أكد الدولي المغربي السابق كريم الأحمدي أن مشاركة المنتخب الوطني في كأس إفريقيا للأمم، التي يحتضنها المغرب، تضع "أسود الأطلس" أمام فرصة تاريخية للتتويج باللقب القاري الغائب منذ خمسة عقود، لكنها في الآن ذاته تفرض قدرا كبيرا من الحذر في التعاطي مع صفة المرشح الأبرز.
وفي تصريح لقناة "ESPN"، أوضح الأحمدي أن المنتخب المغربي يتوفر على تركيبة بشرية قوية تضم لاعبين ذوي مستوى عال وخبرة دولية وازنة، إضافة إلى عاملي الأرض والجمهور، وهي معطيات تجعل المغرب في مقدمة المنتخبات المرشحة للظفر باللقب. غير أنه شدد على أن هذه الأفضلية قد تنقلب إلى عبء إذا ما رافقتها ثقة مفرطة أو استهانة بالمنافسين.
واعتبر القائد الأسبق للمنتخب الوطني، الذي خاض 66 مباراة دولية، أن الجيل الحالي يمتلك كل المقومات للتتويج، خاصة بعد المسار اللافت في كأس العالم 2022 وبلوغ نصف النهائي، مبرزا أن هذه المجموعة تبدو أكثر نضجا وقوة مقارنة بالنسخ السابقة، بحكم احتكاك لاعبيها بأعلى المستويات في البطولات الأوروبية الكبرى.
وفي المقابل، نبه الأحمدي إلى التحدي التكتيكي الذي يواجهه المنتخب المغربي، موضحا أن التحول من أسلوب اللعب القائم على الانضباط الدفاعي والهجمات المرتدة، كما كان الحال في المونديال، إلى لعب دور المبادر وصاحب الاستحواذ في أغلب مباريات "الكان"، قد يشكل اختبارا حقيقيا، خاصة في ظل تطلعات الجماهير إلى أداء هجومي وهيمنة واضحة.
كما استحضر اللاعب السابق تجربة الإقصاء المفاجئ في نسخة 2019 أمام منتخب بنين، معتبرا إياها درسا يجب عدم تكراره، حين دخل المنتخب تلك المواجهة بثقة كبيرة قبل أن يغادر المنافسة بركلات الترجيح، بسبب الاستهانة بالمنافس في أول اختبار إقصائي.
وختم الأحمدي حديثه بالتأكيد على أن خوض البطولة على أرض الوطن يمثل سلاحا ذا حدين، إذ يمنح دعما جماهيريا استثنائيا، لكنه في المقابل يضاعف حجم الضغط، قائلا إن الجمع بين صفة المرشح الأول ولعب البطولة أمام الجمهور المحلي قد يتحول إلى "فخ" إذا لم يتم تدبيره بذكاء وهدوء.