أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن الوضع في الصحراء المغربية خلال الفترة الممتدة من فاتح يوليوز 2024 إلى 30 يونيو 2025 اتسم باستمرار التوتر، مع تسجيل أعمال قتالية منخفضة الحدة بين المغرب وجبهة البوليساريو.
وأوضح غوتيريش، في تقرير حديث مرفوع إلى الجمعية العامة، أن معظم حوادث إطلاق النار التي أبلغ عنها الطرفان تركزت في شمال الإقليم، خاصة قرب بلدة المحبس، حيث واصلت بعثة الأممالمتحدة (المينورسو) زياراتها للمناطق المجاورة للجدار الأمني، ولاحظت آثار انفجارات لذخائر مدفعية، مشيرا إلى أن الطلقات التي تم التحقق منها لم تسفر عن أضرار كبيرة.
وأشار التقرير إلى حادث وقع يوم 9 نونبر الماضي تزامنا مع احتفالات الذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء بمدينة المحبس، دون تسجيل إصابات، مضيفا أن البعثة عثرت يوم 11 نونبر على حطام أربعة صواريخ.
كما ذكر أن الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة أكد في رسالة إلى الأمين العام أن المملكة تحتفظ بحقها في اتخاذ جميع التدابير المناسبة لوقف أي تهديدات أو اعتداءات، بما يتماشى مع المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة.
وأضاف التقرير أن حادثا آخر سجل يوم 6 أبريل عندما أطلق مقذوف بقطر 155 ملم من طرف الجيش المغربي قرب منطقة تيفاريتي، دون أن يخلف إصابات أو أضرارا مادية، مبرزا أن قيادة المينورسو أعربت عن قلقها للجانب المغربي الذي جدد يوم 7 أبريل ضماناته الأمنية لأفراد البعثة.
ولفت التقرير إلى حادث إطلاق أربعة صواريخ بتاريخ 27 يونيو، سقط أحدها على بعد 200 متر من موقع فريق البعثة في السمارة، موضحا أن الممثل الخاص بعث رسائل إلى جبهة البوليساريو للتأكيد على قلق البعثة والدعوة إلى وقف الأعمال العدائية، فيما وصف الجيش المغربي الحادث بأنه "عمل عدائي صارخ".
كما أبرزت الوثيقة أن بعثة المينورسو تواصل التحقيق في 11 حالة من الغارات الجوية المزعومة شرق الجدار الأمني، مشيرة إلى أن هذه التحقيقات أسفرت، وفق شهود عيان، عن مقتل خمسة عمال أجانب من مالي وموريتانيا والسودان، إضافة إلى ثلاثة أشخاص آخرين قضوا في قصف مدفعي بمنطقة ميجك.
وأكد غوتيريش أن تخفيف القيود المفروضة على الإمدادات والخدمات اللوجستية شرق الجدار الأمني مكن البعثة من الحفاظ على مواقعها وتزويدها بانتظام، من خلال قافلة برية واحدة على الأقل شهريا، رغم استمرار خضوع هذه العمليات لموافقات مؤقتة من جبهة البوليساريو.