في اطار انخراطها في الجهود الوقائية والتحسيسية التوعوية التي تقوم بها بلادنا لمحاصرة تفشي فيروس "كورونا" المستجد، نشرت الرابطة المحمدية للعلماء عبر بوابتها الالكترونية مقالا لرئيس مركز عقبة بن نافع للدراسات والبحوث في الصحابة الكرام بالرابطة، بدر العمراني، موسوم ب" الصّحابة والوباء :معالم للتفقه وآثار للتّدبّر". وفيما يلي نص المقال: إنّ الوباء سُنّة الله في الكون منذ خلق الخلق، وأسرى دعائم الحياة فيه، يبديه متى شاء، ويعيده كيف يشاء، وهو المبدي المعيد.. ويدنيه بإرادته، متى وأنّى اقتضت حكمته، سبحانه الفعّال لما يريد. وما يعيشه العالم اليوم من استشراء وباء الكورونا المستجدّ، يطيب لي أن أبدي من فقه الصّحابة في التعامل مع الوباء، ثلاثة معالم: الأولى في اقتفاء التعاليم النبوية الثانية في خدمة الأمّة الثالثة في استشراف المستقبل للوقاية والحفظ فمن فقهم نستمد، ومن أنوارهم نستضيء، فهم أمنة أمّة الإسلام، كما النجوم أمنة السماء، كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه مسلم عن أبي بُرْدة عن أبيه، قال: (صلينا المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قلنا: لو جلسنا حتى نصلي معه العشاء، قال: فجلسنا، فخرج علينا، فقال: ما زلتم ها هنا؟ قلنا: يا رسول الله، صلينا معك المغرب، ثم قلنا نجلس حتى نصلي معك العشاء، قال: أحسنتم أو أصبتم. قال: فرفع رأسه إلى السماء، وكان كثيرا مما يرفع رأسه إلى السماء، فقال: النُّجوم أَمَنَةٌ للسماء، فإذا ذهبت النُّجوم أتى السّماء ما تُوعد، وأنا أَمَنَةٌ لأصحابي، فإذا ذهبتُ أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أَمَنَةٌ لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمّتي ما يوعدون). وقد اعتمدت فيما جمعت ما صحّ أوحسن، وتنكّبت الضعيف فما دونه إلا ما كان استئناسا لا تأسيسا. والله الموفق، وبه أستعين. الأولى في اقتفاء التعاليم النّبوية: فالصّحابة الكرام كانوا للرسول صلى الله عليه وآله وسلم أتباعا في الأقوال والأفعال، في حياته وبعد مماته، ومن أجلى المشاهد على ذلك ما جرى يوم وقع الطاعون بأرض الشّام، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أن عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خرج إلى الشام حتى إذا كان بِسَرْغٍ، لقيه أمراء الأجناد أبو عُبَيْدة بن الجَرّاح وأصحابه، فأخبروه أنّ الوباء قد وقع بالشّام، قال ابن عباس فقال لي عمر: ادع لي المهاجرين الأولين، فدعوتهم، فاستشارهم وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام فاختلفوا، فقال: بعضهم خرجت لأمر ولا نرى أن ترجع عنه، وقال بعضهم: معك بقية الناس وأصحاب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء. فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادع لي الأنصار، فدعوتهم، فاستشارهم فسلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادع لي من كان هاهنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح، فدعوتهم، فلم يختلف عليه منهم رجلان؛ فقالوا: نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء، فنادى عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في الناس: إني مُصْبِحٌ على ظَهْرٍ فأصْبِحُوا عليه، فقال أبو عُبيدة بن الجراح رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أفِراراً من قدر اللَّه! فقال عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة! وكان عمر يكره خلافه؛ نعم نفرّ من قدر اللَّه إلى قدر اللَّه؛ أرأيت لو كان لك إبل فهبطت وادياً له عدوتان إحداهما: خصبة، والأخرى: جدبة، أليس إنْ رعيتَ الخصبة رعيتها بقدر اللَّه، وإنْ رعيتَ الجدبة رعيتها بقدر اللَّه قال: فجاء عبد الرحمن بن عوف رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وكان متغيباً في بعض حاجته، فقال: إنّ عندي من هذا علماً: سمعت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه) فحمد اللَّه تعالى عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وانصرف. هذا الحديث فيه من المعاني العظيمة الكثير الكثير، منها: حكمة الأمير في تدبير الأمور المشكلة والنوازل الطارئة: وتتمثل في فزع عمر بن الخطّاب إلى الشورى، وسماع الآراء، وتقليب وجهات نظر كافة الأصحاب، من مهاجرين وأنصار.. حتّى اتّضح له الرأي السّديد، وهكذا كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ومنه تعلّموا. ودونك ما فعل مع أصحابه بمشاورتهم في كل من بدر والخندق ... ترجيح الرأي الأسلم حفاظا على الأنفس، دون الخوض بهم فيما يُودي بهلاكهم، تطبيقا لقوله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة). وللأمير حق الترجيح مراعاة للأسلم والأحوط. حسن المجادلة: وهو منطق الذكر الحكيم، لقوله تعالى: (وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) [النحل: 125]. وهذا نستشّفه من المجادلة التي تمّت بين عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجرّاح رضي الله عنهما، وكيف خالفه الخليفة عمر بحزم وعزم رغم محبّته له وتقديره لمكانته بقوله: (لو غيرك قالها). إذ لم يمنعه ذلك من تبيان خَطَئِه، وتصحيح الفهم لديه. تقرير قاعدة ذهبية في القضاء والقدر: وهي تَصْدُرُ عمّا تعلّمه من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلّم، فيما رواه أبو داود عن أُبَي بن كعب، قال: (لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم، ولو أنفقت مثل أُحُدٍ ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ،وأن ما أخطاك لم يكن ليصيبك، ولو مِتَّ على غير هذا لدخلت النار). لكنّ عمر أراد تقريب هذا الأصل في مثال حيّ صوّره في رعي الإبل بين الخِصبة والجَدْبَة، وأنّ الرعي في كليهما سيكون بقدر الله. إذ بالأمثال تتّضح وتنجلي أسرار الأقوال. إلهام عمر رضي الله عنه: فالخلاصة التي خلص إليها بعد استشارة، كانت من باب التحديث؛ لأنّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال فيما رواه البخاري عن أبي هريرة: (لقد كان فيما كان قبلكم من الأمم ناس محدّثون، فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر). وهذا شاهد حيّ إذ توافق رأي عمر مع الوحي الذي هو قول النّبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه عبدالرحمن بن عوف. التأسيس النبوي للحجر الصّحّي: كما في الحديث الذي رواه عبدالرحمن بن عوف، بالتزام أماكن الإقامة، وعدم الخروج منها، سواء كانت موبوءة أو سالمة. فهذه معانٍ نافعة لامعة تكشف لنا كيف تعامل الصّحابة الكرام مع الوباء في ضوء التعاليم النبوية. الثانية في خدمة الأمّة: روى ابن عساكر في تاريخ دمشق من طريقين