في الوقت الذي تحتضن فيه باريس، مساء اليوم الاثنين، حفل توزيع جوائز مجلة فرانس فوتبول، في حدث سنوي ينتظره عشاق كرة القدم، مازال الغموض هو المسيطر بشأن اسم اللاعب الذي سيفوز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم التي تمنحها مجلة فرانس فوتبول الفرنسية سنويا.
ويتقاسم لاعب باريس سان جيرمان، الفرنسي عثمان ديمبيلي (28 عاما)، ولاعب برشلونة الإسباني، لامين يامال (18 عاما) فرص التتويج وخلافة نجم مانشستر سيتي، الإسباني رودري، المتوج في العام الماضي للمرة الأولى في مسيرته.
فبعد موسم استثنائي لكل لاعب منهما، فرديا وجماعيا، بات حلم الحصول على الجائزة للمرة الأولى طموحا مستحقا، وبقدر ما سيكون يامال قادرا على التتويج في المواسم المقبلة، قد لا تتوفر للاعب الفرنسي فرصة مشابهة مثل العام الحالي مع تقدمه نسبيا في السن.
ويُعتبر موسم 2024 2025، استثنائيا بالنسبة إلى نجم الفريق الفرنسي. فقد كان متألقا في المسابقات المحلية، وكذلك في دوري أبطال أوروبا، ولعب دورا كبيرا في قيادة فريقه إلى حصد كل الألقاب في فرنسا، قبل أن يكون نجم رحلة الفريق في دوري أبطال أوروبا بقيادة نادي العاصمة الفرنسية إلى حصد اللقب الأول في المسابقة بعد سنوات اجتهد خلالها الفريق واعتمد على أبرز اللاعبين في العالم، مثل ليونيل ميسي وكيليان مبابي ونيمار وزلاتان إبراهيموفيتش.
لكن بصمة الفرنسي كانت واضحة بفضل أهدافه وكراته الحاسمة التي جعلت فريقه يتغلب على أفضل الفرق، وخصوصا من الدوري الإنجليزي مثل ليفربول وأرسنال ومانشستر سيتي. ورغم أن الباريسي فشل في الحصول على كأس العالم للأندية بخسارة النهائي أمام تشلسي الإنكليزي، إلا أنه أضاف لقباً جديداً بالحصول على السوبر الأوروبي، ليؤكد التألق التاريخي.
بدوره، حقق "موهبة النادي الكتالوني" لامين يامال، الذي يسحر الجماهير بمهاراته العالية، موسما لافتا، فقد كان كابوساً متواصلاً على منافسي فريقه، ويحرج كبار المدافعين في العالم بقدرته الفائقة على المراوغة.
كما حسّن أرقامه التهديفية ولم يعد مهتما بصناعة الأهداف ومنح رفاقه كرات سهلة لهزّ شباك المنافسين، بل تكفل بإكمال الهجومات من خلال الكرات التي تسكن الزوايا الصعبة على الحراس، في مشهد تكرّر العديد من المرات بين الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، حيث لم يترك يامال الفرصة تمرّ في كل مرة ليُثبت للعالم أنه يستحق أن يكون خليفة ليونيل ميسي في برشلونة وربما في الكرة العالمية.
وإضافة إلى المهارات العالية التي تجعله قادراً على صنع الفارق بمفرده، فإن اللاعب الإسباني ساهم في وصول فريقه إلى نصف نهائي دوري الأبطال وكذلك التتويج بالثنائي محلياً.
ويتفوق ديمبيلي على يامال من حيث عدد التتويجات، ذلك أن حصول باريس سان جيرمان على كل الألقاب تقريبا، وخصوصا دوري أبطال أوروبا، يعطي الفرنسي شرعية وأسبقية على منافسه، لأن من بين أهم شروط ترشيح اللاعبين، المكاسب التي حققها كل لاعب في الموسم.
أما النجم الإسباني، فإن مهاراته العالية هي التي تضعه في موقف قوة، ذلك أنّه من حيث التتويجات تميل الكفة إلى اللاعب الفرنسي الذي جمع في موسم واحد كل ما يحلم به اللاعبون تقريباً خلال مسيرتهم الاحترافية، خصوصاً أنه تألق مع منتخب بلاده، وبالتالي سيكون الاختيار بين التتويجات والمهارات الفردية.
وفي حال تتويج ديمبيلي، سيكون سادس لاعب فرنسي يُتوج، بينما ترفع بلاده رصيدها إلى ثماني جوائز معادلة الأرجنتين التي حصدت كل التتويجات بفضل ليونيل ميسي. أما تتويج يامال، فسيُبقي الجائزة إسبانية، لترفع بلاده حصادها إلى خمسة تتويجات، ويكون الإسباني الرابع المتوج.
وسيشهد الحفل توزيع الجوائز الأخرى مثلما يحصل في كل عام، مثل جائزة أفضل لاعب شاب وأفضل لاعبة وأفضل مدرب وأفضل فريق، وغيرها من الجوائز. كذلك سيعرف الحفل حضورا عربيا، بما أن المغربي أشرف حكيمي، والمصري محمد صلاح، مرشحان لجائزة أفضل لاعب، ولكن منطقيا تبدو فرص المصري ضعيفة ليكون ضمن أفضل 10 لاعبين، وسط توقعات بأن يسيطر لاعبو باريس سان جيرمان على المشهد، وبالتالي فإن حكيمي الذي وجد دعما قويا في الفترة الماضية بترشيحه من جانب العديد من الأطراف للحصول على الجائزة، قد يكون ضمن الثلاثي الأول بعد العروض القوية التي قدمها، بما أنه حالياً يُصنف من بين أفضل اللاعبين في مركزه في العالم، ولعب دورا بارزا في نجاحات فريقه التاريخية في الموسم الحالي.