كثر من مؤيدي ومساندي فيلم " الزين الي فيك" مثلوا الشريحة المُتثاقِفة من المجتمع المغربي، من نادت بعدم مصادرة حرية الإبداع والرأي في السينما، ولكن عندما تضاربت هاته الحرية مع مصالحهم، كانوا أول من حاول مصادرة رأي وانتقاد الفنانة " نعيمة بوحمالة" بنشر مقطع من مشاركتها بفيلم أمريكي بدور عاهرة، لتلقينها درسا في فن السكوت. مباشرة بعد التصريح المدوي الذي قدمته الممثلة " نعيمة بوحمالة" حول فيلم " الزين إلي فيك" والمشاركين فيه، تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مقطعا لها من فيلم أمريكي مع الممثل العالمي " جون كلود فاندام" بدور عاهرة محاولة للإساءة لها. المقطع الذي تم تداوله الكترونياً على نطاق واسع ، والذي أثار اهتمام الصحافة أيضا، لم يكن بالمبتذل أو الإباحي على مستوى المشهد، ولم تبدو فيه "بوحمالة" بصورة يمكن أن تحسب على تاريخها الفني المحافظ، فبدت في سهرة ليلية مع أحد الجنود وهم يتبادلون الحديث والضحك، كما لم تبدو "بوحمالة" وهي تتلفظ بديء الكلام، أو ترقص رقصا ساخنا، أو تنزع ملابسها، أو تمارس ممارسة جنسية صريحة !. لم يكن هناك من داع للمقارنة بين مشاهد العمل الذي انتقدته- الزين الي فيك- وبين مشهدها في الفيلم الأمريكي، الأول بطلاته كن "عاهرات" ممتهنات يشاركن في عمل " بورنوغرافي" عن طريق المحاكاة لعملية جنسية، بينما الثاني كانت فيه "نعيمة " ممثلة وفنانة تتقمص دور "عاهرة" في فيلم سينمائي، دور استطاعت من خلاله أن تجعلنا أمام صورة العاهرة وفكرة المشهد دون تقبيل أو عري أو جنس ، شأنها شان كل ممثلة تمارس الفن داخل دائرته وخصوصياته التي تضيع بمجرد افتقاد العمل تقديم رسالة تربوية عبر التكثيف لمعان جمالية وقيم راقية يستشف أهميتها المشاهد، وهي الخصوصية التي كان فارغا منها فيلم " نبيل عيوش" الذي يدرج ضمن أعمال السينما العشوائية، التي لا تتطلب مخرجا وكاتبا وممثلاث، بل كان يكفي حمل كاميرا ورصد حياة الليل والدعارة بمراكش وحاناتها لإنتاج عمل مشابه. ومن تم نتساءل من الذي استهدف الفنانة " نعيمة بوحمالة"؟، من الذي تكبد عناء البحث عن الفيلم " واقتطاف مشهد نعيمة لترويجه الكترونيا وإعلاميا ليخيط فمها ويلقنها درسا في الانتقاد الشرس لأداء وأعمال زملائها؟، إنها تصفية حسابات واضحة قدمت ضد هذه الأخيرة، حقا لم يتوافق رأي " بوحمالة" مع معايير النقد البناء، إذا تعدته إلى الهجوم الشرس والسب لأحد الفنانين المشاركين، ولكن يبقى لها حق الرأي الذي لا يجب مصادرته وقمعه بطرق ملتوية وانتقامية كهاته.