عن طارق بن شهاب أنّ عمر كتب إلى أبي عبيدة في الطاعون الذي وقع بالشام: (إنه عرضت لي حاجة، ولا غِنَى بي عنك فيها؛ فإذا أتاك كتابي هذا: فإني أعزم عليك إنْ أتاك لَيْلاً أنْ لا تُصْبحَ حتّى تَرْكَبَ، وإذا أتاك نهارًا أنْ لا تُمسي حتّى تَرْكَبَ إلَيّ). فلما قرأ الكتاب، قال: قد عرفتُ حاجة أمير المؤمنين، إنّه يريد أن يستبقي من ليس بباقٍ. ثم كتب: (إنّي قد عرفتُ حاجتك التي عرضت لك، فحَلِّلْني من عَزْمَتِك، يا أمير المؤمنين، فإني في جُنْدٍ من أجناد المسلمين، لا أرغب بنفسي عنهم). فلما قرأ عمر الكتاب بكى، فقيل له: مات أبو عبيدة؟ قال: لا، وكأنْ قَد. كتب إليه عمر: (إنّ الأردن أرض غَمِقَة، وإنّ الجابية أرضٌ نزهة، فاظهر بالمسلمين إلى الجابية). فلمّا قرأ أبو عبيدة الكتاب، قال: هذا يُسمع فيه أمر أمير المؤمنين ونطيعه، فأمرني أن أركب، وأبوئ الناس منازلهم. فقلتُ: إني لا أستطيع، قال: لِمَ؟ لعل المرأة قد طُعنت؟ قلتُ: أجل، فذهب ليركب، فوجد وَخْزَة، فطُعِنَ، فتوفي أبو عبيدة، وانكشف الطاعون. وهذا نصّ مهم ومثمر بالفوائد العوائد، أهمّها: حِرْصُ أبو عبيدة وهو خليفة أمير المؤمنين على الشّام أن يكون في خدمة المسلمين، يرعى شؤونهم، ويدبّر أحوالهم، وذلك جليّ في قوله (فإني في جُنْدٍ من أجناد المسلمين)، والجندي هو من حبس نفسه لخدمة من يقوم عليهم أحسن قيام بالتزام وأمانة. وهذه تربية نبوية من سيد العالمين محمّد صلى الله عليه وآله وسلم. تقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وهذا بيّن من رفضه دعوة أمير المومنين، فلو قبلها فسيكون في راحة ودعة هو وأهله بالمدينة المنوّرة بجنب الفاروق رضي الله عنه الذي كان يحبّه كثيرا، فقد روى محمد بن سعد في الطبقات عن ابن أبي نجيح: قال عمر لجلسائه: تَمَنّوا، فتمنّوا، فقال عمر: (لكنّي أتَمَنّى بيتا ممتلئا رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح). لكنّه آثر فضل الآخرة على العاجلة. اختيار الأصلح للرعية رفقا بهم وعطفا: كما يستفاد من توجيه عمر في كتابه الثاني لأبي عبيدة بتغيير مكان الإقامة من الأردن إلى الجابية. تعليل القرار: فقرار أمير المؤمنين بالانتقال من الأردن إلى الجابية كان مفسّرا، إذ وسم الأردن ب: غمقة، من الغَمَق : فساد الريح وخُمُومها من كثرة الأنْدِية. والجابية نَزِهة، من النُّزْهَة: البعد من ذلك. ومنها قولهم: فلان نَزِهُ النَّفْس عن الرَّيْب؛ أي: بعيد. طاعة ولي الأمر في تنفيذ ما يُصلح شأن الرعية: وهو عين ما فعله أبو عبيدة استجابة لأمير المؤمنين بالاستعداد للانتقال من الأردن إلى الجابية. ثم نستفيد آدابا ولطائف؛ منها: التّورية بالقصد، دون التصريح به: وهو ما فعله الفاروق رضي الله عنه؛ إذ لم يصرّح له بسبب الاستقدام، رِفْقًا به. حُسْن التلطف مع أمير المومنين والأدب في مخاطبته: نحو صنيع أبي عبيدة بقوله: (إنّي قد عرفتُ حاجتك التي عرضت لك، فحَلِّلْني من عَزْمَتِك، يا أمير المؤمنين). وهذه غاية في الأدب رقّة وتودّدا. خطاب الأرواح يعلو خطاب الجوارح: وهو ما نراه في فراسة كل من أمير المؤمنين وأبي عبيدة رضي الله عنهما، فأبو عبيدة أدرك كُنْهَ حاجة أمير المؤمنين، وأمير المؤمنين علم مصير أبي عبيدة، وأنه لن يراه لذلك بكى. ومن خدمة الأمّة أيضا عدم تعطيل مصالحها، وتوقيف مواردها أيّام الوباء، وهذا أيضا