تم الثلاثاء خلال لقاء صحفي بالصخيرات تقديم النسخة الرابعة لجائزة الابتكار من أجل افريقيا ،المنظمة بمبادرة من مؤسسة الابتكار الإفريقية وبشراكة مع وزارة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي . وتم تقديم هاته النسخة التي تنظم الثلاثاء اليوم الأربعاء ،تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس ،من طرف مولاي حفيظ العلمي وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي ورئيس مؤسسة الابتكار الافريقية جون كلود باسطوس موريس ،اللذين شددا على أهمية هاته الجائزة التي تعد من ضمن أهم الجوائز التقديرية في مجال الابتكار بافريقيا وتحشد كل عام جمهورا متنوعا.
وأوضح العلمي أن هاته الدورة غنية من حيث فقراتها المتنوعة وكذا من حيث عدد الحاضرين، مبرزا أن المنظمين استقبلوا 925 ترشيحا من 41 بلدا افريقيا ،وهو رقم يتجاوز بكثير الدورة السابقة (903 مرشحا).
وذكر العلمي أن تنظيم المغرب لهذه الجائزة نابع من التزامه بتنمية إفريقيا وكذا انطلاقا من موقعه باعتباره ملتقى طرق الاقتصادات المبتكرة والتنافسية وأيضا بالنظر للأهمية التي يمثلها الابتكار في الاستراتيجيات القطاعية بما في ذلك المخطط الوطني لتسريع التنمية الصناعية (2014-2020 )،الذي تجعله إحدى الركائز الاساسية لبناء النظم الإيكولوجية الصناعية الفعالة .
وبالنسبة لحفيظ العلمي ،فإن هذه الجائزة تمثل انطلاقة جيدة ل"إقامة منصة لدينا للابتكار"، مشيرا إلى أن المنظمين يسعون من خلال هذا الحدث إلى تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، من أجل مكافأة أفضل المشاريع و الأفكار المبتكرة ووضع تصور واضح بهذا الخصوص على المستويات الوطنية والاقليمية والدولية .
ويرى مولاي حفيظ العلمي ،أن الابتكار والتطور التكنولوجي يمثلان بالنسبة لإفريقيا ،رافعة لابتكار قيم حاسمة ورهانا اساسيا من أجل تنافسية نظامه الاقتصادي مبرزا أن الرهان كبير والتحديات المطروحة يصعب تجاوزها، غير أن القارة الافريقية -بنظره- تزخر بطاقات هامة من أجل بلوغ هذا الهدف ،أهمها توفره على مجموعة من المواهب الشابة المحفزة ،أو الشراكات العلمية والتقنية التي يمكن نسجها على مستوى القارة .
ومن جانبه، أكد رئيس مؤسسة الابتكار الافريقية ،أن المغرب بذل جهودا كبيرة من أجل أن يتوفر على ارضيته الخاصة للابتكار، معربا عن امتنانه للملك محمد السادس على رعايته السامية لهاته التظاهرة.
وأوضح رئيس المؤسسة ،أن هاته الأخيرة تهدف من خلال أنشطتها إلى إعطاء الفرصة للمخترعين الأفارقة الشباب، من أجل التعبير عن أنفسهم عبر الابتكار، مبرزا أن المؤسسة الإفريقية للابتكار لديها أكبر قاعدة بيانات في مجال الابتكار بجميع أنحاء القارة الأفريقية في مجالات غنية ومتنوعة، بما في ذلك الزراعة والصناعة والطاقة والمعلومات وتكنولوجيا الاعلام والاتصال . وأضاف أن الأرضية العامة للجائزة ، تتشكل من خمسة مجالات رئيسية، هي قطاعات الزراعة والصناعات الزراعية والبيئة والطاقة والمياه والصحة والرفاهية وتكنولوجيا المعلومات والاتصال والتصنيع والخدمات ، مبرزا أن لجنة تحكيم الجائزة احتفظت بعشرة مرشحين نهائيين من ضمنهم مغربي .
وبعد ذلك تم تدشين سوق ساحة الابتكار، وهو فضاء خصص للمبتكرين المغاربة من أجل عرض ابتكاراتهم وكذا لربط اتصالات مع المستثمرين والمشاركين في هذا الحدث.
وستتميز هاته النسخة بتنظيم العديد من التظاهرات الموازية ،ولاسيما حصص تدريبية لفائدة المرشحين النهائيين ، وكذا ورشة " أفكار وآلات" بقيادة شباب مقاول افريقي وسوق للابتكار ،إلى جانب تنظيم حفلات فنية بحضور المغني السينغالي المشهور يوسو اندور.
وسيتم الإعلان عن النتائج وتقديم جوائز المؤسسة اّلإفريقية للابتكار خلال حفل عشاء ساهر ليلة الأربعاء في المركز الدولي للمؤتمرات محمد السادس.
وبحسب المنظمين، فإن هذه التظاهرة ، التي رصد لها غلاف مالي يصل إلى 150 ألف دولار ، تروم تشجيع العلم والتكنولوجيا والابتكار من أجل تنمية افريقيا.
وتتوخى النسخة الرابعة المفتوحة في وجه جميع المبتكرين والمقاولين الأفارقة ، أن تشكل الحدث البارز برسم 2015،على اعتبار أنها تتيح التنافس بين أفضل المبتكرين في القارة .
يذكر أن هاته الجائزة التي تم إحداثها سنة 2011 ،مفتوحة في وجه المبتكرين الأفارقة الذين يبدعون حلولا موجهة نحو السوق وتشجع على تنمية القارة الافريقية .
وتروم الجائزة خلق أرضية تمكن الافارقة من إيجاد وتشجيع أفكار مبتكرة، وخلق محيط ملائم يمكن فيه للحكومات والمقاولات والجامعات وغيرها من الجهات المعنية، أن تعمل معا للاستثمار في مستقبل إفريقيا من خلال تعزيز نظام بيئي للابتكار الإفريقي، وتعزيز العلوم والتكنولوجيا والهندسة باعتبارها آفاق مهنية مربحة للشباب الإفريقي، وكذا تشجيع رجال الأعمال والمبتكرين وأجهزة التمويل ومقدمي خدمات تطوير المقاولات ،على تبادل الافكار واستكشاف الفرص التجارية ذات الصلة بالابتكار.
يذكر أن هاته الجائزة تلقت منذ نسختها الاولى ،دعما كبيرا وواسعا من طرف القادة الافارقة الذين اعتبروا أنها تمثل فرصة سانحة لوضع أرضية لتشجيع الابتكار في القارة الافريقية ،وكذا باعتبارها المجال المناسب لتعزيز المنافسة الشريفة بين مختلف القطاعات الحيوية والواعدة لتحقيق التنمية المستدامة في البلدان الافريقية .