على خلفية التراشق الإلكتروني بين الجماهير التونسيةوالفلسطينية عقب مغادرة "نسور قرطاج" لبطولة كأس العرب من دور المجموعات، أطلق نشطاء تونسيونوفلسطينيون حملة إلكترونية تحت عنوان "وأد الفتنة"، في وقت دعا فيه جبريل الرجوب، رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم إلى "عدم تسييس الرياضة". وتأهل منتخبا سورياوفلسطين إلى الدور ربع النهائي من كأس العرب بعد تعادلهما سلبا، الأحد الماضي، في الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة الأولى، ما حرم تونس الفائزة على قطر الدولة المضيفة 3-0 من حجز بطاقتها.
وتسبب الخروج المبكر للمنتخب التونسي بموجة من الغضب لدى مشجعي كرة القدم في تونس، تم ترجمتها بحملات إلكترونية تلقي اللوم على المنتخب الفلسطيني الذي اعتبرت أنه أبرم "تفاهما" مع نظيره السوري للصعود معا إلى ربع النهائي، وإخراج منتخب تونس "من الباب الصغير".
بل ذهبت بعض وسائل الإعلام التونسية بعيدا للحديث عن وجود "مؤامرة" ضد "نسور قرطاج"، مستعينة بآراء محليين استعرضوا مقاطع من المباراة تؤكد هذا الأمر، من وجهة نظرهم، حتى أن بعضهم لجأ لاتهام حكم المباراة، العماني أحمد الكاف، بالاشتراك في هذه "المؤامرة"، بعد إلغائه لركلة جزاء احتسبها لصالح المنتخب السوري، وذلك بعد استعانته بتقنية الفار.
وفي ظل هذا الوضع المتوتر، أطلق عدد من النشطاء في تونسوفلسطين حملة إلكترونية، دعوا فيها إلى "وأد الفتنة" بين الشعبين، مؤكدين أن ما يجمع بينهما لا يمكن أن تبدده لعبة كرة القدم. وروجت بعض الصفحات الاجتماعية لشائعات تتحدث عن تقديم تونس "شكوى" لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) للتحقيق في وجود خروقات أو تجاوزات في مباراة سورياوفلسطين، إلا أنه لم يصدر أي تعليق رسمي يؤكد أو ينفي هذا الأمر.
في المقابل، دعا جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم إلى عدم تسييس الرياضة.
وأكد الرجوب، لقناة فلسطين الشباب والرياضة أن "مشاركة المنتخب الفلسطيني في كأس العرب أثبتت وصوله إلى مرحلة الندية، بعد تجاوز ليبيا (في التصفيات المؤهلة للبطولة)، والفوز على قطر، والتعادل مع تونسوسوريا. وهذه النتائج تعكس روح الشعب الفلسطيني وصموده، وتقدّم المنتخب كفريق قادر على الإنجاز وتمثيل فلسطين بأفضل صورة".
وتطرق الرجوب بشكل غير مباشر إلى الجدل المثار حول "تسبب" منتخب فلسطين بمغادرة نظيره التونسي، حيث أكد أن "ما حصل مؤخرا استُغل بشكل مبالغ فيه من بعض الأطراف ومنصات التواصل. وتم التحقيق في كل ما جرى، ونؤكد بشكل قاطع: لا علاقة لأي لاعب بما تم ترويجه".