من حرص عليه الأصحاب رضوان الله عليهم، من ذلك ما رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق، عن عُرْوة بن رُوَيْم، قال: انطلق أبو عبيدة بن الجراح يريد الصلاة ببيت المقدس، فأدركه أجله بفِحْلٍ، فتوفي بها، وأوصى: أقْرُوا أمير المؤمنين السلام، وأعلمُوه أنه لم يبق من أمانتي شيء إلاّ وقد قمت به، وأدّيته إليه؛ إلا ابنة خارجة نكحت في يوم بقي من عدتها لم أكن قضيت فيها بحكومة، وقد كان بعث إلي بمائة دينار فردوها إليه، فقالوا: إنّ في قومك حاجة وسكنة. فقال: ردوها إليه. هذا نصّ مهمّ يخبرنا بأنّ أبا عبيدة لم يترك أمانته التي قلده إيّاها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، حتى يوم وفاته. الثالثة في استشراف المستقبل للوقاية والحفظ: روى أحمد في مسنده عن أبي المُنيب أن عمرو بن العاص قال في الطاعون، في آخر خطبة خطب الناس، فقال: إن هذا رجسٌ مِثْلُ السَّيْلِ من يُنَكِّبْهُ أخطأه، ومثلُ النّار من يُنَكِّبْها أخطأته، ومن أقام أحْرقتهُ وآذته، فقال شُرَحْبيل ابن حَسَنَة: (إن هذا رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وقبض الصالحين قبلكم). وهذا أثر مهم يفيدنا بصنيع عمرو بن العاص رضي الله عنه من أجل تدبير الأزمة، واستشراف المستقبل من أجل الوقاية من الوباء، والحفظ من غوائله، وذلك ب: تصويره على أنّه رجس، والرجس ينبغي اجتنابه والتّوقي منه، مصداقا لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ). [المائدة: 90]. ولم يُبعد في وصفه، فإنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسمه بالرِّجْز، روى مسلم في صحيحه عن أسامة بن زيد مرفوعا: إنّ هذا الطّاعون رِجْزٌ سُلّط على من كان قبلكم، أو على بني إسرائيل فإذا كان بأرض، فلا تخرجوا منها فرارا منه، وإذا كان بأرض، فلا تدخلوها). والرجز بمعنى الرّجس. جاء في الفائق: (الرّجْز والرّجْس: العذاب؛ قال أبو تراب: سمعت أبا السّمَيْدع الحُصيْنِىّ يقول: الرّجْز والرّجْس: الأمر الشديد يَنْزِل بالناس). ضرب المثل لتقريب الصورة، فعدّه كالسَّيْل إذا تعرّض له الإنسان جَرَفَه ولم يفلته، والنّار الحارقة إذا شبّت واشتعلت لا تُبقي ولا تَذر، فللنجاة منهما ينبغي التّنكُّب؛ أي: الإعراض. يُقال: نكَّب عن الطريق إذا عدل عنه ونكَّب غيرَه. وتَنَكَّبْ عن وجْهي؛ أي: تَنحَّ وأعْرِض عَنِّي. وتوضّحه رواية أخرى عند أحمد وإن كان فيها إسنادها ضعف، لكنْ يُستأنس بها: (إنّ هذا الطاعون رجس، فتفرقوا عنه في هذه الشعاب وفي هذه الأودية). وهذا هو الحجر الصّحّي بالتزام تفريق الجموع، والتزام البيوت، حتى نسلم من مخالطة المرضى، وننأى بالنفس عن العدوى. وأمّا قول شُرَحبيل بن حَسَنة رضي الله عنه تعقيبا على عمرو بن العاص رضي الله عنه، فهو اختلاف في التقدير فقط، فعمرو نظر للوباء تقديرا لغوائله ومخاطره الواقعة، فعدّه رجسا لفساده المتحقّق في الأنفس والأرواح، وشُرَحْبِيل نظر إلى الوباء بآثاره الأخروية، باعتباره بلاءً نزل بقضاء وقدر، فحسب الإنسان الصبر والرضا، لا السخط والتّضجّر، لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط). فاللهم ارفع عنّا الوباء، وفرّج عنا، واسترنا بفضلك وكرمك يا كريم. والحمد لله رب العالمين أولا وآخرا، وصلى الله على النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.