي في حد ذاتها.
وفي مقارنة مع تجارب بعض دول القارة السمراء، ذكر جمال الدين الناجي أن غينيا التي تعتبر أفقر دولة في إفريقيا وسبق له أن زارها، حذفت كل ما هو زجري في قانون الصحافة الخاص بها، مضيفا بحسرة: "C'est trop pour moi".