شهدت القمة الوزارية الأوروبية – الإفريقية الأخيرة، التي جمعت كبار المسؤولين من القارتين، فشلاً واضحاً للنظام العسكري الجزائري في تحقيق أي مكاسب دبلوماسية أو سياسية، بعد تهميشه الكامل ورفض الأطراف الأوروبية والإفريقية استقبال "ممثل البوليساريو"، الذي يُعتبر أداة من أدوات النظام في قضية الصحراء. رغم محاولات النظام العسكري الجزائري جلب ممثل لجبهة البوليساريو إلى القمة، إلا أن جميع المسؤولين الأوروبيين والإفريقيين قاطعوا هذا اللقاء بشكل واضح، ولم يُبدِ أي منهم استعداده للتواصل أو الحوار معه، الأمر الذي كشف هشاشة الموقف الجزائري أمام المجتمع الدولي، وانعدام التأييد الذي يعتقد النظام العسكري أنه يحظى به. وكان الموقف الوحيد الذي شهد تواصلاً مع "عنصر البوليساريو" هو لقاء مقتضب جمعه مع وزير الخارجية الجزائري، الذي يحاول عبر هذه الخطوة المحافظة على بعض الرمزية في الملف، لكن هذا اللقاء لم يكن له أي تأثير أو أهمية على الأرض، خاصة في ظل مقاطعة دولية واضحة لجبهة البوليساريو. تعكس هذه الوقائع بوضوح مدى عزلة النظام العسكري الجزائري وتراجع مكانته على الساحة الدولية، حيث لم يعد يحظى بأي دعم ملموس من القوى الأوروبية أو الأفريقية في ملف الصحراء، الذي ظل محوراً للخلافات الإقليمية لعقود. كما تؤكد على أن سياسات الجزائر في دعم الجبهة الانفصالية لم تعد تجد أذناً صاغية، مما يزيد من الضغط عليها لإعادة النظر في استراتيجياتها. في الوقت الذي يعيد فيه المجتمع الدولي التأكيد على احترام الوحدة الترابية للدول والالتزام بالحلول السلمية التي تدعمها الأممالمتحدة، يظهر فشل النظام العسكري الجزائري كحالة درامية على المستوى الدبلوماسي، مع إقصاء واضح لممثل جبهة البوليساريو من أي حوار أو لقاءات رسمية. فكيف ستتعامل الجزائر مع هذه الهزيمة الدبلوماسية المتكررة، وهل ستغير من سياساتها التي أوصلتها إلى هذا العزلة؟ أم أنها ستستمر في نهجها الحالي الذي يفاقم من وضعها الإقليمي والدولي؟