Getty Imagesمبنى السفارة المصرية في هولندا شهدت سفارات وبعثات دبلوماسية تابعة للأردن ومصر في عدد من دول العالم خلال الأيام الماضية اعتداءات واحتجاجات، في سياق حملات تحت شعار "حصار السفارات" تستهدف مواقف البلدين من تطورات الأوضاع في قطاع غزة. وبينما لم يصدر الأردن توضيحاً لطبيعة هذه الاحتجاجات، أعلنت السلطات المصرية أن بعض تلك التحركات شملت محاولات ل"حصار وإغلاق" سفارتها في هولندا. تأتي هذه التحركات بالتزامن مع تصاعد أصوات تتهم القاهرة وعمّان "بالتواطؤ في الحصار المفروض على غزة"، في حين يقول البلدان إنهما يواصلان جهودهما السياسية والإنسانية لوقف الحرب على القطاع. رفض قادة ومسؤولون في البلدين هذه الاحتجاجات ووصفوها ب"محاولات التشويه المتعمدة لدورهما الثابت والداعم للقضية الفلسطينية". الأردن: "حملات تحريض مستمرة" اعتبرت وزارة الخارجية الأردنية أن الاعتداءات التي طالت مقرات السفارات الأردنية في الخارج تأتي في سياق "حملات التحريض المستمرة ضد الأردن ودوره الإنساني في تقديم الدعم والإغاثة للفلسطينيين في قطاع غزة". وأكدت الوزارة في بيانٍ، السبت، أنها خاطبت وزارات خارجية الدول التي وقعت فيها هذه الاعتداءات، مُطالِبةً باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتأمين حماية بعثات المملكة والعاملين فيها. وتداولت منصات التواصل الاجتماعي فيديو يُظهر ملثمين يرمون حجارة على مبنى السفارة الأردنية في بروكسل، وسط هتافات تطالب ب"فتح المعابر". ولم يتوجه الأردن بأي اتهام مباشر لقوى أو تنظيمات معينة بتحمل مسؤولية الاعتداءات التي طالت سفاراته في الخارج. الجيش الأردنيإنزال أردني على غزة يُذكر أن الأردن ينفّذ سلسلة من الإنزالات الجوية، بدأ أولها فجر يوم الاثنين 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، حيث أُسقطت مساعدات طبية ودوائية عاجلة للمستشفى الميداني الأردني داخل القطاع. * الغذاء يتساقط من السماء: جدل حول إسقاط المساعدات جواً مصر: "لا أخلاقياتنا ولا قيمنا تسمح بذلك" أما "حصار السفارات" المصريّة في الخارج فقد بدأ إثر قيام الناشط المصري أنس حبيب بإغلاق مقر السفارة المصرية في هولندا من الخارج بأقفال لمنع دخول العاملين فيها، قائلاً إن "هذا مماثل لما تفعله مصر بإغلاق معبر رفح وتقول إن إسرائيل هي مَن تغلقه". وتبع ذلك احتجاجات أمام سفارات مصر بدول عدة منها، لبنان، وسوريا، وبريطانيا، والدنمارك، وكندا، وتونس، وليبيا، وجنوب أفريقيا. قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمة الاثنين: "لا يمكننا أن نمنع دخول المساعدات... لا أخلاقياتنا ولا قيمنا تسمح بذلك، ولا حتى الظرف أو المسؤولية الوطنية تسمح بذلك". وأشار السيسي إلى أن حديثه في هذه المرحلة "يأتي في وقت يثار فيه كثير من الكلام"، مذكراً بأن مواقف بلاده "كانت دائماً إيجابية، وتدعو لوقف الحرب، وحل الدولتين". * مصر تنفي تقارير عن استعدادها لتوطين نصف مليون فلسطيني في أراضيها * "المزاج يتغير": تصاعد الأصوات الإسرائيلية الغاضبة من حرب غزة بدوره، استنكر وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في كلمته بمؤتمر المصريين بالخارج في القاهرة، الأحد، ما وصفها ب"الحملة الممنهجة" ضد مصر، واصفاً إياها بأنها "تعكس أغراضاً مشبوهة ومضللة". تباين ردود الفعل عبر منصات التواصل Getty Imagesسفارة المملكة الأردنية الهاشمية في واشنطن (أرشيفية) شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلاً واسعاً مع الاحتجاجات و الاعتداءات التي استهدفت سفارات الأردن ومصر، إذ تباينت الآراء بين مؤيد لدور البلدين في دعم القضية الفلسطينية، وناقد للحملات التي اتهمتهما "بالتواطؤ في الحصار على غزة". ورفض البعض وصْف ما تعرّضت له السفارات في الخارج بأنه "عمل فردي"، بل قالوا إنه "حملة ممنهجة واضحة، تستهدف تشويه صورة الأردن ودوره تجاه غزة". https://www.facebook.com/maya.alkourdy/posts/pfbid028Gq7ivfQ1Wy8QDmU9vo7FMJ6nVN3XgvgNoNV2iZPKwcEFTGCCWdmAg9J1ErXH4Zgl في المقابل، أيّد العديد من المغردين "حصار السفارات" الأردنية والمصرية في الخارج، مع التأكيد على استمراريته في حال "لم يُرفع الحصار عن غزة"، بحسب وصفهم. https://twitter.com/yaseenizeddeen/status/1951774821270127036 ورأى العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن "حصار السفارات" هو من أفضل الحلول التي تُظهر التضامن مع قطاع غزة، وسط مناشدات لاستمرار ذلك الشكل من الاحتجاجات. وبينما دافعت أصواتٌ عن الأردن ومصر إزاء الاعتداءات على سفاراتهما، ظهرت أيضاً مَطالب ب"الاعتداء على سفارات أمريكا وإسرائيل والتظاهر أمامها"، وفق ما رصدته بي بي سي. وفي المقابل، وَجّهت أصواتٌ أخرى اتهامات لمصر ب"التواطؤ في حصار غزة وإبطاء دخول المساعدات عبر إغلاق معبر رفح"، كما اتُهم الأردن بسبب "علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل"، بحسب تغريدات ومنشورات. * حرب غزة: هل يدفع الأطفال ثمن الحرب من أعمارهم؟ * أول صبي من غزة يتلقى العلاج في بريطانيا نتيجة إصابته في الحرب * هل تستطيع إسرائيل تجاهل القانون الدولي والبقاء في غزة؟