في سياق دبلوماسي دقيق يسبق انعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي حول قضية الصحراء المغربية المرتقبة في أكتوبر المقبل، أجرى وزير الخارجية، ناصر بوريطة، اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، في خطوة تعكس أهمية موقف موسكو قبل الجلسة الأممية الحاسمة.
الاتصال جاء في وقت تعرف فيه مواقف عدد من القوى الدولية بشأن النزاع الاقليمي المفتعل تحولات ملموسة، كما أنه يسلط الضوء على الدور المتنامي لموسكو في معادلة الصحراء، خصوصًا في ظل تطور الموقف الروسي من التأييد الضمني لجبهة البوليساريو خلال الحرب الباردة إلى تبنّي خطاب أكثر توازنًا وواقعية خلال السنوات الأخيرة.
التنسيق الدبلوماسي المغربي الروسي تضمن، وفقًا لما رشح من المعطيات الرسمية، نقاشًا حول "سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية وتطوير قنوات الحوار السياسي"، فضلًا عن التحضيرات للدورة الثامنة للجنة المشتركة بين البلدين.
ويرى خبراء أن الاتصال يأتي على بعد أسابيع قليلة من جلسة مجلس الأمن التي ستنظر في تجديد ولاية بعثة "المينورسو"، وتقييم التطورات السياسية والميدانية في الصحراء، وسط استمرار الجمود في العملية السياسية.
وبالنظر إلى أن روسيا عضو دائم في مجلس الأمن، فإن تعزيز التنسيق معها قبيل الجلسة المرتقبة يحمل أبعادًا استراتيجية، خصوصًا وأن موسكو امتنعت في السنوات الأخيرة عن التصويت على بعض قرارات التجديد، ما يشير إلى تموقعها كطرف راغب في لعب دور الوسيط لا الداعم لطرف ضد آخر.
بروز مواقف أمريكية وإسبانية وفرنسية داعمة لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية أدركت معه الرباط ضرورة إقناع موسكو بعدم معارضة هذا التصور، أو على الأقل الحفاظ على حيادها الإيجابي داخل مجلس الأمن، يعزز من زخم مقترح الحكم الذاتي باعتباره الحل السياسي الوحيد لإنهاء النزاع.